جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حسام الدين محمود يكتب: معركة السويس الجديدة

أعاد المصريون لأذهان العالم أجمع بطولات السويس التي زلزلت العالم في منتصف القرن الماضي وأزاحت العدوان عن مصر، وبعد نصف قرن من الزمن وأكثر يكرر المصريون بطولاتهم في معركة جديدة ليسجلها التاريخ، وهي نجاح أبطال هيئة قناة السويس في إنهاء أزمة السفينة إيفير جيفين الجانحة في قناة السويس، والتي عطلت حركة الملاحة في القناة وحركة التجارة العالمية. 

نجح المصريون في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب، وبالرغم مما قاله مسئولون في الشحن البحري وخبراء في هذا المجال إنها لم تنته بالشكل الذي نعمل به وإن تداعياتها قد تمتد لأسابيع وربما شهور، لكن كعادة المصريين نبهر العالم في إدارة الأزمات وتخطي الصعاب، بالرغم من أن هذه هي إحدى أسوأ الأزمات التي حدثت بالمجرى الملاحي العالمي.

وفي ذات السياق شاهدنا تضاربا في التصريحات الإعلامية وتصريحات الخبراء في ذلك المجال، وبالرغم من تضارب هذه التصريحات، إلا أنها لم تؤثر سلبا على إدارة الأزمة، وكذا الحكومة المصرية التي  تعاملت مع الأزمة بشكل مباشر واعتمدت على السواعد المصرية بدون النظر لبعض التصريحات التي حاولت استغلال الازمة، ومن ثم قام أبطال العمل في هيئة قناة السويس بالعمل ليل نهار حتى الإعلان عن انتهاء الأزمة وعودة حركة الملاحة بالقناة إلى طبيعتها ليسجل المصريون انتصارا جديدا في التاريخ الحديث.

 تلك المحنة خرج منها المصريون بمنحة وإضافة في كل أرجاء العالم حيث شاهد الجميع قيمة قناة السويس وقدرة العاملين بها في هذا الحادث وتابع العالم عن كثب تفاصيل تعطل الملاحة في قناة السويس التي يمر منها 12 بالمائة من حركة التجارة الدولية، وارتفاع أسعار النفط وتعطل حركة التجارة العالمية بسبب جنوح هذه السفينة العملاقة ومحاولات وجهود تعويمها على مدار ثلاثة أيام متواصلة بسواعد ومعدات مصرية ودون الحاجة لمساعدات دولية بالرغم من العروض التي قدمت للحكومة المصرية حتى تم تعويم السفينة واستقرار حركة الملاحة بالقناة بأيدي المصريين فقط.

  • عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين