جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

إنجاز المشروعات القومية والقوة الناعمة للنيل في افتتاحيات «الجمهورية» و«الأهرام»

صحف
صحف

أبرزت صحيفتا "الجمهورية" و"الأهرام" - في افتتاحيتيهما صباح اليوم الاثنين - أن إنجاز المشروعات القومية الكبرى وإنجاز المشروعات التنموية والخدمية يمضي على قدم وساق، وأن كلمات البابا تواضروس - في عظته بقداس عيد القيامة المجيد أول من أمس - جاءت لتسلط الضوء على القوة الناعمة لنهر النيل العظيم.


ففي افتتاحيتها تحت عنوان "إنجاز المشروعات القومية"، ذكرت صحيفة "الجمهورية" أنه رغم جائحة كورونا، إلا أن إنجاز المشروعات القومية الكبرى وإنجاز المشروعات التنموية والخدمية يمضي على قدم وساق، والجهود لا تتوقف في كل القطاعات لتحقيق الإنجاز في المواعيد المحددة والجداول الزمنية المقررة، وفي هذا الإطار يأتي الاهتمام بتطوير منطقة حديقة الفسطاط في مصر القديمة، وذلك لاستعادة الوجه الحضاري للمنطقة، وزيادة نسبة المسطحات الخضراء، ولتتكامل على نحو نموذجي مع التطوير الذي جرى ببحيرة عين الصيرة والمتحف القومي للحضارة المصرية.
وأكدت الصحيفة أن استمرار العمل والعطاء والحرص على تنفيذ كل المشروعات بالمعايير العالية والجودة الكبيرة وفي المواعيد المحددة أساس العمل في كل المشروعات القومية التي تنتشر في ربوع الوطن وفي مختلف المجالات.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في هذا الصدد يأتي إنجاز الأعمال الإنشائية في العاصمة الإدارية الجديدة وما تشمله من أحياء سكنية، إلى جانب سير العمل بمدينة العلمين الجديدة وما تضمه من مشروعات مثل الأبراج والأحياء السكنية والمدينة التراثية والحي اللاتيني والمنطقة الترفيهية والمجمعات السكنية وجامعة العلمين الدولية للعلوم والتكنولوجيا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في هذا الصدد أيضًا تأتي إنجازات المشروعات في تطوير مختلف الأحياء والمناطق بالقاهرة الكبرى بما فيها تطوير حي 6 أكتوبر وجزيرة الوراق والتطوير الشامل للقاهرة التاريخية واستعادة الوجه الحضاري لها.

ونوَّهت الصحيفة بأن الإنجازات مستمرة والمشروعات العملاقة تزداد انطلاقا، والالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا هو شعار الجميع، بالعمل والإنجاز والحماية والوقاية تتحقق الأهداف.

 

وفي افتتاحيتها تحت عنوان "القوة الناعمة لنهر النيل"، ذكرت صحيفة "الأهرام" أن كلمات البابا تواضروس -في عظته بقداس عيد القيامة المجيد أول من أمس- جاءت لتسلط الضوء على الوجه الآخر لنهر النيل، وهو الوجه الخاص بالقوة الناعمة لهذا النهر العظيم، إذ قال البابا إن مصر أعطت للنيل الحياة ومنحته معنى العراقة، التي اكتسبها من حضارة المصريين، وإنه لم يعط أحد للنيل مثلما أعطت مصر والمصريون.

وأوضحت الصحيفة أن مقولة البابا تؤكد أن أهمية الأنهار الدولية والممرات المائية لا تتمثل فقط بما تحمله من مياه: تسقى البشر، وتقيم الزراعة، وتجرى السفن، وإنما بما يقيمه القاطنون على ضفافها وحولها، من حضارة وثقافة وفكر ووجدان، الأمر الذي يجعل بعض هذه الأنهار تتألق بوجود بشري حضاري عامر، بينما يبقى بعضها الآخر عند حد الانتفاع المصلحي المادي المصمت، بلا حضارة ولا روح، ولا يمكن لأي مجرى مائي آخر أن ينافس نهر النيل في هذه الحالة الفريدة من الامتزاج بينه وبين المصريين والحضارة المصرية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في مقابل ما حفرته المقولة الأشهر حول النيل، للمؤرخ اليوناني الإغريقي هيرودوت (484 425 قبل الميلاد)، التي لخص فيها فضل النيل على مصر، بقوله مصر هبة النيل، أبرزت مقولة البابا الفضل الحضاري للمصريين على النيل، وعكست حالة التناظر والمنافسة في الإضافة والقيمة، بين النيل كسبب للوجود والحياة المصرية، وبين المصريين كبناة للحضارة، التي أعطت للنيل رونقه وعظمته، وجعلته متميزا بين أنهار العالم، وتلك زاوية للنظر من المهم للمصريين غرسها وتأكيدها في الفكر والضمير الدولي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ سنوات، أدخلنا الموقف الإثيوبي في مباريات جدلية عقيمة بشأن السد والمفاوضات وتوليد الكهرباء، وأخيرا المزاعم بشأن الحصص، وهذا الموقف يشكل أخطر جناية على مكانة وروح النيل، ويمثل نكرانا لقيمة الحضارة المصرية التي تشكلت حوله، والتي أعطت له كل هذا الزخم والقيمة، فجعلته أحد أعظم معالم التراث الإنساني الخالدة، التي تستحق بجدارة أن يجرى حمايتها والاحتفاء بها في ساحة وفضاء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وليس الدفاع عنها في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، فليس من قبيل المبالغة القول إن النيل يحتل مكانة حضارية وتراثية وقيمة استراتيجية تفوق كل عجائب الدنيا السبع.

وألمحت الصحيفة إلى أنه في مقابل وجهة النظر الإثيوبية التي تتعامل مع النيل بمنظور المنفعة والقطعة، ولا تبالى بالمكنون الحضاري لهذا النهر العظيم، تؤكد مقولة البابا تواضروس أن مكانة النيل وشهرته التي حققها - كواهب للوجود المصري- هما في النهاية هبة الحضارة المصرية، التي تأسست بجهد المصريين وإبداعهم منذ آلاف السنين.