جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

من «مشروع القرش» لـ«اتبرع ولو بجنيه».. تاريخ التبرعات عند المصريين

احمد الدمرداش باشا
احمد الدمرداش باشا

الحديث عن التبرعات يتصاعد يوما تلو الآخر وأصبح  شهر رمضان خلال ما يقرب من 20 عاما فائت الموسم الأبرز للإعلان عن التبرعات، وتاريخ مصر قبل ثورة يوليو 1925 يشهد على أن التبرعات كانت أحد الخدمات الإنسانية التي يتبناها الأشخاص الميسورين من كبار رجال الدولة، وهدفها الرئيس هو طرح حلول لمشاكل الصحة وكفالة الأيتام.

 

في هذا التقرير نرصد المشروعات الأولى التي جاءت عبر المصريين وللمصريين:

يشير أيمن عثمان مؤلف كتاب "موسوعة تراث مصري" إلى أن المصريين في عام 1902 عبر التبرعات أنشأوا الإسعاف المصري لمواجهة هجوم الكوليرا .

وفي عام 1908 أنشأوا عبر التبرعات الجامعة الأهلية، وكان من أبرز مشروعات التبرع "مشروع القرش عام 1931".

ومن مشروع القرش عام 1931 الذي تبناه الكاتب الصحفي فتحي رضوان في ذلك إلى تبرع ولو بجنيه مسافة تقرب من الـ90 عاما، جرت فيه العديد من التحولات في كل المجالات من صحة وتعليم إلخ.

يشير الكتاب إلى أن ثمة مشروعات عملاقة بدأت بالتبرعات وهدفها الرئيس هو خدمة البسطاء من المصريين ومنها وعلى رأسها مستشفى الدمرداش.

ففي الـ13 من أغسطس عام 1928 وقع الشيخ الصوفي عبد الرحيم مصطفي الدمرداش باشا شيكا بمبلغ مائة ألف جنيه لتشييد مبني علاج للفقراء والإنفاق على مصاريفه من ريع المبلغ شريطة علاج المرضي دون النظر إلى جنسياتهم وعقائدهم.

ويشير أيمن عثمان إلى أن لزوجة الشيخ عبد الرحيم الدمرداش موقف يدل على أن الرحمة والإحساس بالفقراء هو سمة هذه الأسرة فتبرعت بـ16 ألف جنية قيمة مجواهراتها كمساعدة لها في البناء.

اللافت في الأمر أن الشيخ عبد الرحيم باشا الدمرداش كان من الرجال العصاميين، وجمع ثروة لا تقل عن نصف مليون جنيه في ذلك الوقت، فلم يكن لديه أي ثروة تذكر قبل بيع أراضي الدائرة النية وكان دخل والده لا يتجاوز ألفي جنيه في السنة، فلما بيعت الأراضي اشتري منها مساحة كبيرة بالتقسيط ،ولم يمض وقت طويل حتى تمكن من تسديد ثمنها كلها واحتفظ لنفه ولزوجته بريعها.

يذكر أن مستشفى الدمرداش يستقبل كل عام ما يزيد عن 36 ألف مريض.