جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

يحلم بتجسيد الملك فاروق ومحمد علي.. اعترافات يحيى الفخراني

يحيى الفخراني
يحيى الفخراني

"بعد دخولي التجربة أستطيع القول إن الفنان هو أكثر الناس ملائمة لخوص تجربة المنتج المنفذ أكثر من المنتج المحترف لأن الفنان همه الأول والأخير هو القيمة الفنية للعمل، وليست المادة فحسب".

بهذه الرؤية دخل الفنان يحيى الفخراني تجربته الأولى في الإنتاج الفني، من خلال فيلمه "مبروك وبلبل"، إذ يطرح أن الفنان بالنسبة له في المقام الأول بعيدًا تمامًا عن سياقات الربح والتجارة، فالأساس هو تقديم عمل فني جيد.

الفن بالنسبة للفنان يحيى الفخراني، هدف ورسالة، يجب أن يسعى أي فنان لتحقيقها، وليس مجرد ترف ومتعة فقط، ونجاح هذه الرسالة يتوقف على مدى صدق الفنان مع نفسه، ومع الجمهور.

مع لميس ونجيب محفوظ
حكت الكاتبة لميس جابر، عن بدايات علاقتها بالفنان يحيى الفخراني، في حوراها مع مجلة "المصور" 1999، وقال، عندما جمعت بينهما الدراسة في كلية طب عين شمس، وبعدما التقيا جمع بينهما الحب، وبدأ ينمو بينهما، إلى أن تخرجا معًا، وقبل أن يذهب "الفخراني" للعمل كطبيب في الريف، تزوجا، وانتقل بعدها ليعمل كطبيب في صندوق الخدمات الطبية بالتلفزيون، ونقلت "لميس" للعمل كطبيبة في الصعيد، قالت: "ونجحنا كأسرة متماسكة، وزادت تطلعاتنا الفنية من الترابط بيننا، يحيى كان عضوًا دائمًا في فريق التمثيل بالكلية، وكان يحصل على جائزة أحسن ممثل كل سنة، لكنه لم يكن احترف التمثيل".

كان طلاق الفنان أحمد زكي من الفنانة هالة فؤاد سببًا في وأد التجربة الأولى للكاتبة ليس جابر، بعدما انتهت من كتابة فيلم "إشاعة"، ألغى إنتاجه، والتجربة الثانية عندما اختارت أن تكتب سيناريو وحوار قصة نجيب محفوظ "الفجر الكاذب" إلا أن نجيب محفوظ كان رد: "هذه القصة لا تصلح عملًا سينمائيًا لصعوبة مضمونها".


لماذا أنتج لنفسه؟
رغم الانتشار الذي حققه "الفخراني"، اتجه إلى الإنتاج، لأنه لم يكن راضيًا عن معظم الأعمال التي قدمها، رغم أنه لم يكن لديه الخبرة الكافية في الإنتاج الفني، لكنه أنتج فيلم "عودة مواطن"، بهدف أن يجعل الأسرة كلها تشاهد الفيلم دون أن تخشى ألفاظًا أو مشاهد خارجة بالفيلم، قال في حواره لجريدة "السياسي" 1988: "وأظن أنني نجحت في ذلك".

وحكى يحيى الفخراني، عن خوضه لأدوار البطولة، إذ، يرى أنه لا يهتم سوى بدوره الذي يقدمه فقط، وهو ما يختلف عن التجربة التي قرر خوضها في الإنتاج، التي جعلته مجبرًا على الاهتمام بكل كبيرة وصغيرة فيما يخص العمل.

استفاد الفنان يحيى الفخراني من عمله كطبيب، في تكوين مخزون فني، من خلال ملاحظاته لبعض الشخصيات الإنسانية التي يلتقيها، قال في حواره لجريدة "الجمهورية" 1996: "شاهدت نماذج كثيرة بحكم أنني في الأصل طبيب، وهو ما سهل عليه تجسيد شخصية الإنسان المعاق".

استعان الفنان يحيى الفخراني بالفنان أحمد زكي في تجربته الأولى في الإنتاج الفني، ويحكى عن هذه التجربة قائلًا: "أحمد عز فنان اعتز به جدًا، ولذلك حرصت على أن يقدم الفيلم بنفسه وبأسلوب جديد تمامًا، ومبهر، وإذا لم يكن قد وافق على ذلك، لكنت قد قدمته بنفسي، أو اتفقت مع مذيع والحقيقة أني منبهر جدا، بترحيب أحمد زكي، وأنه حضر في المعاد المحدد، وسجل الإعلانات، بالتزام وحب، جعلني في قمة السعادة".

شائعات
خلال اشتراكهما في مسلسل "صيام صيام"، انتشرت شائعة زواج الفنان يحيى الفخراني من الفنانة فردوس عبد الحميد، في حين أنها تزودت بالفعل وقتها من المخرج محمد فاضل.

لكن الشائعات التي كانت تنتشر حوله وتتسبب في ضيق زوجته "لميس"، حكت عنها لمجلة "المصور" 1999، قالت: "شائعات زواجه لمرات عديدة لم تسبب لي ضيقًا، ولكن هناك شائعات تضر فإحدى الصحف كتبت عن امتلاكه لشاليه في العجمي، ولم يكن صحيحًا، وأيضًا ما كتب في بعض المجلات عن أن شادي سوف يخرج فيلما ليحيى بعنوان عزبة التنابلة، وكان خبرًا كاذبًا، أزعجنا جدًا، لأنه أضاع عليه فرصة عملة كمساعد مخرج".

وعن ابنه طارق، قال، إنه لم يكن يحب التمثيل، لذا لم يكمل ويستمر فيه، أما عن الإشاعات التي قيلت بكتابة زوجته عمل فني، بشرط أن تخرجه ابنته، ويكون من بطولته، قال: "هذا غير صحيح، وإشاعات، وكلام صحف ومجلات"، لكنه إذا فكّر في أن يصبح حقيقة، فلا يمانع أصلًا.

الشخصية الأقرب
كان الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة يكتب أعمال دراميًا، خصيصًا لـ"الفخراني"، وهو ما أقره بنفسه في حواره لجريدة "الوفد" 1999، وقال، إنه كان يهاتفه ليخبره أنه يكتب له مسلسلا: "وعندما اعتذر يصاب بالضيق، ويكون هذا خارجا عن إرادتي، لكن دائما، عندما يكتب في ذهنه أنه يكتب لي، مثلا في مسلسل "لما التعلب فات" قبل أن يكتب أي شيء قال لي ما رأيك في اثنين نصابين، أنت ومحمود مرسي، فقلت له: محمود مرسي لا ينفع وعندما قرأت أول حلقة والثانية، وجدت أن محمود مرسي مناسب بعد أن اكتملت وأنا سعيد جدًا، وأحمد الله أن محمود مرسي وافق أن يشارك لأول مرة في عمل لا يكون هو البطل المطلق، وأول مرة يشارك في بطولة مشتركة".

جسد الفنان يحيى الفخراني في مسلسل "ليالي الحلمية" شخصية سليم البدري، بعد أن قدم سيد أوبرا في أوبرا عايدة، وتركت طابعًا ذهنيًا رائعًا لدى الجماهير، كما برع في شخصية جابر نصار، التي كان على يقين بأنها ستترك نفس الأثر.

وأثير وقتها، بعد تألقه في تقديم هذه الشخصيات، أنه يصر على أن تكون محور الأحداث في الأعمال الدرامية، لكنه في حواره بجريدة "العربي" 2001، نفي هذا الاتهام، مستشهدًا بشخصية "أوبرا عايدة" التي كانت هي محور الأحداث في العمل، وتقاسم البطولة مع حنان ترك، وهو ما حدث في مسلسل "لما التعلب فات" عندما شارك بين فنانين كبيرين، محمود مرسي، وعبد الرحمن أبو زهرة، وأيضًا في ليالي الحلمية كان هناك أكثر من بطل، ولم يكن هو محور الأحداث.

وشارك بعض أبناء الفنانين مع يحيى الفخراني، لكنه يرى على الرغم من ظهورهم في أدوار مؤثرة، أنه شيء طبيعي، إذا كانت لديه الموهبة، وعدم الرهبة من الكاميرا أو الفنانين الكبار الذين يشاركون معهم في الأعمال الفنية، قال "وشخصية "دنيا" في مسلسل للعدالة وجوه كثيرة، تثبت ذلك، حيث إن موهبتها هي التي ساعدتها على الظهور بهذا الأداء المتميز".

تحدى بطولة الفوازير
كانت مفاجأة بالنسبة للفنان يحيى الفخراني اختياره لبطولة الفوازير1988، من قبل المخرج فهمي عبد الحميد، رغم أنه لا يغني ولا يرقص ولم يقدم أي أعمال تشبه لحلقات الفوازير، لكنه اعترف في حواره صحفي وقتها، قائلًا: "شعرت بالخوف، لكنني عندما قرأت الحلقات الأربع الأولى من العمل، بدأت أشعر بالارتياح، لأنني وجدت أن العمل أساسا كوميديا، وبه مواقف فيها أداء غنائي وموسيقي، وكل حلقة لها موضوع قائم بذاته، فوافقت فورا على أداء هذا العمل مهما كانت النتيجة بالنسبة لي".

نصحه بعض أصدقائه بعدم قبول الفوازير، لما فيها من مخاطر الرقص والغناء، لكننه قرر خوض التجربة تحديًا لمن نصحوه هذه النصيحة، قال: "لأن هؤلاء الأشخاص هم أنفسهم نصحوني بعدم تمثيل فيلمين إعدام ميت، والغيرة القاتلة، وكانوا من أحسن ما قدمت من أعمال سينمائية".

أنقص الفخراني وزنه بشكل ملحوظ، وواصل التدريبات مع حسن عفيفي، وأدى الأغنيات، خاصة وأن الكلمات كانت قد كتبت بشكل سهل ورشيق تغنى بسهولة، حتى بدون موسيقى من قبل عبد السلام أمين.

واعترف يحيى الفخراني، بأنه بعد نجاحه في تقديم الفوازير، كانوا ينادونه بالدكتور يحيى، لكن بعد الفوازير كانوا ينادونه بـ"يحيى"، ويرى، ذلك سببًا في نجاح تقديمه للفوازير، بعدما دخل قلب المشاهد والجمهور، وهو ما يسعى إليه دائمًا.

شخصية الملك فاروق
منذ سنوات طويلة ويحلم الفنان يحيى الفخراني بتقديم شخصية "الملك فاروق"، إذ كشف في حواره مع جريدة "مايو" 1999، أنه يهوى تقديم الأدوار التاريخية، ويحب أن يقدم شخصية "الملك فاروق" والبلاط الملكي، وهو ما دفعه على العمل وقتها على تقديم هذا العمل من جميع النواحي، بجانب شغفه بتقديم شخصية "محمد علي" قال: "هذه الشخصية تغريني جدًا، وسأقدمها بشرط الصراحة والصدق المطلوب لتعطي المصداقية للعمل ولا يحذف منها شيء".