جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

باحثة أمريكية لـ«الدستور»: «الإخوان» يتحالفون مع الشياطين لتدمير الدول

الإخوان
الإخوان

قالت الباحثة بمنتدى الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكية واشنطن، سينثيا فرحات، إن جماعة الإخوان الإرهابية بدأت مسيرتها الدموية بالتعاون مع أجهزة استخبارات دولية، وسعت لتدمير جميع الدول التى استطاعت أن تصل إلى الحكم فيها، عبر التوغل فى الحكومات بشكل يبدو طبيعيًا فى البداية، قبل التحول الحتمى إلى العنف. 

وأضافت «فرحات»، لـ«الدستور»، أن حكم الإخوان فى السودان تسبب فى حدوث مذابح أودت بحياة مليونى مواطن سودانى، فضلًا عن تهجير ملايين من البشر، مؤكدة أن مصر استطاعت مواجهة الجماعة الإرهابية، التى تسللت إلى جميع أجهزة الدولة المصرية قبل أن تبدأ فى سفك الدماء.

ولفتت إلى أن الإخوانى يكون أكثر خطورة فى حالة السلم، لأن الإخوان مثل أعضاء المنظمات الإجرامية الدولية، لذا لا بد من كشف جرائمهم وتسليط الضوء على ممارساتهم المتطرفة.

وعن وجود عناصر الجماعة فى الدول الأوروبية، قالت إن الإخوان هناك يسعون للتحالف مع الشيطان نفسه لتنفيذ أجندتهم، مشيرة إلى أنهم يفضلون الفرار إلى ألمانيا، معتمدين على علاقة طويلة مع المخابرات الألمانية، بدأت عام ١٨٦٠، حينما استخدم الألمان أعضاء جماعات الإسلام السياسى كمرتزقة فى الحروب.

ونوهت بأن الألمان انتبهوا إلى إمكانية تجنيد المتطرفين من المسلمين بسبب انبهارهم بفرقة الحشاشين، موضحة: «فى القرن التاسع عشر ظهرت كتابات عديدة عن الفرقة التى تعد ظاهرة غريبة فى التاريخ، وهناك القليل من الألمان الذين قرروا إحياءها، ومنهم المستشار فيلهلم الثانى، الذى أطلق على نفسه لقب الحاج فيلهلم، بعدما روج شائعات أنه اعتنق الدين الإسلامى».

وتابعت: «فى عام ١٨٩٨ زار قبر صلاح الدين الأيوبى، ووضع عليه إكليلًا من الورد، ليبدأ مشروعه فى تجييش وتجنيد إسلاميين لصالحه مع استقطاب شيوخ لإصدار فتاوى لصالح تجييش المسلمين السلميين فى الشرق الأوسط، وتحفيزهم على (الجهاد الثورى)، وفى ذلك الوقت هذه الأفكار كانت غريبة جدًا بالنسبة للغالبية العظمى من المسلمين، ولم تلق أى ترحاب إلا من عدد قليل من المتشددين».

وأضافت: «استقطب الألمان إرهابيين، أبرزهم الشيخ أمين الحسينى، مفتى فلسطين، الذى سيطر على تمثيل المسلمين فى ألمانيا، والتقارب بين المخابرات الألمانية وعناصر الإسلام السياسى، ما جعل ألمانيا حليفًا طبيعيًا لهم، ولذلك عندما واجهتهم محنة فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر توجه العديد منهم إلى ألمانيا».

وأكدت أن عناصر الجماعة الإرهابية استطاعوا إرهاب باقى مسلمى الدول الأوروبية بالابتزاز والاعتداءات الجسدية، ليصمتوا عن جرائم وفضائح المتطرفين فى تلك الدول، وهذا يحدث إلى يومنا هذا. وقالت: «تصلنى رسائل عديدة من مسلمين من جميع أنحاء العالم الغربى، يسردون فيها قصص الاضطهاد والإرهاب اللذين تعرضوا لهما من قبل جماعات الإسلام السياسى والإخوان المسلمين فى دولهم، التى تصل إلى حد التهديد بالقتل والضرب والعزلة إذا فكروا فى الإبلاغ عنهم والتحدث ضدهم. وبالفعل استطاعت هذه الجماعات المتطرفة سرقة تمثيل المسلمين فى تلك الدول».

وأضافت أن الوجود الإخوانى فى الولايات المتحدة الأمريكية كثيف أيضًا، مع تعدد المنظمات المنتمية للجماعة فى أمريكا، مثل «كير»، وللأسف الشديد، يحدث هناك نفس ما حدث فى أوروبا من اختراق وفساد مؤسسى وتهديد وتعدٍ جسدى على المسلمين.

وقالت: «المجتمع الأمريكى حساس جدًا تجاه أى اتهام بالعنصرية، وهذا ما استغله الإخوان المسلمون لنشر أفكارهم الفاسدة، وعلى سبيل المثال، هناك محامية، من قيادات الإخوان فى أمريكا، تدعى سحر عزيز، قالت فى أكتوبر ٢٠١١، إن على الجماعة أن تجد طريقة لتحويل نقد الإسلاميين إلى نوع من أنواع العنصرية العرقية، لمواجهة فضح أفكارهم، وهذا الأسلوب نجح».

وتابعت: «السبب الأهم فى وجود الإخوان بأمريكا هو جهل الأمريكيين بحقيقة الإخوان المسلمين، ودفع الجماعة رشاوى لشراء أصوات وأقلام وسياسات لصالحهم».

وحول عدم إدراج الجماعة كمنظمة إرهابية فى بعض الدول الأجنبية، قالت «فرحات»: «الإخوان يشترون ذمم أكاديميين وإعلاميين وسياسيين وخبراء فى الإرهاب، وأنا شخصيًا عرضت علىّ ملايين الدولارات لمناصرة الإخوان، لكننى بالطبع رفضت، لأن الرشاوى تلعب دورًا رئيسيًا فى قمع أصوات تفضح تورطهم فى الإرهاب وجرائم ضد الإنسانية، لحساب أصوات مدفوعة الأجر لتقول العكس».

وأضافت: «عندما سألت سياسيين أمريكيين حول سبب صمتهم تجاه جرائم الإخوان، قالوا إن وكالة الاستخبارات الأمريكية (سى أى إيه) تعرقل وضعهم على قوائم الإرهاب لأنها تعمل مع العديد منهم، ومعظم السياسيين يدركون أن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، لكن للأسف الشديد هناك من يستخدمهم كورقة لنشر الفوضى».

وحول الخطوات التى اتخذتها الحكومة الأمريكية فى التعامل مع ملف الإخوان، قالت: «أعتقد أن إدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية قادم لا محالة، حتى وإن استغرق الأمر بعض الوقت».

وعن الجهود المصرية والفرنسية فى ردع الجماعة، أكدت: «أرى أنها جهود بطولية، وبالفعل تسببت الحكومة المصرية فى ضربات لجماعة الإخوان لن تستفيق بعدها مجددًا.. جماعة الإخوان بدأت فى مصر وستنتهى من مصر، لأن الدولة المصرية رائدة فى مجال مكافحة الإرهاب، وعندما تواجه مصر هذا السرطان الفكرى، ستقلدها كل دول الغرب».