جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أول لقاح كورونا للحيوانات

يحمي من تحوراته.. القصة الكاملة للقاح كورونا للحيوانات

لقاح للحيوانات
لقاح للحيوانات

لم يكتف فيروس كورونا الذي سجلت أول حالة إصابة به في العالم نهاية 2019 بنشر الخوف بين البشر مع زيادة أعداد الإصابات والتحولات التي أصابت الفيروس وجعلته أكثر شراسة، بل نشر الفزع أيضًا بين مربي الحيوانات الأليفة بعد ثبوت إصابة 3 حيوانات بالفيروس خلال الموجة الأولى، وهو مادفع الكثير من مربي هذه الحيوانات إلى الاستغناء عنها تركها بالشارع خوفًا منها، رغم عدم ثبوت انتقال الفيروس من  الحيوانات للبشر رغم مرضها به.

إلا أن الجدل حول هذه الإشكالية في طريقة للانتهاء بعد إعلان روسيا منذ ساعات اكتشافها للقاح كورونا للحيوانات وحجز الكثير من الدول طلبيات منه، ولكن ما قصة هذا اللقاح، وكيف تم تصنيعه، “الدستور” تسعرض القصة الكاملة للقاح الجديد في السطور التالية.

 

كانت روسيا الدولة الأولى في العالم التي أعلنت عن تصنيع لقاح مضاد لفيروس كورونا -سبوتنيك v- ، كانت وكانت أيضًا أول من أعلن عن لقاح كورونا المخصص للحيوانات.


فأعلنت هيئة الرقابة الزراعية في روسيا عن إنتاج  أول دفعة في العالم، تضم 17000 جرعة من لقاح كوفيد-19 للحيوانات، ويعد لقاح لقاح "كارنيفاك-كوف" المضاد لكوفيد-19، الأول والوحيد من نوعه في العالم المخصص لتلقيح الحيوانات.

ـ عدوى الحيوانات

اختلفت الدراسات العلمية التي تم إجراؤها حول قدرة الحيوانات على نقل فيروس كورونا إلى الإنسان، ففي إبريل 2020، توصل باحثون كنديون إلى أن فيروس كورونا قد يكون انتقل إلى البشر عن طريق الكلاب الضالة التي انتقلت إليها العدوى من الخفافيش، وليس عن طريق النمل الحرشفي كما ادعت دراسات سابقة.

وأكد معد الدراسة أن الفيروس انتقل من الخفافيش إلى الكلاب الضالة التي تأكل لحوم الخفافيش، معتبرا أن الكلاب تقدم تفسيرا أكثر معقولية لكيفية انتقال الفيروس إلى البشر، بينما أكدت دراسات أمريكية وبريطانية أنه  لا توجد أدلة علمية حتى الآن بشأن قدرة هذه الحيوانات على نقل الفيروس، لكن المعروف لدى الباحثين هو أن القط الذي يصابُ بالعدوى يستطيع أن ينقلها إلى غيره من القطط.


وذكرت الدراس المنشورة في صحيفة "PNAS" العلمية، أن القطط والكلاب التي أصيبت بفيروس كورونا المستجد لم تعان مرض "كوفيد 19" ولم تتعرض لأي تدهور صحي.
ونشر الباحثون هذه الدراسة حتى يطمئنوا بأن الحيوانات، والأليفة منها على وجه الخصوص، لا تشكل خطرا في ظل تفشي الوباء.


ورغم عدم وجود دراسة تؤكد انتقال الفيروس عن طريق الحيوانات، اضطر الكثير من مربي الحويانات في العالم كله إلى تركها بالشوارع خوفًا منها.

 

ـ البداية

بدأت تجارب روسيا على لقاح كورونا للحيوانات في سبتمبر الماضي، وتم تجهيز العينات التجريبية منه بعد تطويرها في روسيا في أكتوبرالماضي، والتي قام بها علماء المركز الفيدرالي لصحة الحيوان "FGBI ARRIAH" التابع لـ هيئة الرقابة البيطرية والصحة النباتية الروسية للحيوانات الشديدة الحساسية مثل القطط.، وفي نفس الشهر تم بدأ الاختبارات السريرية لهذا اللقاح في ، وشاركت فيها ​الكلاب​ والقطط، والثعالب ​البيضاء​ القطبية، والمنك والثعالب العادية، وحيوانات أخرى.

وبعد 7 أشهر من التجارب أعلنت روسيا في مارس الماضي عن تسجيل أول لقاح مخصص للحيوانات في العالم ضد فيروس كورونا المستجد، وأكد القائمون على تصنيعه بأن اللقاح آمن ويتمتع بفاعلية مناعية عالية، بعد أن  ظهرت لدى كل الحيوانات المشاركة في الدراسة أجسام مضادة لفيروس كورونا.

وتبقى أمام العلماء دراسة المدة التي يتم فيها تشكيل المناعة بعد التطعيم باللقاح، وهو ما استطاعوا تحديده في إبريل المنصرم حيث قالت هيئة الرقابة الزراعية الروسية القائمة على تصنيع اللقاح  إنه  قادرا على حماية الأنواع المعرضة للخطر ومنع حدوث طفرات للفيروس.

صفقات توريده

منذ إعلان روسيا عن بدء تصنيع لقاح للحويانات بدأت بعض للدول في عمل طلبيات للحصول عليه،  
وأوضحت هيئة الرقابة الزراعية الروسية أن الدفعة الأولى سيتم توريدها إلى عدة مناطق روسية، مضيفة أن شركات من ألمانيا واليونان وبولندا والنمسا وكازاخستان وطاجيكستان وماليزيا وتايلاند وكوريا الجنوبية ولبنان وإيران والأرجنتين أبدت اهتمامها بشراء اللقاح.