جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

نص رسالة المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية لعيد القيامة المجيد

منير حنا
منير حنا

وجه المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر رسالة عيد القيامة المجيد.


وقال المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في نص رسالته :  نحن نحتفل بعيد القيامة هذا العام فى ظروف صعبة بسبب الوباء الذى يجتاح العالم وتسبب فى فقدان الملايين من البشر، ونحن نتألم مع كل الأسر التى فقدت أحبائها من جراء هذا الوباء ونطلب من الله القدير أن يملأ بعزائه وسلامه قلوب كل الحزانى ويمد يده بالشفاء  لكل المرضى ونتوسل إليه أن يتدخل ويوقف هذا الوباء.

وتابع : ونصلى من أجل كل هؤلاء الجنود المجهولين فى المستشفيات والمراكز الصحية الذين يعملون ليلاً ونهارًا فى رعاية المرضى.

مضيفًا : يعتقد البعض أن قيامة المسيح هى مجرد أسطورة، مثل الأساطير التى تحكى عن شيء خيالي ووهمي ولا يوجد دلائل على حدوثه أو شهود عيان لهذه الأساطير إلا أننا عندما نقرأ كلمات بطرس وهو يقول "وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ فِي كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ. الَّذِي أَيْضًا قَتَلُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِرًا، لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ." )أع10 :39-41)

وتابع قائلا : وهنا بطرس يؤكد قيامة المسيح فى قوله "نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات" والقديس بولس (شاول) الذى كان يضطهد كل من يؤمن بالمسيح شهد بقصة مقابلته مع المسيح المقام عدة مرات فى سفر أعمال الرسل، كما لم تخلو رسائله من الشهادة لقيامة المسيح. وعندما نقرأ الأناجيل الأربعة ندرك أن الرسل الذين كتبوا الأناجيل يذكرون قصة موت المسيح وقيامته وظهوره لهم جميعاً، لكن الدليل الأقوى هو استشهاد الرسل والآلاف من المسيحيين الأوائل بسبب إيمانهم بالمسيح الذى قام من بين الأموات وأرسلهم ليشهدوا إلى العالم أجمع، وأيضاً إيمانهم بأن المسيح الذى قام هو حى وسوف يأتى ثانية.


وواصل : وقصة القيامة كما رواها لنا القديس يوحنا تذكر لنا أنه فى مساء اليوم الذى قام فيه المسيح ظهر للتلاميذ كما هو مكتوب "وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ" (يو20 :19-22) وهنا نرى ثلاثة حقائق:
1- أنه أراهم يديه وجنبه، أى أراهم كيف أنه تألم ومات على الصليب من أجل أن يدفع أجرة خطاياهم.
2- ثم قال لهم "سلام لكم"، أى أنهم يستطيعون الآن بعد مغفرة خطاياهم أن يتمتعوا بالسلام والمصالحة مع الله ومع أنفسهم.
3- ثم قال لهم "كما أرسلنى الآب أرسلكم أنا"، أى أنه أرسلهم يبشروا العالم بالأخبار السارة بالخلاص من الخطية وبداية ملكوت السموات، ونحن نعرف أنهم أطاعوا بفرح بالرغم من كل الاضطهادات والاستشهاد وهذا بسبب يقين إيمانهم بالمسيح الحى المقام.

مختتما أحبائى إن قيامة السيد المسيح من الأموات تعطينا الأمل والرجاء لأن الموت ليس له الكلمة الأخيرة علينا لأننا نؤمن بالقيامة والحياة الأبدية.