جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«قصة صورة» لـ نزار قباني مع أسرته: يحتفل بزفاف شقيقه الأكبر

عائلة نزار قباني
عائلة نزار قباني

في دمشق القديمة وتحديدا بحي "مئذنة الشحم"؛ ولد الشاعر السوري نزار قباني في 21 مارس لعام 1923، لأسرة عربية دمشقية عريقة، وكان قد تحدث عنها في مذكراته، موضحا أنه ورث ميله نحو الشعر من والده، كما ورث عن جده حبه للفن بمختلف أشكاله.

وقال نزار قباني في مذكراته أيضا، إنه خلال طفولته كان يحب الرسم ولذلك "وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشرة من عمره غارقا في بحر من الألوان"، وذكر أن سر محبته للجمال والألوان واللون الأخضر بالذات أنه في منزلهم الدمشقي كان لديهم أغلب أصناف الزروع الشاميّة من زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج، وكأي فتىً في هذا السنّ، ما بين سن الخامسة عشر والسادسة عشر احتار كثيرا ماذا يفعل، فبدأ بكونه خطاطا تتلمذ على يد خطاط يدوي ثم اتجه للرسم وما زال يَعشقُ الرسم حتّى أن له ديوانا أسماه "الرسم بالكلمات"، ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلم على يد أستاذ خاص العزف والتلحين على آلة العود، لكن الدراسة خاصة خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعتكف عنها، ثُم رسا بالنهاية على الشعر، وراح يحفظ أشعار عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة ابن العبد، وقيس بن الملوح، متتلمذا على يد الشاعر خليل مردم بِك وقد علّمه أصول النحو والصرف والبديع.

وفي صورة قديمة لـ نزار قباني جمعته بأسرته من حفل زفاف شقيقه الأكبر معتز قباني، وظهر واقفا بجوار شقيقيه رشيد وصباح قباني، بينما يجلس والده توفيق القباني بجوار ابنته هيفاء، وزوجته فايزة آقبيق.

تنحدر عائلة القباني من أسرة عربيّة حجازية ترجع بنسبها إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين، ثم انتقلت إلى جهة العراق فأقام أجدادها فيها، وفي عهد الحروب الصليبية أقبل بعضهم إلى سوريا، ثم تشعّبوا في بلاد الشام.

والده هو توفيق القبّاني يملك مصنع لإنتاج الحلويات والملبس، كما شاركَ في المقاومة الوطنيّة ضد الانتداب الفرنسي، وكان منزله مكانًا لاجتماع أقطاب المعارضة الوطنية في العشرينيات من القرن المُنصرم.

وكان لدى نزار قباني شقيقتين هما: وصال وهيفاء قباني، وثلاث أشّقاء هم: معتز ورشيد وصباح قباني الذي ترأس هيئة الإذاعة والتلفزيون السوريّة في ستينيات القرن العشرين، ثم سفيرا لسوريا في الولايات المتحدة، بينما والدته فايزة آقبيق من أصلٍ تُركي، وكان نزار متعلقًا بها كثيرا، ويقال إنها ظلت ترضعه من صدرها حتى بلغ السابعة من عمره، وتطعمه الطعام بيدها حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره، حتى قالوا عنه إنه يعاني من عقدة أوديب، وكتب لها قصائد كثيرة يدمج فيها بين حنينه لدمشق مهده الأول وحنينه لأمه، وقصائده عن أمه في ديوانه "الرسم بالكلمات"  خير دليل على شغف الطفل بصورة الأم التي ألهمته في نصوصه.