جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كورونا والأطفال

ألم مضاعف.. حكايات أمهات مع إصابة أطفالهن بفيروس كورونا

إصابة الأطفال بكورونا
إصابة الأطفال بكورونا

كانت صافيناز كأي أم مصرية واثقة من عدم انتقال فيروس كورونا إلى أبنائها فحسب الدراسات الطبية التي ظهرت مع بداية انتشار فيروس كورونا في العالم، فالأطفال هم الفرقة الناجية إلا أن الوضع تغير كثيرًا بعد ظهور إصابات للأطفال ووفاة البعض منهم أيضًا، ورغم صعوبة السيطرة على الأطفال وإجبارهم على غسل أيديهم باستمرار، واتباع الإجراءات الاحترازية إلا أنها صافيناز حاولت منع أبنائها من الخروج أكثر الوقت إلا أن ذلك لم يمنع إصابة ثلاثة منهم بالفيروس، ليبدأ فصل جديد من المعاناة.

ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة عن أعداد الأطفال المصابين بكورونا إلا أن المستشفيات سجلت بعضها، وقالت وزارة الصحة  إنّ الموجة الثالثة لفيروس كورونا تستهدف جميع الفئات سواء كبار أو صغار، لذلك يجب الاستمرار في اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من الفيروس. 

حكايات أمهات مع إصابة أطفالهن بفيروس كورونا

"الدستور" تواصلت مع بعض الأسر التي أصيب أطفالها بالفيروس، ووقفت على كيفية تعاملهم مع الوضع.

• صافيناز: أصبت بعد أبنائي وكانت أيام صعبة

صافيناز تأكدت من إصابة ثلاثة من أبنائها بفيروس كورونا بعد المسحات التي أجرتها لأسرتها كاملة، وقالت “كان التعامل مع الكبار فيهم سهلًا فعزلتهم في غرفة واحدة حتى لا تنتقل العدوى لأبيهم أو أخوهم الأصغر وكنت أتعامل أنا معهم عن قرب ولكن بعد ارتدائي للكمامة”، متابعة "كان لديهم كل أعراض الإصابة من صداع وسخونية وتكسير في الجسد، واتبعت بروتكول العلاج الذي أوصاني به الطبيب مع الحرص على الطعام الصحي".

ظهرت الأزمة عند صافيناز عندما انتقلت لها العدوى من أبنائها وأصبحت لا تدري كيف تتعامل مع ابنها الأصغر الذي لم يصاب وزوجها، وأوضحت "كان مطلوب مني أن أخدم أبنائي المرضى وفي نفس الوقت أدبر احتياجات المنزل وأرعى شئون ابني الصغير وزوجي مع الحرص على عدم انتقال العدوى لهم أيضًا، فكنت أرتدي الكمامة طوال اليوم، ولا أقترب من أحد فيهم لكن خوفي الحقيقي كان على الصغير الذي يرفض أن يفارقني لحظة واحدة".

مر أسبوعين طويلين على صافيناز حرصت فيهم على تطبيق كافة تعليمات الطبيب، وبدأت أعراض الإصابة تقل مع الوقت حتى تماثلوا جميعًا للشفاء.

إصابة الأطفال بفيروس كورونا كانت مستبعدة في بداية انتشاره بالعالم إلا أنه بعد شهور قليلة بدأت تظهر إصابات طفيفة بين الأطفال قدرتها هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في إبريل من العام الماضي ب2% من عدد الحالات.

وقال الدكتور أحمد البليدي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، إن الأطفال أقل شدة في الأعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس، لكن ذلك لا ينفي تعرضهم لها وتؤدي إلى الوفاة مثل الكبار قائلا «فيه أطفال بيموتوا وفيه أطفال هتموت داعيًا الأسر إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية ناحية الإصابة بفيروس كورونا».

حكايات أمهات مع إصابة أطفالهن بفيروس كورونا

• سعيد لم تكتشف والدته الإصابة إلا بعد الشفاء

عانى سعيد من أعراض برد شديد بعد عودته من المدرسة لمدة أسبوع، حيث يدرس في الصف الأول الابتدائي، ولم تلتفت والدته إلى أنها أعراض كورونا إلا بعد شفاءه.

وقالت والدته ميادة: «عاد سعيد من المدرسة يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة ووجع شديد في الجسم جعله لا يغادر السرير لأيام طويلة، وتعاملت مع وضعه على أنه مصاب بالبرد لأنني أعلم منذ بداية انتشار كورونا أنها لا تصيب الأطفال إلا حالات نادرة تكون دون أعراض، بالإضافة إلى أنه لا توجد أي إصابات بالفيروس في المحيط الذي نتعامل فيه».

وتابعت: «اعتمدت على مخفضات الحرارة والفيتامينات والمشروبات الساخنة للتخلص من الأعراض التي يعاني منها واستمرت أسبوع كامل رفض خلالهم تناول أي طعام ولم يكن يغادر سريره على عكس عادته حتى وإن كان مريض، فهذه المرة كان مرضه شديد جدا».

وأضافت: «بعد شفاءه من ارتفاع الحرارة وتكسير الجسد لاحظت فقدانه لحاستي الشم والتذوق بالصدفة.. حيث اشتريت وأن في طريقي إلى المنزل بعض الأطعمة التي يحبها وكان بمجرد دخولي بها إلى المنزل يطلبها مني فورًا فرائحتها نفاذة ويمكن شمها على مسافة، لكن هذه المرة كانت بالقرب منه ولم يشم رائحتها أو يطلبها مني كالعادة، فتوقعت فقدانه لحاستي الشم والتذوق وطلبت منه شم خل وبرفان ولم يميز روائحها فتأكدت أنه كان يعاني من الفيروس».

في ديسمبر الماضي قرر المجلس الأعلى للجامعات تخصيص أسرة عزل للأطفال، وقال حسام عبدالغفار، أمين عام اللجنة العليا للمستشفيات بالمجلس الأعلى للجامعات، إن ألية التعامل مع الأطفال المصابين بكورونا لا تختلف كثيرًا عن الكبار، خاصة أولئك اللذين يتمتعون بأمراض خطرة أو مزمنة، وفي كل الأحوال لا يمكن التعامل مع الأطفال المصابين بالفيروس وهم في الوقت نفسه مصابين بأمراض مزمنة على قدم واحد من المساوة مع الأشخاص العاديين، ومن ثم يجب التعامل معهم بحرص أكبر.

• نوال: «أطفالي الثلاثة أصيبوا بالعدوى بعد والدهم»

«رقية» ذات الـ5 أعوام أصيبت وأخوتها بفيروس كورونا بعد أن انتقلت لهم العدوى من أبيهم، وظلوا يعانوا منها شهرين، وقالت والدتهما نوال: «أصيب زوجي بالفيروس بعد انتقال العدوى له من أحد زملائه وبعدها انتقلت لأسرتنا كاملة».

حكايات أمهات مع إصابة أطفالهن بفيروس كورونا

وتابعت: «أصيب أطفالي بارتفاع في درجة الحرارة وفقدان لحاستي الشم والتذوق، وكنا نتابع مع طبيب متخصص في أمراض الباطنة لأن الأعراض صاحبها آلام في المعدة وارتجاع في المريء، ظللنا نعاني جمعيًا من الإصابة شهرين».

وأوضح الدكتور أحمد البليدي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة أن هناك إحصائيات حول وفيات الأطفال المصابين بكورونا حول العالم، لكن في مصر لا نملك هذه الإحصائيات، ولا نملك أعداد حقيقية بمصر عن حالات الأطفال المصابين، وتعرضت لتدهور من الإصابة، وكل ما يتحدث عن الأطفال في مصر فيما يخص كورونا لا يعدو كونها اجتهادات.

قد يهمك أيضا:

الحكومة تكشف حقيقة تغيير شكل بطاقة الرقم القومي وجواز السفر