جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تحليل محلل امريكي: اقتصاديات الشرق الأوسط صمدت رغم تداعيات كوفيد 19-

تحليل أمريكي: صمود اقتصاديات الشرق الأوسط رغم تداعيات «كورونا»

الاقتصاد
الاقتصاد

تعامل الشرق الأوسط ، مثل الكثير من دول العالم ، مع مرض كوفيد 19- بشكل أفضل مما كان يخشى كثيرون في البداية. 

وكانت منحنيات العدوى قد ارتفعت و انخفضت ثم عادت للارتفاع، لكنها لم تتسبب في إنهيار منظومة القطاعات الطبية، كما أن الاقتصادات لم تتعرض لانهيار، وصمدت الحكومات، ومقارنة بتوقعات العام الماضي، فإن الشرق الأوسط في وضع جيد جدا.
 

وقال جون ب. الترمان نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي في تقرير نشره المركز، إن هناك حقيقة مثيرة للقلق تتمثل في أن هناك تباينا كبيرا بين الدول التي كان أداؤها أفضل في التصدي لفيروس كورونا، وتلك التي كان اداؤها الأسوأ ، وأن هذا سيؤدي إلى تقسيم المنطقة بشكل أكثر وضوحا إلى دول غنية وأخرى فقيرة.


وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بينما من غير المرجح أن يتسبب كوفيد 19 نفسه في حدوث انهيار، الإ أنه احدث دمارا على وجه التحديد في البلدان الأكثر ضعفا، وبالنسبة للكثيرين منها ، سوف يلقي كوورونا  بظلاله على تطورها على الاصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لعدة سنوات قادمة.
 

و أضاف الترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ، أنه لم يكن من المسلم به أن الدول الأغنى في المنطقة ستنجو من الوباء على نحو أفضل من معظم الدول الأخرى. 

فعلى الصعيد الدولي ، أدى انخفاض الطلب العالمي على الطاقة إلى تراجع أسعار النفط ، مع عدم وجود دلالة واضحة على الطريق للعودة لمسار الانتعاش.


ويعتمد كثير من هذه الدول أيضا بشكل كبير على السفر ، مثل السفر للحج في السعودية ، والسياحة العابرة في الإمارات، غير أن هذا القطاع توقف بين عشية وضحاها تقريبا.
 

ومع الانتقال من فصل الخريف إلى الشتاء ، بدأ تحول في الوضع ، حيث أحدثت اللقاحات فرقا كبيرا في دول مثل الإمارات.
 

و كثفت دول خليجية أخرى جهود التطعيم حيث أعطت البحرين 70 جرعة لكل مئة شخص ، وقطر 50 جرعة، ونتيجة لذلك، ينخفض منحنى الإصابة في البحرين، فيما ظل معدل الإصابة ثابتا في قطر، غير أن السعودية تأخرت جزئيا في ذلك نظرا لحجم الدولة وسكانها، لكنها تلحق بالركب ويشهد منحنى العدوى فيها انخفاضا أيضا.
 

وبينما ت كانت كل هذه الدول تخشى أن تتحول التجمعات في شهر رمضان إلى فعاليات من شأنها أن تتسبب في تفشي فائق السرعة للفيروس، فإن الوتيرة السريعة للتطعيمات تبعث الأمل في أن الأسوأ قد أصبح شيئا من الماضي .