جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

محمود عوض عبد العال: قرأت «سكر مر» كاملة على يحيى حقي

الروائي محمود عوض
الروائي محمود عوض عبد العال

في حوار لم ينشر مع “الدستور” قص الروائي الكبير محمود عوض عبد العال، والذي وافته المنية صباح اليوم كيف كانت علاقته بالأديب الكبير يحيى حقي، يقول:" بعد طبع روايتي الأولى "سكر مر" عام 1970 وما تلاها من اهتمام النقاد والأدباء في مصر والعراق وبيروت والمغرب، وكنت سعيدا جدا وشعرت بأن تجربتي في تيار الوعي والتجريب التي لم أكن أعرفها تطرح سؤالا في الكيفية التي يمكن أن يكون عليها الطرح الجديد.

وأضاف: بالطبع كان هناك آراء كثيرة في الرواية وكانت كلها تشجيع ولكني أريد أو اذكر قصة حدثت مع يحيي حقي، عندما اتذكر ذلك اليوم وأنا شاب في الجامعة ويحيي حقي يدعوني إلى بيته في مدينة مصر الجديدة لكي أقرأ عليه سكر مر، من السابعة صباحا وحتى موعد آذان الظهر، ولا اخفي عليك سعادتي وهو يطلب مني إعادة قراءة الصفحات الاخيرة ويالها من ساعات حلوة ثقافية بالقهوة الفرنساوي.

وواصل: "لمدة يومين كنت أقرأ ليحيى حقي من الرواية وفي النهاية قال لي: "يا محمود أنا أشفق عليك من هذا التيار الجديد في كتابة الرواية، وأنت في بداية الطريق، ما تكتبه يمكن إجازته لو كان عندك ستن عامًا، لا شك أنك موهوب".

وأكمل: "وكانت مجلة المجلة التي يرأس تحريرها "حقي" هي بيتي الأدبي، وكنت ألتقي هناك بالناقد جلال العشري، والشاعر الحساني حسن عبدالله، ود نعيم عطية، وود غالي شكري ولفيف كبير من المبدعين من ربوع مصر.

وواصل: "تقدمت وأعطيت يحيي حقي القصة الجديدة حتى تجاز للنشر، فأخذها وأعطاها للحاضرين حتى تقرأ، وحين قرأها نعيم عطية أعجب بها وتعرفت عليه وهو من المفكرين ذوي الاتجاهات المعاصرة إبداعيا وكان قد ترجم لصمويل بيكيت "ف انتظار جودو"، والتي مثلت في مصر وكان لها رد فعل قوي في الأوساط الأدبية.

ونشرت قصتي بناء على رأي د نعيم عظية، ومجلة المجلة في ذلك الوقت كان يقابلها في الشقة الأخرى من الدور مجلة الفكر المعاصر، ولكن خلال فترة ترأس يحيي حقي لها كانت قبلة حقيقية لكل المثقفين وحين أتوجه من الإسكندرية إلى  القاهرة أذهب أولا إلى مجلة المجلة، وبعدها دار الأدباء وليلا رابطة الأدب الحديث.