جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كنيسة الروم الأرثوذكس: لا قداسات في الصوم إلا يومي السبت والأحد

البابا ثيؤدوروس
البابا ثيؤدوروس

بدأت كنيسة الروم الأرثوذكس، برئاسة البابا ثيؤدوروس الثاني، بابا الإسكندرية وسائر إفريقيا، أكبر أصوامها على الإطلاق، والمعروف باسم "الصوم الكبير"، والذي يستغرق 40 يومًا مُتصلة، يمتنع خلالها الصائمون عن المأكل والمشرب، من الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل وحتى الثالثة عصرًا كحد أدني.

ويتساءل البعض حول الأسباب اللاهوتية والليتورجية وراء ظهور قداس القدسات السابق تقديسها فى الصوم الكبير، وهو ما أجاب عنه الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر.

وقال الأنبا نيقولا إن القاعدة الليتورجية تمنع إقامة القداس الإلهى فى وسط أيام الأسبوع أثناء الصوم، فذلك لا يتفق بين الليتورجيا القيامية والصوم والحزن؛ لأن الليتورجيا هى فرح العروس بحضور العريس، والمسيح قال إن أبناء الملكوت لا يصومون ما دام العريس معهم، حسبما رود في "متى 9:15"، مضيفًا: "الليتورجيا هى عمل فصحى وقيامى وطقس فرح".

وأضاف: "الافخارستيا هى عيد الكنيسة، وأجواء إقامتها لا تتناسب مع أجواء الصوم الحزينة، لهذا لا يقام القداس سوى أيام السبت والأحد، وأيام الأربعاء والجمعة يتم إقامة خدمة القدسات السابق تقديسها والتناول فى المساء بعد الصوم إلى الغروب، حيث يتم أخذ القدسات من أفخارستية يوم الأحد أو السبت، ويتم الاحتفاظ بها فى علبة خاصة فوق المذبح".

من جانبه، قال الأب شميمان إن قاعدة خدمة القدسات السابق تقديسها قد تم نسيانها فى كثير من الرعايا والكنائس، خاصة التى كانت عرضة للتأثيرات اللاتينية والغربية، واستبدلت القاعدة الليتورجية القديمة بقداديس يومية "خاصة" و"تذكارات" تقام أثناء الصوم، الأمر الذى لا يتفق مع الطابع القيامى والفصحى للأفخارستيا كما عرفها وعاشها وذاقها المسيحيون الأوائل.

وأضاف: "حتى فى الأماكن التى حافظت عليها، لم يتم بذل الجهد الرعوى والروحى لتجاوز التطبيق الشكلى لهذه الممارسات الليتورجية القديمة والأصيلة.. هذه القاعدة الليتورجية، أى إقامة قداس القداسات السابق تقديسها، لكى تتجاوز إطار الصوم وتنير التقليد الليتورجى الأرثوذكسى والآبائى بكامله".