جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

يصل مصر الجمعة..

القصة الكاملة لأمريكي حقق رغبة والدته الأخيرة بزيارة الأهرامات

الاهرامات
الاهرامات

هناك الكثير من القصص التي تؤكد أن مصر قبلة لكل الحالمين في العالم، حيث ستظل الوجهة التي يتمنى أن يزورها الجميع في أوقات السعادة والعطلات وحتى في أوقات المرض أو في اللحظات الأخيرة من العمر، وتؤكد قصة الأمريكي داستن فيتالي تلك الرؤية. 

ويصل داستن فيتالي المدرس في مدرسة إعدادية في فيلادلفيا إلى مصر الجمعة المقبلة، رفقة والدته التي لطالما حلمت بهذه الزيارة، والتي تعاني من السرطان من المرحلة الرابعة وغير القابل للشفاء، ولكن فيتالي تمكن من جمع تكاليف الرحلة عن طريق بيع شرائح اللحم والجبن التي لطالما برع في إعدادها.

ومن المقرر أن تبدأ رحلته للقاهرة مع والدته يوم الجمعة القادمة وسوف تستمر لمدة أسبوع  وقال  فيتالي: " أنتظر رؤية ابتسامتها عندما ترى الأهرامات لأول مرة، وآمل أن توفر لنا هذه العطلة ذكريات تبقى معنا إلى الأبد"، وفقًا لمجلة نيوزويك وقناة سي بي إس الأمريكية.

 

بداية القصة

ويقول داستن فيتالي في مقال سابق له على نيوزويك "لقد نشأت أنا وأمي في فيلادلفيا وكانت دائمًا مهتمة بالطعام والطهي، حيث كانت أمي أخصائية تغذية لمدة 41 عامًا ، لذا فقد أثر علي شغفها بالطعام بالتأكيد وأصبح شيئًا أهتم به الآن أيضًا.

وأضاف: أنا مدرس في الصف السابع وغالبًا ما أشارك الوجبات التي قمت بطهيها على  موقع الانستجرام و لدي العديد من الطلاب الذين يخبرونني أنني يجب أن أفتح مشروعًا للأغذية ، لكنني أفعل ذلك من أجل المتعة فقط.

ويضيف: كانت أمي لا تزال تعمل كأخصائية تغذية عندما بدأت تعاني من ألم شديد في جانبها في يوليو 2020، و لكنها احتفظت بها لنفسها وتركت الألم يستمر إلى درجة أصبح فيها الأمر لا يطاق وفي أغسطس  اضطررنا إلى نقلها إلى المستشفى، وبمجرد أن خضعت للاختبار ، تلقينا الأخبار السيئة بأنها مصابة بالسرطان  في المرحلة الرابعة وغير قابل للشفاء وقيل لنا أن والدتي كان لديها حوالي عامين لتعيش .

وأضاف: السرطان مروع ولكن من هذه اللحظة، تغيرت نظرة أمي إلى الحياة وأصبحت أكثر إيجابية و أدركت مدى اهتمام الجميع بها وأننا نحبها ونريد دعمها، وتابع: نشأت أمي في أسرة منخفضة الدخل ولم يكن لدينا الكثير من المال، وعملت أمي بجد ولم تحصل على الإجازات التي تستحقها و لم تكن على متن طائرة إلا مرة واحدة ولم تغادر الولايات المتحدة مطلقًا لكنها كانت تحب مصر دائمًا واستمتعت برؤيتها في  افلام عديدة.

 

الرغبة في زيارة الأهرامات

ووفقاً لموقع جوود نيوز الكندي، كانت رغبة الأم، جلوريا والكر، دوماً السفر إلى الجيزة واصطحاب أسرتها معها، وكان داستن يؤرخ جهود الفريق على «إنستجرام»، فجمع دائرة واسعة مع المعجبين بـ «ستيك الجبن»، صانعاً 94 شطيرة في يوم واحد، كما واجه داستن صعوبات فتدخل صاحب شاحنة أطعمة بشاحنته وخلال 6 أسابيع، جمع 18 ألف دولار ما يكفي للتوجه لمصر والاحتفاظ ببعض المال.

ويقول فيتالي "في 15 فبراير، بدأت في بيع شرائح الجبن لجمع الأموال من أجل إجازة أمي حيث أعيش في منزل صغير في حي سكني ، لذلك نجتمع أنا وزوجتي وعدد قليل من أفراد عائلتي يومي السبت والأحد لإعدادهم في مطبخي ويأتي الناس بجوار المنزل لاصطحابهم، وأضاف: تبلغ تكلفة كل شريحة لحم بالجبن 15 دولارًا وتتضمن رطلًا واحدًا من شرائح اللحم ولفافة خبز مقاس 9 بوصات وتقدم مع البطاطس المقلية.


وتابع: لقد جمعنا الآن ما يقرب من 19800 دولار من هدفنا الجديد البالغ 23000 دولار وتغطي أموال التبرع الرحلات الجوية والفنادق والإقامة والنقل والتأشيرات واختبارات COVID PCR والتذاكر والرحلات لجميع أفراد الأسرة البالغ عددهم 14 الذين يذهبون في الرحلة حيث  أرادت أمي ان يكون جميع أفراد الأسرة موجودين في الرحلة للقاهرة.

 

الوصول إلى مصر

وأردف: نغادر في 7 مايو وخطة الرحلة هي قضاء الليالي الثلاث الأولى في فندق بجوار الأهرامات في الجيزة، كما نظمت لنا شركة سياحية إقامة في منتجع على البحر الأحمر لمدة يومين ، ونقضي باقي الوقت في القاهرة، لا تتقاضى الشركة السياحية أي رسوم ، بل تساعدني فقط في تنظيم الأنشطة وتسمح لنا بالإقامة مجانًا في منتجع البحر الأحمر.


وأضاف: آمل أن توفر هذه العطلة ذكريات يمكننا الاحتفاظ بها إلى الأبد. من نواح كثيرة ، أرى هذا كهدية لنفسي أيضًا. هذا ما سأتذكره إلى الأبد ؛ هذه اللحظات وهذا الوقت الثمين معها. لقد استنفدت من محاولة تحقيق التوازن كثيرًا في الوقت الحالي ، ولكن الشيء الذي يدفعني إلى الأمام هو التفكير في رؤيتها تبتسم عندما ترى الأهرامات لأول مرة  كان هذا هو حافزي. هذه هي المرأة التي أعطتني الحياة ، والآن يمكنني أن أمنحها القليل من الحياة التي أرادتها.