جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أسرار ما جرى من 2015 حتى الآن

د. محمد الباز يكتب: هجمة درامية مرتدة

محمد الباز
محمد الباز

الأعمال الدرامية الوطنية إجراءات احترازية ضد وباء التضليل من قبل الجماعة الإرهابية وأعوانها

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تحمل على عاتقها الآن مهمة الوعى والتنوير والتصدى لمحاولات طمس الهوية والحقائق

الرئيس السيسى يؤمن بأن دور الفن لا يقل عن أهمية السلاح فى مواجهة الإرهاب ومحاولات هدم الدولة وهز استقرارها

 

بعد سنوات من الانتظار تحوّل الحلم إلى واقع. 

بعد سنوات من الترقب أصبحت أمنياتنا بين أيدينا نتحدث عنها، نتحاور، نتجادل، نختلف ونتفق، نرفض ونقبل، لكن المهم أنها أصبحت بين أيدينا. 

بعد سنوات من المطالبة بأعمال درامية ملحمية تسجل ما قام به المصريون جميعًا، جيشًا وشرطة ومدنيين، لتحرير بلدهم واستردادها، ليس من المحتل الإخوانى فقط، ولكن من بين أنياب كل من حاولوا التآمر علينا والتخطيط لاختطافنا واختطاف بلدنا- أصبحنا نملك أعمالًا استطاعت أن تنجز ما عجزت عنه صفحات الجرائد على كثرتها، وشاشات المواقع على استمرار نبضها الذى لا ينقطع، وبرامج الفضائيات على تنوعها وصعودها وهبوطها. 

«هجمة مرتدة» هو اسم المسلسل الذى يوثق بطولات رجال الظل فى المخابرات العامة فى رصد وتعقب المتآمرين على مصر فى الداخل والخارج، ليس بعد ٢٠١١ فقط، ولكن من قبلها بسنوات، وهو المسلسل الذى وضع الجميع أمام الحقيقة، وأعتقد أنه أخرس الذين كانوا يتشدقون بأن من يتحدثون عن مؤامرة تتعرض لها مصر ليسوا إلا مغيبين أو مغفلين. 

الآن عرفنا من هم المغيبون والمغفلون.. ونتمنى أن يكونوا هم أيضًا عرفوا. 

«هجمة مرتدة» فى الحقيقة أكبر من أن يكون مجرد لاسم مسلسل واحد. 

إنه أقرب إلى توصيف حالة درامية كاملة ومتكاملة لم تبدأ فى هذا العام فقط، بل بدأت بمسلسل «الاختيار» فى جزئه الأول العام الماضى، وبتوالى المسلسلات «الاختيار ٢» و«القاهرة: كابول» «وهجمة ومرتدة»، وبتوالى البشارات بأن هناك جزءًا ثالثًا من «الاختيار»، وجزءًا ثانيًا من «هجمة مرتدة» أصبحنا أمام هجمة مرتدة درامية تقودها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى تحمل على عاتقها الآن مهمة الوعى والتنوير بما حدث، والتصدى بجرأة وشجاعة واحترافية لمحاولات طمس الهوية والحقائق، وهى كثيرة ولن تنقطع. 

أعرف أن الشركة المتحدة ستكون هدفًا للهجوم والنيل من القائمين عليها، بعد النجاح الذى حققته مسلسلات الهجمة المرتدة الدرامية. 

أعرف أنهم سيكونون فى مرمى السهام جميعًا، فلن يغفر لهم أحد أنهم يخوضون معركة صعبة ومتشابكة وكاشفة وفاضحة للخونة، ومَن يسيرون على طريقهم. 

نجاح الشركة المتحدة فى الهجمة المرتدة الدرامية ليس نجاحًا فى معركة واحدة، ولكنه نجاح فى حرب طويلة، يحاول فيها الإخوان، ومَن على شاكلتهم، محو ذاكرتنا، لننسى ما فعلوه، يحاولون تصدير أنفسهم على أنهم ضحايا ليتعاطف معهم الناس، يحاولون قلب الحقائق اعتقادًا منهم بأنهم يمكن أن يعودوا مرة أخرى ويدخلوا من باب مدينتا من جديد.. يحاولون تضليل أجيال لم تكن حاضرة لمصادرة مستقبلهم، كما صادروا ماضينا. 

وفجأة تظهر الدراما التى ترعاها المتحدة لتقطع عليهم كل الطرق مرة واحدة، بل تسجل فى مرماهم أهدافًا صعبة أعتقد أنها أوجعتهم وأربكتهم وأفقدتهم توازنهم. 

كنا نتساءل: لماذا تمضى السنوات دون أن يكون لدينا عمل درامى ينتصر لما جرى على الأرض خلال مواجهاتنا مع من تحالفوا علينا ليس فى سنوات الفوضى فقط، ولكن فى سنوات التخطيط لها؟ 

كنّا نتعجل المواجهات بالحقائق، ونلح على أن نوثق ما نعرفه وشاهدناه بأعيننا وشهدنا عليه بقلوبنا، وكنا نرى المنصات المعادية تزيّف الحقائق وتبالغ فى تزويرها دون حياء ولا خجل. 

الآن وبعد أن بدأنا فى التوثيق الدرامى، وأصبحت لدينا أعمال يشهد الجميع بملحميتها، وهى أعمال لا تنقطع، فقد بشرتنا الشركة المتحدة بأنها تجهز أعمالًاجديدة، بما يعنى أننا سنكون على موعد فى رمضان المقبل مع حقائق وبطولات لا يعرف أحد عنها شيئًا، اختزنها رجال الظل فى ذاكرتهم وملفاتهم. 

ما لا يعرفه كثيرون أن ما شاهدناه وما سنشاهده لاحقًا لا يمكن أن يمثل أكثر من ١٠ بالمائة من مجموع ما جرى، فكثير مما جرى سيكون من الصعب الإفصاح عنه، ولذلك أسبابه ومبرراته ودوافعه. 

لقد احتج البعض على عرض المسلسلات الدرامية التى توثق جرائم الإخوان. 

قالوا إنها يمكن أن تزيد الانقسام. 

قالوا إنها يمكن أن تزيد من اشتعال الفتنة. 

قالوا إننا نحتاج إلى أن نجتمع وهذه المسلسلات تفرقنا. 

أعرف أنكم تريدون الحق، ولذلك سأقول لكم: إن هذا الكلام ليس إلا تضليلًا كاملًا، محاولة لصنع حقيقة على الأرض ليست موجودة من الأساس. 

فمن قال إننا نعانى من انقسام ونخشى أن يزيد. 

الإخوان مجرمون، ارتكبوا جرائم موثقة، فهل عندما نفضح هذه الجرائم ونضعها فى حجمها، نكون بذلك نزيد الانقسام الذى ليس له وجود من الأساس؟ إنهم يقولون ذلك حتى يغلقوا الطريق على ما يكشفهم أمام الناس. 

ثم عن أى فتنة يتحدثون؟ وهم من صنعوا الفتنة من البداية. 

وعن أى فرقة يتحدثون؟ وهم من الذين يغذون الفرقة والتنازع والشقاق. 

إنهم مجموعة اختارت أن تضل، ولا بد أن تدفع ثمن ضلالها، فليس معقولًا أن يضلوا وندفع نحن الثمن. 

وهنا يمكن أن نطرح على أنفسنا أكثر من سؤال. 

السؤال الأول هو: هل تأخرنا بالفعل أم أن الهجمة المرتدة جاءت فى وقتها المناسب تمامًا؟ 

بحسبة السنوات يمكن أن يعتبر البعض أننا تأخرنا فى تقديم أعمال درامية تلعب دورًا فى معركة الوعى الذى تعرَّض لأكبر عملية تضليل فى تاريخنا. 

لكن بحسبة السياسة والفن، أعتقد أن الأعمال الدرامية التى تسجل تشابكات السياسة وتعقيداتها منذ ٢٠١١ حتى الآن ظهرت فى وقتها تمامًا. 

أما حسبة السياسة فتقول إننا تعرضنا لحرب نفسية ومعنوية هائلة منذ ٢٠١١- وربما قبلها بسنوات- وزادت حدة هذه الحرب بعد ٢٠١٣، ولا بد أن نعترف بأن الجبهة الداخلية تأثرت كثيرًا بها، وكان غريبًا أن بعضًا ممن يسيرون فى طريق ثورة يونيو ويؤمنون بمشروعها تأثروا بالفعل بالشائعات والأكاذيب، فبدأوا يناقشون ما يمكننا اعتباره بديهيات، بل وصل الأمر بهم إلى أنهم كانوا يسهمون فى نشر الشائعات، والضحك على السخريات السمجة التى كان يلجأ إليها معسكر الأعداء من كل وأى شىء ينتمى لمصر. 

لو أن هذه الأعمال ظهرت مباشرة بعد ٣٠ يونيو، أو حتى بعدها بعام أو عامين، كان الرأى العام سيستقبلها على أنها أعمال دعائية، ولم يكن ليصدقها أو يتفاعل معها بدرجة كبيرة، بل كان سيجد من يشوهها ويشوشر عليها ويشكك فيها بأى طريقة حتى لا تحقق أهدافها. 

كان لا بد أن تمضى سنوات يعرف فيها الرأى العام بنفسه حدود المؤامرة على مصر، صحيح أننا عرفنا خطوطًا عريضة، لكننا فى النهاية عرفنا، كما أننا شاهدنا وشهدنا على كثير من الأعمال الإرهابية التى ارتكبتها جماعة الإخوان، وأعتقد أن ما شاهدناه تحديدًا فى «الاختيار ٢» كان لا يزال حاضرًا فى ذاكرة المصريين، ربما كمعلومات عامة، فجاء المسلسل ليقدم المعلومات الكاملة ويشرح ويحلل ويُنسج السياق الكامل لما حدث، ويضع أيدينا على الحقائق الكاملة. 

بعد ٣٠ يونيو، وتحديدًا بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة الإرهابيين، سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى إنتاج أفلام وثائقية وبرامج وأعمال درامية توثق فيها ما حدث من وجهة نظرها، وهى الأعمال التى غلبت عليها العاطفية والمبالغة والأكاذيب.

اعتقدت الجماعة الإرهابية أنها بهذه الأفلام يمكن أن تكسب تعاطف الناس معها، والأهم من ذلك أنها خططت لأن تفرض روايتها الخاصة للأحداث، فلا تكون هناك رواية إلا ما تقوله وحدها، بكل ما فيه من أكاذيب وخيالات ضالة، فتخرج الأجيال المتعاقبة وهى لا تعرف مما حدث إلا ما قالته الجماعة الإرهابية وأقلامها وأبواقها.

لكن الجماعة وقعت فى خطأ التعجل.

حاول الآن أن تتذكر شيئًا مما فعلوه أو قدموه. 

لن تذكر شيئًا له قيمة. 

فلم يتبق فى الذاكرة شىء من هذه الأعمال الدعائية، لأنها كانت فجة ومباشرة ووقحة فى تضليلها وكذبها وخداعها. 

هذا الفخ لم تقع فيه الشركة المتحدة التى أدركت أن التوثيق الدرامى له أصوله وقواعده، ولا بد أن يتم إنتاج الأعمال الدرامية طبقًا لهذه القواعد والأصول، حتى لا تصبح سهامًا طائشة أو رصاصات فى الفراغ. 

وهنا تأتى حسبة الفن. 

فحسب الفن وما يفرضه، فإن الأعمال التى رأيناها على الشاشة، والتى سنراها لاحقًا وقفت وراءها كتيبة هائلة من الفنانين الذين يجيدون عملهم، وأعتقد أن هذه الأعمال نجحت لأنها لم تقع فى فخ المباشرة، فهى تعرض الحقائق على الجمهور وتتركه بعد ذلك يقرر ويختار، لم تفرض عليه وصايتها، أو توجهه إلى وجهة بعينها. 

وضعت الشركة المتحدة الأعمال الدرامية أمام مَن يتقنون صنعتهم، مَن يجيدون العمل الذى يبقى وتستدعيه الأجيال المتعاقبة لتعرف ما جرى على أرض بلدهم، وليتعرفوا على ما بذله حماة الوطن ليبقى مرفوع الرأس، فقد قرر خصومه أن يكسروا ظهره، لكنهم قرروا ألا يكسره أحد أو ينكس جبهته أحد. 

الوقت كان لازمًا وضروريًا أيضًا، فليس الهدف هو الرد على الجماعة الإرهابية فقط، ولكنها محاولة لكتابة تاريخ مصر حتى لا يضيع من بين أيدينا، وهو ما استدعى الدراسة والقراءة والتأمل والإحاطة الكاملة بما جرى، وأعتقد أن مؤسسات الدولة أسهمت بالقدر المطلوب فى تقديم كل ما لديها، حتى تخرج الأعمال الدرامية بهذا الإتقان، الذى لا يشكك فيه إلا جاحد أو جاهل أو مدفوع ومستأجر. 

هذا عن منطق الهجمة الدرامية المرتدة. 

لكن يظل هناك سؤال أعتقد أنه من الضرورى أن نجيب عليه. 

لقد استمعت لمَن يسأل عن هذه الجرعة الدرامية المكثفة على شاشات تليفزيون رمضان فيما يخص قضايانا الوطنية هذا العام: يسألون عن وجود «الاختيار ٢» و«هجمة مرتدة» و«القاهرة: كابول» فى موسم درامى واحد، ويقولون: كان من المفروض أن توزع هذه الأعمال على مدار العام؟ 

مَن يقولون ذلك لا يدركون أهمية وخطورة هذه الأعمال التى يمكن اعتبارها إجراءات احترازية ضد وباء التضليل الذى تمارسه الجماعة الإرهابية ضدنا، فهى لا تكف عن محاولات تزييف وعينا وتزوير تاريخنا. 

من وجهة نظرى كان من المهم أن يتم عرض هذه الجرعة المكثفة الآن، وذلك لأسباب عديدة منها: 

أولًا: هناك من بيننا مَن شاهدوا وشهدوا على ما فعلوه ضدنا من مؤامرات ودبروه من خطط، لكن يبدو أنهم نسوا، ولذلك فلا بد من تذكيرهم مرة أخرى. 

ثانيًا: هناك من لا يعرف ما حدث مِن شبابنا الذين لم يشهدوا أحداث السنوات الماضية، وهؤلاء من حقهم أن يعرفوا منّا ما جرى قبل أن تستقطبهم هذه الجماعات وتزرع فى قلوبهم ما يجعلهم يعادون وطنهم. 

ثالثًا: هذه الأعمال تسهم بقدر كبير فى تثبيت عقيدتنا الوطنية وتجعلنا مطمئنين إلى أن هناك مَن يقفون على ثغور هذا الوطن، يحمونه ولا يبخلون عليه حتى بأرواحهم. 

لقد خرجت الهجمة الدرامية المرتدة بهذا الإتقان، لأنها لم تكن وليدة اللحظة ولا مجرد الرغبة لإثبات الوجود، ولكن لأن وراءها فلسفة وفكرة وإعدادًا، وربما الأهم من ذلك كله وراءها دعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصيًا، بشكل مباشر، فهو يتابع ما يتم إنجازه فى هذه الأعمال، نفس متابعته للمشروعات القومية الكبرى، لأنه يعرف أن بناء الوعى هو المشروع الأهم والأكبر والأبقى، ودونه لن نستطيع أن نحمى مشروعاتنا القومية الأخرى. 

يؤمن الرئيس أن الفن يستطيع أن يلعب نفس الدور الذى يمكن أن يقوم به السلاح، ليس فى مواجهة الجماعات المتطرفة فقط، ولكن فى مواجهة محاولات هدم الدول وهز استقرارها وزعزعة أمنها وتشريد أبنائها وهدم مؤسساتها. 

الوقائع وحدها كفيلة بأن تثبت لنا ذلك. 

هل يمكن أن أعود بكم إلى الاحتفال بعيد الشرطة فى العام ٢٠١٥، وبعد شهور قليلة من تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام منصبه رئيسًا للجمهورية. 

كان الرئيس يلقى كلمته.. أشار إلى الهجمة الشرسة التى تتعرض لها مصر من الإعلام الخارجى، أشار إلى أن وعى المواطنين فى خطر، قال نصًا: «باقول تانى، لينا كلنا، حتى للإعلام، حتى للتليفزيون، وللأفلام، وللمسلسلات، مين هيتصدى لده؟ مين هيعمل الوعى ده؟». 

كان من بين الحضور عدد من الفنانين، على رأسهم الفنانة يسرا والفنان أحمد السقا، وجه الرئيس كلامه لهما تحديدًا، قال لهما: «يا أستاذ أحمد أنت والأستاذة يسرا... والله هتتحاسبوا على كده». 

وقف أحمد السقا ليحيى الرئيس، فى إشارة إلى أنه يضع نفسه رهن الإشارة، وأنه مستعد لأن يعمل ويسهم، لكن الرئيس كان لا يزال لديه ما يقوله. 

قال: «قدموا للناس أعمال تديهم أمل فى بكرة، أعمال تحسن قيمنا وأخلاقنا، وده مش هيجى غير بيكم، وهذا كلام حقيقى». 

كان هذا الكلام فى يناير ٢٠١٥، وانتظر الرئيس أعمالًا فى رمضان من نفس العام، قال هو: «يعنى هنشوف حاجة فى رمضان اللى جى». 

وقتها لم يكن كيان الشركة المتحدة قد ظهر إلى النور، كان الإنتاج الدرامى متروكًا للشركات الخاصة، التى يبدو أنها لم تكن تعمل إلا ما يضعها فى قلب السوق، بصرف النظر عما تقدمه، كانت هذه الشركات تسعى وراء ما يحقق لها مصالحها، بصرف النظر عما نحتاجه ونسعى نحن خلفه. 

بعد سنوات، وفى ١١ أكتوبر ٢٠١٨، كنت أحضر الندوة التثقيفية التى عقدتها القوات المسلحة للاحتفال بنصر أكتوبر العظيم، ووقتها كانت القوات المسلحة الليبية قد ألقت القبض على الإرهابى هشام عشماوى، قائد تنظيم «المرابطون». 

فى كلمته أشار الرئيس إلى هشام عشماوى، سأل: «ما الفرق بينه وبين الشهيد أحمد منسى؟». 

وجاءت إجابته واضحة وملهمة. 

قال: «ده إنسان وده إنسان، ده ظابط وده ظابط، والاتنين كانوا فى وحدة واحدة، الفرق بينهم إن حد منهم خان، وحد تانى استمر على العهد والفهم الحقيقى لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر، الأول بنصفقلوا والتانى عاوزينه عشان نحاسبه». 

فى كلمته وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى بذرة الهجمة الدرامية المرتدة، عندما استخدم تعبير الاختيار، فأحمد منسى اختار الوطن، وهشام عشماوى اختار خيانته، وهذا هو الفارق الكبير بينهما. 

التقطت الشركة المتحدة طرف الخيط، وبدأت فى مشروع درامى كبير، لو تأملناه قليلًا، سنجد أنه فى مجموعه يقوم على فكرة الاختيار بالأساس. 

يمكننا أن نراجع ما جرى فى «الاختيار» بجزئيه الأول والثانى. 

ويمكننا أن نراجع أحداث «هجمة مرتدة». 

ويمكننا أن نتابع مسارات مصائر أبطال «القاهرة: كابول». 

ستجد أن الرابط الأعلى بين هذه الأعمال جميعًا القدرة على الاختيار ودفع ثمن هذا الاختيار، وأعتقد أن هذه هى الفكرة التى تلخص ما حدث فى مصر منذ أحداث ١١ يناير حتى الآن، وأعتقد أكثر أنها الفكرة التى تلخص حياة كل منا، وترشده إلى صوابه أو هلاكه.