جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الآثار: اكتشاف 250 مقبرة بجبانة الحامدية شرق سوهاج

جبانة الحامدية
جبانة الحامدية

نجحت البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار في الكشف عن 250 من المقابر الصخرية، وذلك في إطار مشروع التوثيق والتسجيل الأثري للمقابر الصخرية الموجودة بجبانة الحامدية بالجبل الشرقي بمحافظة سوهاج.

وقال محمد عبدالبديع رئيس الإدارة المركزية لآثار المصر العليا، في تصريح اليوم، إن تلك المقابر ذات طرز متعددة يصل عددها إلى قرابة ٢٥٠ مقبرة محفورة في عدة مستويات في الجبل، ومنها مقابر ذات بئر أو عدة آبار للدفن، ومقابر أخرى ذات ممر منحدر ينتهي بغرفة للدفن، وتمتد تلك المقابر إلى فترات زمنية تتراوح بين نهاية الدولة القديمة وحتى نهاية العصر البطلمي.

وأضاف أن من النماذج المكتشفة للمقابر: مقبرة ترجع إلى نهاية الدولة القديمة، مكونة من مدخل يؤدي إلى صالة عرضية وبئر للدفن بالجنوب الشرقي، وهي عبارة عن ممر منحدر يؤدي إلى غرفة صغيرة للدفن، وتم إعادة استخدام البئر مرة أخرى في عصور لاحقة.

وأوضح عبدالبديع أن تلك المقبرة تتميز بوجود باب وهمي عليه بقايا نقوش لكتابات هيروغليفية، بالإضافة إلى وجود بقايا لمناظر تخص صاحب المقبرة تصوره وهو يذبح الأضاحي، ولأشخاص تقدم القرابين الخاصة بالمتوفى.

وتابع أن أعمال الحفائر في تلك الجبانة أسفرت أيضا عن الكشف عن العديد من الأواني الفخارية، بعضها كان يستخدم ضمن الحياة اليومية والآخر ضمن الأساس الجنائزي كودائع رمزية مصغرة وهي ما تعرف باسم (votive miniature)، وهي أوانٍ صغيرة الحجم على هيئة أوان كروية وعليها بقايا طلاء مصفر من الخارج، بالإضافة إلى العديد من الأواني المصنوعة من الألباستر صغيرة الحجم، والأواني الفخارية.

وأشار عبدالبديع إلى أنه تم الكشف كذلك عن بقايا مرآة معدنية مستديرة الشكل، وبقايا العظام الآدمية والحيوانية، والعديد من كسرات الفخار التي تمثل الامفورات وترجع إلى العصر المتأخر، وبقايا قطع من الحجر الجيري عليها نقوش ربما تمثل لوحات جنائزية لأصحاب المقابر ترجع إلى نهاية الأسرة السادسة.

وأكد أنه في إطار المشروع تم الانتهاء من تسجيل وتوثيق أكثر من 300 مقبرة بالمنطقة، والتي تمتد من نجع المشايخ جنوبا وحتى الخرندارية شمالا، وتمثل هذه المجموعة من المقابر حكاما وموظفي الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا، والذي يعد من المراكز الإدارية المهمة في مصر القديمة نظرا لموقعه المتوسط بين العاصمة المنفية وأسوان منذ الدولة القديمة، إلى جانب قربه من مدينة أبيدوس التي تعد مركز عبادة الإله "أوزير"، وكانت المركز الرئيسي للإقليم حاليا مدينة أخميم وكان المعبود الرئيسي للإقليم الإله "مين".

ولفت عبدالبديع إلى أنه من المتوقع مع استكمال أعمال المشروع أن يتم الكشف عن المزيد من المقابر في أكثر من مستوى بالجبل.