جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

صناع الفرحة.. «حياة كريمة» فى دور الأيتام: تمويل المتعثرين وتزويج الفتيات

حياة كريمة
حياة كريمة

يمكن أن نقول إن «حياة كريمة» ترمّم شرخًا كبيرًا فى بنية العمل الخيرى والاجتماعى، عبر التصدى لأزمات التمويل الكبرى التى تعانى منها الكثير من المؤسسات العاملة فى المجال، حيث تتحمل مسئولية رفع القدرات المعيشية والحياتية للأفراد الأكثر احتياجًا والمتعاملين مع هذه الكيانات عبر تأهيلهم نفسيًا وتعليميًا ومهنيًا. 

مبادرة حياة كريمة 

ومن أبرز إنجازات «حياة كريمة»، فى هذا السياق، مساعدة دور الأيتام التى تعانى أزمات فى الإنفاق على نزلائها، عبر التدخل فى حل المشكلات التى تواجهها وإمدادها بالتمويل اللازم والمساعدات اللوجستية التى تحتاجها لرعاية النزلاء والمتعاملين معها.

وركزت المبادرة، خلال الفترة الماضية، على مساعدة دور اليتيمات خصيصًا، فى ظل عجز الكثير منها على تجهيز فتياتها المقبلات على الزواج اللاتى يحلمن ببناء أسرة وحياة جديدة وإنجاب أبناء والنجاح فى مساراتهن المهنية. 

وفى التقرير التالى، يتحدث مسئولو عدد من دور اليتيمات وفتيات يتيمات تزوجن حديثًا، لـ«الدستور»، عن دور «حياة كريمة» فى تزويج اليتيمات ومساعدتهن لتكوين حياة جديدة.

أحمد: المبادرة تتكفل بكامل الأجهزة الكهربائية والمفروشات وتوصيلها لمنازل العرائس

قال أحمد زكى، مؤسس دار «حياة اليتيم» فى محافظة الغربية، إن «حياة كريمة» أدخلت السرور على قلوب الفتيات اللاتى حُرمن من نعمة الأسرة وعانين من مرارة اليتم، بأن ساعدتهن على تأهيل أنفسهن قبل كل شىء وإعدادهن تعليميًا وثقافيًا، ومن ثم تزويجهن وتأمين حياتهن بعد ذلك، عبر ضمان وجود فرص عمل حقيقية. 

وأشاد «زكى» بجهود الدولة ومبادرة «حياة كريمة» فى تعزيز البنية الاجتماعية ومساعدة الفقراء والأيتام، مضيفًا: «الرئيس السيسى يسعى للفوز بمرتبة كافل اليتيم فى الجنة، ويحاول جاهدًا أن يدعم الأيتام فى القرى النائية، والأكثر فقرًا من المبادرة».

وكشف عن أنه كان لديه عدد من الملفات المطروحة على طاولة أعمال الدار، لكن الميزانية لم تسمح بالتعامل مع تلك الحالات بسبب القدرات المالية المحدودة، وزيادة الأعباء على الدار، موضحًا: «كانت الدار عاجزة عن تزويج اليتيمات لديها، لأن جهاز العروس يحتاج أموالًا كثيرة، ويزداد الأمر صعوبة كلما زاد عدد العرائس».

وحكى أنه بمجرد تواصله مع «حياة كريمة» جاءته مجموعة فرق بحث ميدانى عاينت موقع الدار وإمكانياتها، وبحثت فى الملفات المطروحة لديها، ووضعت خطة للقضاء على قوائم انتظار العرائس وشراء جهازهن، وجلبت كميات كبيرة من الأجهزة الكهربائية والمفروشات وغيرها، وتم توزيعها بشكل كامل على كل الفتيات.

وذكر أن سيارات النقل الصغيرة توجهت لمنازل العرائس، حاملة أجهزتهن بالكامل، وسلمتها لهن مع تنظيم «زفة» لهن تحت منزلهن، ليشعرن بأنهن مثل باقى الفتيات، موجهًا الشكر للمبادرة والقائمين عليها.

محمد: زيارة الخريجات لتوفير متطلباتهن

ذكر محمد حامد، ٢٩ عامًا، طبيب المسالك البولية أحد مؤسسى «حياة اليتيم»، أن أعمال مؤسسى الدار بدأت بشكل فردى، ثم تجمع منهم أول ٥ أفراد، وفكروا فى تقديم المساعدة بشكل جماعى، إلى أن تكوّن منهم فريق من ١٢ شخصًا أسس بعدها دار «حياة اليتيم».

وقال إنه كان يستخدم عيادته فى تقديم المساعدات الطبية للأيتام، ثم حوّل جزءًا منها لتكون مخزنًا للاحتياجات التى يمكن أن تساعدهم بعد ذلك.

وأضاف: «معاناة اليتامى لا تنتهى، ولدينا فتيات توفى عنهن آباؤهن منذ نعومة أظفارهن، وتركنهن بلا عائل، الأمر الذى فرض على أفراد الفريق أن يقوموا بدور الآباء والإخوة لتلك الفتيات، مع زيارتهن بالتناوب بشكل شبه يومى للاطمئنان على أحوالهن، ومساعدتهن إن اقتضت الضرورة».

عبدالله: دعم مكثف لذوى الاحتياجات الخاصة

أكد عبدالله محمد، ٢٦ عامًا، أحد مؤسسى «حياة اليتيم»، أن مبادرة «حياة كريمة» قدمت عونًا كبيرًا للدار، خاصة فى مجال تزويج الفتيات اليتيمات، مشيرًا إلى أن تكاليف جهاز العروس أصبحت تحتاج إلى أموال طائلة، بعد ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية فى السنوات الأخيرة. ووجه «عبدالله»، الذى يعرفه الأهالى بلقب «صاروخ الخير» لنشاطه الكبير فى تقديم العون للحالات الأكثر احتياجًا، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على مبادرته من أجل توفير الحياة الكريمة للمواطنين فى جميع أنحاء الوطن. وأشار إلى أن الدار تتحمل مسئولية إنقاذ كل حالة تتعرف على معاناتها، لافتًا إلى أنه يدرس بنفسه جميع الحالات، ويحاول بأقصى جهده مساعدة الأيتام من ذوى الاحتياجات الخاصة، لأن معاناتهم تكون عادة أكبر من غيرهم.

شيماء: الدولة ساعدتنى فى شراء الجهاز

قالت شيماء عبدالله، ٢٤ عامًا، من سكان مدينة طنطا بمحافظة الغربية، إنها وشقيقتها التوأم عانيتا طوال حياتهما من المصاعب التى بدأت بوفاة والدهما، وزواج والدتهما، وهو الأمر الذى تركهما وحدهما فى مهب الريح. وذكرت أن دار «حياة اليتيم» تكفلت بهما، خاصة أنهما بلا عائل، حيث حضرتا فصولًا لمحو الأمية وتدربتا على مهارات الحاسب الآلى، وأعطتهما الدار منحة معيشية بسيطة، وبعد ٦ أشهر، حصلت واحدة على وظيفة سكرتارية فى أحد مكاتب المحاماة، والأخرى مساعدة لطبيب بعيادته الخاصة. وفى عضون سنة واحدة، تمت خطبتهما لكن لم يكونا يمتلكان موارد لتجهيز نفسيهما، بسبب ضعف رواتبهما، وحاولت الدار مساعدتهما، لكن احتياجاتهما كانت تفوق قدرات الدار. وحكت أنهما تواصلتا مع المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى استجابت سريعًا، ووفرت للدار كل ما تحتاجه من دعم لكفالتهما وتجهيزهما ليتحقق حلمهما بعقد قرانهما.

ندى: كنت أشترى الطعام بالتقسيط.. والرئيس أنقذنى

كشفت ندى السيد، ٢٩ سنة، عن أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» هى التى ساعدتها على الزواج بعد خروجها من دار الأيتام، مشددة على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أب لجميع المصريين ويشعر بكل مواطن بسيط. وقالت «ندى» إن أسرتها مرت بأزمة كبيرة، وانتهى الأمر بها فى دار الأيتام، مشيرة إلى أنها التقت أحد العاملين بدار «حياة اليتيم» مصادفة، حينما كانت تحاول شراء طعام بالتقسيط.

وأضافت: «فى اليوم التالى، زارنى وفد من العاملين بدار (حياة اليتيم)، حاملين معهم كميات كبيرة من الطعام، وبدأوا فى توضيح جهود مبادرة (حياة كريمة) فى تزويج الفتيات اليتيمات ومساعدتهن، وخلال فترة قصيرة أتممت زواجى بمساعدة المبادرة الرئاسية».

وأكدت أن المجهود الذى يبذله العاملون بمبادرة «حياة كريمة» سيغير مستقبل ملايين المواطنين فى القرى النائية والأكثر احتياجًا، خاصة الأيتام، مختتمة: «أنا مدينة بالكثير للمبادرة الرئاسية ولدار (حياة اليتيم) وأشكر الرئيس السيسى».

نورهان: فوجئت بـ«شوار العروسة» تحت بيتى

نورهان السيد، ٢٦ عامًا، قالت إن مبادرة «حياة كريمة» أدخلت السعادة لمنزلها، موضحة أن أسرتها كانت تمر بأزمة مادية دائمة، لذلك منعها والدها، الذى كان يعمل موظفًا بهيئة السكك الحديدية، من استكمال دراستها، رغم تفوقها، وبعد وفاة الأب صارت الحياة أكثر صعوبة ومأساوية.وأشارت «نورهان» إلى أن أحد جيرانها تواصل معها وعرف قصتها، وفوجئت بعد أيام بتواصل أحد العاملين بدار «حياة اليتيم» معها، مضيفة: «سألنى عن احتياجاتى، وكانت أول مرة أشعر بأننى لست وحيدة، فوالدتى لم تستطع تحمل تكاليف زواجى».

ولفتت إلى أنها فوجئت بوصول سيارات شحن كثيرة إلى منزلها، تحمل كل احتياجات العروسة «شوار العروسة»، والتقت مسئولى «حياة كريمة» وعرفت أنها ستبدأ حياة جديدة، وستكون حياة كريمة.