جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«سنة أولى إخوان».. كتاب يكشف السبب الحقيقي وراء انهيار الجماعة بيد القيادات

كتاب سنة أولى إخوان
كتاب سنة أولى إخوان

يرصد الكاتب سعد القرش في كتابه "سنة أولى إخوان ... وقائع وشهادة على 369 يوماً قبل اختفاء التنظيم"، وقائع عام من حكم الإخوان، منذ إعلان فوز محمد مرسي برئاسة الجمهورية حتى يوم 3 يوليو 2013.

ويستعرض "القرش" في كتابه تجربته مع الجماعة الإرهابية، حيث يعود إلى عام 1979، حينما قرأ وهو فتى صغير مجلة "الدعوة" وعرف حينها كيف يتكون وعي العضو الإخواني، بعزله نفسيّـًا واجتماعيّـاً، ويحكي سعد القرش كيف أصبح مشروع متطرف صغير، وذلك حينما جعل من نفسه حارساً على الدعوة الإسلامية بل وعلى الإسلام نفسه، تحت تأثير قراءته لمجلة "الدعوة" التي واظب عليها حينها. 

ويقول سعد القرش في كتابه: "ينشأ الإخواني على أن الدين يحتاج إليه شخصياً، وعليه أن يظل يقظًا حتى لا يتسلل أعداء الإسلام من المكان الذي أوكلت إليه مهمة حراسته، ولكي يصل إلى هذا الاستنفار فلابد من اختلاق عدو، وليكن جاره شريكه في الوطن".

ويذكر أنه كان يرى كل ماحوله حرامًا، حتى التمثال الصغير في مدرسته الإعدادية يراه صنمًا ولا بد من تحطيمه، حيث يضيف: “المجلة التى أنجاني الله من عنصريتها دفعتني إلى تدمير تمثال في المدرسة، قرأت فيها عن دلائل الجاهلية، ومنها التماثيل، ضمن مظاهر أخرى جاهلية يجب التخلص منها، نحن الآن في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم كل ماحولنا جاهلية.. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم”.

ويواصل:"قدرت أنني سأخطو نحو الإسلام إذا حطمت رأس تمثال من الجبس في جدار يطل على فناء المدرسة الإعدادية، بجوار باب حجرة الناظر. طلبت إلى زميلي محمد الغمري أن يساعدني، وأعطاني "كوريك" صغيراً، لم أجد مثيلاً له إلّا حين دخلت الجيش، تسلقنا السور في يوم جمعة، كنا وحدنا في مواجهة رأس "صنم" عاجز، تفتت وتناثر قطعًا، وتسلقنا السور عائدين وقد استبدلت بالخوف كثيراً من الزهو، لقد حطمت صنماً".

ويلفت:"إلى أنه بهذه الأفكار وبهذه المشاعر ينشأ الإخواني، لايرى إلاّ مايريد له قادته أن يراه، وهو السبب الحقيقي في انهيار التنظيم الإخواني، غير المفكر وغير المبتكر".


ويتابع سعد القرش في كتابه سنة أولي إخوان:"أدرك الملك أن الشعب الذي قام بثورة 1919، والقوى الوطنية التى تمثله، لن تتنازل عن استحقاقات الدولة، وفي مقدمتها الدستور الذي يعبث به ملك كسب الرهان في تشجيعه جماعة الإخوان الإصلاحية، ضمن الملك لنفسه ولابنه فاروق جماعة تعادي الإرادة الشعبية، وتناهض الحركة الوظنية باسم الإسلام، ففي نهاية عام 1937 اختلف الملك مع مصطفى النحاس، الذي طالب بالحد من الصلاحيات غير الدستورية للملك، وخرجت الجماهير تهتف "الشعب مع النحاس"، فهتف إخوان حسن البنا "الله مع الملك".