جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

توجيه رئاسي بإعداد قاعدة بيانات شاملة بمكونات المنظومة

مستفيدون من مصنع الأطراف الصناعية يتحدثون لـ«الدستور»

الأطراف الصناعية
الأطراف الصناعية

اهتمام كبير توليه الحكومة ووزارة التضامن الاجتماعي لذوي الإعاقات الجسدية؛ من أجل توفير الأطراف الصناعية التي يحتاجونها لاستمرار حياتهم وتسهيل مناحي الحياة عليهم، والتي تكون مجانية وعلى نفقة الدولة.

لذلك تحاول الحكومة والتضامن كل فترة تطوير منظومة إنتاج الأطراف الصناعية وإيجاد بدائل للمنافذ الرسمية المجانية التي يستطيع أصحاب الإعاقات الجسدية الحصول على الأطراف التعويضية منها ولسد احتياجاتهم لاسيما مع غلاء أسعار الأطراف الصناعية عمومًا.

بالأمس، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس الوزراء اجتماعًا لمتابعة الموقف التنفيذي لإقامة منظومة متكاملة لإنتاج الأطراف الصناعية في مصر واطلع الرئيس في هذا الإطار على الجهود الحالية لتطوير مصنع الأجهزة التعويضية التابع لمركز الطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم، فضلاً عن إنشاء مجمع صناعي شامل للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية ومساعدات الحركة، ووجه السيسي بإعداد قاعدة بيانات شاملة بكافة مكونات المنظومة من كوادر طبية وعمالة فنية وطلبات احتياجات الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية على مستوى الجمهورية.

وتمتلك مصر مصنع قديم لإنتاج الأطراف التعويضية مجانًا، والتي تسمى يوم المستشفيات للتنمية والتأهيل، هي أول مؤسسة في الشرق الأوسط تمد ذوي الإعاقات الحركية بالأطراف التعويضية، تم إشهارها من وزارة الشئون الاجتماعية برقم 132 لسنة 1966.

"الدستور" تحدثت مع عدد من العاملين بها والمسؤولين في التقرير التالي لمعرفة المشاكل التي يعاني منها ذلك المصنع مع اهتمام الدولة بإنتاج الأطراف الصناعية، وكذلك عدد من المستفيدين الذين حصلوا على أطراف صناعية من المصنع مجانًا.

يسري علي، أحد عمال مصنع الأطراف الصناعية، أكد أن المؤسسة تمتلك مصنعًا لإنتاج الأطراف الصناعية، وورشة لتأهيل وتعليم ذوي الإعاقة بعض الحرف الصغيرة، لكن حالهما يرثى له، فالمصنع يحوي 3 آلات الأولى من أجل نحت شكل الطرف، والثاني لصب المادة الطبية به، والأخيرة لتغليفه بشكل جيد.

أشار إلى أن الأتربة تغطي تلك الماكينات الثلاثة، والنقص في الإمكانيات سيطر على أركان المصنع، الذي ارتكنت على حوائطه عدد من الأطراف الصناعية التي انتهى العمال من تجهيزها لتوهم، وتمر العملية بعدة مراحل تبدأ بفحص وتشخيص المريض من قبل طبيب الطب الطبيعي التابع للمؤسسة:"للتأكد من عدم وجود التهابات في جسده، ثم أخذ المقاسات الخاصة به ومعرفة نوع الطرف الذي يحتاجه، ثم يتجه إلى قسم الجبس الذي يوضح لتشكيل الطرف المبتور، ورسم الطرف التعويضي على شكل بلاستيك وعمل بروفات لصحابه، ويستغرق الأمر 15 يومًا".
 

زينب أحمد، 15 عامًا، إحدى المستفيدات من مصنع "يوم المستشفيات" لإنتاج الأطراف الصناعية، تقول والدتها منار إنها كانت تلهو برفقة شقيقها الأصغر في شُرفة منزلها المرتفعة، وعلى غفلة منها حين كانت تداعب الصغير، سقطت من الدور الرابع في العقار الذي تقطن به بمنطقة وسط البلد.

مرت زينب بحسب رواية والدتها برحلة برحلة علاج صعبة انتهت ببتر 3 من أطرافها قدم وذراعين بسبب شدة الإصابة واختراق أجسام معدنية لعظام الأطراف، وظلت تعاني من صعوبة في الحركة لاسيما أن والدتها لضيق اليد لم تستطع مساعدتها بطرف صناعي جديد: "لجأت إلى مصنع الأطراف الصناعية وأعطوني ثلاث أطراف صناعية مجانية عوضت ابنتي عن أعضائها جميعًا، وكل شيء كان مجاني منذ تطبيق الكشف الطبي وحتى استلام الطرف الصناعية بعد أقل من شهر واحد على طلب الطرف".

أوضح سعيد الرفاعي، 55 عامًا، أحد العمال القدامى بالمصنع، أنه برغم قلة الإمكانيات وانعدامها في المؤسسة، إلا إنها تقوم بدور مهم في خدمة ذوي الإعاقات الحركية وتحاول تحطيم أسطور قوائم الانتظار بتوفير أطراف صناعية مجانية لهم.

وأشار إلى أن الأطراف الصناعية مختلفة على حسب نوع الإعاقة فهناك طرف فوق الركبة أو أسفل الركبة، والأذرع والكف والقدم فقط: "الأزمة أن فيه نقص في المواد الخام الضرورية لتصنيع أكبر قدر من الأطراف، كنا بنستخدم الخشب لكنه مش مريح وحاليًا بنستخدم البلاستيك والمطاط الطبي اللازم وأسعارهم غالية".

وبحسب الرفاعي، فإن المصنع حاليًا، ينقصه أيضًا ينقص المصنع أيضًا، ماكينة تسمى "شفط" وهي التي تقوم بتغليف الطرف الصناعي بالحرير من الداخل والخارج، حتى يوفر أكثر درجات الراحة لصحابه الذي سيقوم باستخدامه كثيرًا في الحركة.