جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أيمن عادل: ما قدمه أحمد خالد توفيق ونبيل فاروق أثرى مخيلة جيل كامل (حوار)

الكاتب أيمن عادل
الكاتب أيمن عادل

أيمن عادل واحد من الذين خطفتهم كتابة الخيال العلمي، قدم منذ سنوات روايته الأولى والتي جاءت تحت عنوان "أمطار الربيع"، ومن بعد جاءت رواية "وصايا زكريا، والبحث عن باكو" عن دار بتانة للنشر والتوزيع.

يرى أيمن عادل أن مهمة الكاتب فتح الأبواب المغلقة، والولوج إلى المناطق الشائكة، ومناقشة القضايا العالقة، والامتاع والاستمتاع مع القارئ. 

في حواره لـ"الدستور" يؤكد أيمن عادل أنه من المبالغة وضع ضوابط يجب اتباعها للقارئ وأن  روايات الخيال العلمي تلعب على إيقاظ الوعي العربي وإلى نص الحوار:  

لماذا اخترت جنس الرواية الفانتازية التي تعتمد على الخيال وبخاصة الخيال العلمي؟

في البداية يجب أن نتفق أن فن السرد مبني على الخيال، مهما كان نوعه فالرواية حلم يأخذك من تلابيبك إلى عالم موازي قد يرتقي إلى درجة الرؤية، وقد ينحدر إلى مستوى الكابوس، ليفتح لك بابا للتساؤل لن تستطيع من بعده إغلاقه، ويترك أثرا في نفسك لا يمكن إغفاله، فترى العالم من بعدها بمنظور مختلف. فمهمة الكاتب فتح الأبواب المغلقة، والولوج إلى المناطق الشائكة، ومناقشة القضايا العالقة، والامتاع والاستمتاع مع القارىء. سواء كنت تكتب أدب الواقع، أو تحلق بخيالك في سماوات موازية بعيدا عن الأرض، وإلا فقد الكتاب أهميته، والكاتب مصداقيته. 

ماذا عن رأيك فيما يراه البعض أن مثل هذه الكتابات تستهدف شريحة معينة من القراء؟

الفكرة الجديدة والنص الجيد يفرض نفسه، والأمر ليس له علاقة بعمر القارئ أو سنوات الخبرة، فالتنميط ووضع ضوابط يجب على القارئ اتباعها كي يصل من قارئ هاوي لقارئ محترف أمر فيه الكثير من المبالغة ، الفكرة تنبع من داخلك ، لماذا تقرأ ؟ وماذا تحب أن تقرأ ؟  ولا إجابة نموذجية يمكن الركون إليها، فكلنا نقرأ في المقام الأول للمتعة.

قدم أحمد خالد توفيق ونبيل فاروق هذه النوعية من الكتابة هل ترى أنك امتداد لهما؟

مما لا شك فيه أن د كتورنبيل فاروق ودكتور أحمد خالد توفيق استطاعا أن يتركا بصمة في عالم الرواية وامتد تأثيرهما إلى خارج مصر، وإن اختلف النقاد على الطريقة والأسلوب فلا يستطيع أحد أن يختلف على مضمون ما قدماه للقارئ العربي من فكر أثرى مخيلة جيل نشأ وتربى على أدب روايات الجيب، والتي سعت بالأساس لإيقاظ الوعي العربي كما فعل د/ نبيل فاروق في سلسلة رجل المستحيل، والحث على إعلاء قيمة العلم والبحث كما كان في سلسلة ملف المستقبل، أما د/ أحمد خالد توفيق فهو كاتب بدرجة فيلسوف، وبعيدا عن سلسلة ما وراء الطبيعة والتي ذاع صيتها حتى تحولت إلى مسلسل كان له السبق في الانتاج والعرض على شبكة نتفليكس، إلا أن د / أحمد خالد توفيق من خلال تنبؤاته التي تجلت في رواية يوتوبيا ونشرت في العام 2008، قدم  تحليل اجتماعي ونفسي عميق لما آل به الحال في بر مصر والعديد من الأقطار العربية آنذاك. وأدى إلى ما شاهدناه في العام 2011  وما تبعه من أحداث نعيش تباعتها حتى الآن. 

كيف يتم بناء شخصياتك ومن أين تحصل عليها؟

الرواية تبدأ بفكرة والفكرة تخلق شخصياتها والشخصيات تبدأ بالنمو داخل عقل الكاتب كما ينمو الجنين في بطن أمه حتى يحدث المخاض وتتحول الشخصية من فكرة إلى انسان مكتمل النمو، لحم ودم. يتحرك أمامك، يحاورك ويجادلك ويملي عليك شروطه في بعض الأحيان، شخصيات الروايات تولد مع بعضها البعض أو تأتي تباعا حسب أحداث الرواية وتفاصيلها، والشخصيات الجدلية هي الأصعب في التناول والسرد لكنها الأروع بلا أدنى شك، فالشخصيات النمطية مملة، أما الشخصيات الثرية المتعددة الأبعاد والتي يصعب تحديد ماهيتها أو التنبؤ بتصرفاتها هي الأكثر إمتاعا لدى القارىء والكاتب على حد سواء.

هل هناك قيم بعينها كانت الهدف من كتاباتك في هذه المنطقة؟

ربما يكون أدب الخيال العلمي والخيال بصفة عامة محبب لدى شريحة عريضة من القراء، وخاصة فئة الشباب وهي الشريحة الأهم لدى كل كاتب يريد أن يترك بصمة لا تمحى، فالكاتب بالأساس رؤية ومشروع ، يطمح أن يصل بمشروعه إلى أكبر عدد من الجمهور، كما أن ووضع ضوابط يجب على القارىء بعيدا وتفتح لك آفاقا لتناول الموضوعات بسلاسة، وطرح رؤيتك بشكل أكثر دقة، بعيدا عن النظريات والإيدلوجيات التي قد تقيد أفكارك وتحد من خيالك.

حدثنا عن أجواء الروايتين وعن ماذا تدور؟

وصايا زكريا تدور أحداثها في إطار خيال علمي، وتتحدث عن عائلة أرستقراطية تمر بظروف حرجة قبل توصلها لإكسير الحياة ، ليبدأ صراع أجيال وحضارات عبر قرنين من الزمان.. أما رواية البحث عن باكو فهي تتحدث عن حلم باكو الشاعر الطامح لتغيير وجه جزيرته الصغيرة التي لا يعرفها أحد ، فيشرع في بناء فنار يجلب سفن التجارة إليها من الشرق والغرب لكنه يجلب سفن القراصنة الذين يغيرون مصيره ومصير جزيرته إلى الأبد.. ليبدأ صراع بين ممالك الشرق والغرب حول الجزيرة التي تسقط فريسة ما بين المطرقة والسندان.