جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

لقاء السفيرة ورسالة لإسرائيل.. ماذا تفعل مصر لوقف انتهاكات القدس و«الشيخ جراح»؟

انتهاكات إسرائيلية
انتهاكات إسرائيلية في المسجد الأقصى

اتخذت مصر عدة تحركات، وبذلت جهودا كثيفة، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ومنع التصعيدات ضد الفلسطنيين، مؤكدةً موقفها الراسخ تجاه الشعب الفلسطينيين الشقيق، وعدم انتهاك حقوقهم، خاصةً داخل القدس المحتلة، والأماكن المقدسة، وعدم انتهاك حرماتها. 

ووقعت صدامات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين داخل مدينة القدس المحتلة، خاصة داخل حي "الشيخ جراح"، وتصاعدت وتيرتها خلال الأيام الماضية.

وبدأت الاعتداءات الإسرائيلية بانتهاكات المسجد الأقصى والتضييق على المصليين الفلسطينيين خلال وصولهم إليه، بالتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك، وامتدت لمحاولات تهجير أسر فلسطينية من منازلهم بحي الشيخ جراح، لصالح المستوطنين.

وقرر يتسحاق عميت القاضي بالمحكمة العليا الإسرائيلية، مساء اليوم، إلغاء جلسة إخلاء العائلات الفلسطينية من الشيخ جراح، والتي كانت مقررة غدا، وأن تعقد جلسة بديلة في غضون شهر، بعد مطالبة أفيحاي ماندلبليت المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية بتأجيلها.

اجتماع السفيرة الإسرائيلية لنقل رسالة مصرية


كما عقد مسؤولو وزارة الخارجية اجتماعا مع أميرة أورون السغيرة الإسرائيلية لدى القاهرة، اليوم الأحد، لإبلاغها برفض مصر للاعتداءات التي يقوم بها قوات سلطاتها ضد الفلسطينيين داخل مدينة القدس المحتلة.

وتحدثت وزارة الخارجية، في بيانها، عن تفاصيل الاجتماع، قائلة: "عقد السفير نزيه النجاري، مساعد وزير الخارجية، اجتماعًا اليوم ٩ مايو الجاري مع سفيرة إسرائيل، وشارك فيه السفير حسام علي مدير إدارة إسرائيل، وتم التأكيد خلال اللقاء على موقف مصر الرافض والمستنكر لاقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك".

وأكد مسؤولي الخارجية ضرورة احترام المقدسات الإسلامية، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وصيانة حقوقهم في ممارسة الشعائر الدينية.

وأوضحت أنه تم التشديد، خلال اللقاء، على جميع النقاط الواردة في البيان الصادر عن الوزارة أول أمس، الجمعة، بشأن التطورات المثيرة للقلق بالقدس.

وطلبت وزارة الخارجية من السفيرة الإسرائيلية نقل رسالة إلى المسئولين الإسرائيليين مفادها ضرورة توفير الحماية للمصلين والسماح لهم بالصلاة في أمان وحرية، وقيام السلطات الإسرائيلية بتحمل مسئولياتها إزاء ضبط الوضع الأمني في القدس.

وقف اعتداءات إسرائيل في الشيخ جراح
 

جاء تحرك الخارجية اليوم بعد 48 ساعة من بيانها، التي أصدرته أول أمس، معلنة فيه موقفها الرافض بشكل كامل للمارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كما حددت من خلاله عدة نقاط ضرورة توقف تلك التصعيدات والانتهاكات.

وأعربت الخارجية، في بيان الجمعة، عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الاسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تحملها لمسئوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المعظم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.

رفض التهجير القسري للفلسطينيين

من جانبه، أكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في البيان، الرفض الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفسطيني الشقيق، خاصة المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأدان المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية، والتي تمثل انتهاكا لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني واستمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين.

اتصالات مصرية مكثفة لمنع التصعيدات الإسرائيلية

وبدأت مصر اتصالات مكثفة، منذ أواخر شهر أبريل الماضي، مع تل أبيب لمنع تصعيد حدة الأوضاع، ووقف الاعتداءات التي تقع داخل مدينة القدس المحتلة، وكذلك عدم تكرار القصف الجوي الإسرائيلي لقطاع غزة المحاصر.

وقالت مصادر، لقناة "العربية" السعودية، في 25 أبريل الماضي، إن مصر تجري محادثات مكثفة، بجانب الأردن وفلسطين، مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع التي تشهدها مدينة القدس، مؤكدين أن القاهرة أجرت اتصالات  مع تل أبيب وحركة حماس الفلسطينية، لاحتواء التوترات بين غزة وتل أبيب، وضمان عدم استمرار التصعيد على حدود غزة، وذلك وقف استمرار الاعتداءات ضد الفلسطينيين في المدينة المحتلة.

تنسيق مصري أردني لوقف التصعيدات الإٍسرائيلية ضد القدس

وفي اليوم ذاته، أجرى سامح شكري وزير الخارجية، اتصالات هاتفيا مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، للتباحث حول تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، خاصةً أن الأردن تمتلك الوصاية الهاشمية عليه.

وقالت الخارجية، في بيان، إن شكري والصفدي بحثل التطورات الخطيرة التي تشهدها مدينة القدس، مؤكدين ضرورة وقف إسرائيل جميع الاعتداءات والإجراءات الاستفزازية من أجل إنهاء التوتر واستعادة الهدوء.

وطالب شكري والصفدي، إسرائيل بوقف أعمال العنف والتحريض التي تقوم بها مجموعات متطرفة ضد الفلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، مشديين على ضرورة إلزام إسرائيل تحمُل مسؤولياتها وفق القانون الدولي وتوفير الحماية للفلسطينيين، بالإضافة إلى وقف الأعمال والانتهاكات التي تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.

وأكدا أهمية قيام المجتمع الدولي بتحرك فاعل لكسر الجمود في جهود عملية السلام، والعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.