جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«امرأة تزني مع كبش».. الحقيقة وراء خرافة عبادة المصريين القدماء للحيوانات

خرافة عبادة المصريين
خرافة عبادة المصريين القدماء للحيوانات

عانت الحضارة المصرية القديمة من التشويه، وخاصة فيما يخص العقائد لأنها قورنت بالعديد من الحضارات المعاصرة واللاحقة لها وخاصة الحضارة الإغريقية، والتي ادعت على المصريين القدماء بأنهم عبدوا الحيوانات وصنعوا لها تماثيل يتقربون إليها، بل إن بعض المؤرخين الإغريق قد تناولوا ممارسات خاطئة تقربًا لتلك الحيوانات مثلما أقره هيرودوت خطأً وزورًا حين قال إنه رأى بعينه امرأة من مصر تزني مع كبش كما كان يتم جلب نسوة للعجل أبيس تقربًا لتلك المعبودات.

ويبدو أن هذا الخلط قد حدث نتيجة توافد الإغريق إلى مصر مع اقتراب نهاية الحضارة المصرية القديمة، وعدم فهمهم لعقائدها وبعدهم عن طبيعة شعبها.

ولكن في الحقيقة، يجب أن نفرق بين العبادة والتقديس، حيث كان المصري القديم يعمل على تقديس قوى الطبيعة سواء بغرض إرضائها وجلب خيرها أو درء شرها، وتناول العديد من الرموز سواء البشرية أو الحيوانية أو النباتية أو خليط منهما في تمثيل معبود مركب ليكون رمزًا لقوى معينة، لكنه لم يعبد الحيوان كعنصر في الطبيعة بدليل أنه استأنس الحيوان واستخدمه لخدمته في الحياة الزراعية، ونرى العديد من المناظر المنقوشة على جدران المقابر تمثل قيام الفلاح المصري القديم باستخدام عدة حيوانات رعوية مثل البقر والجاموس والماعز والطيور الداجنة بل وظهور رحلات صيد ضد الحيوانات الضارية، في حين أنه وضع تقديسه لقوى معينة لتمثل حيوانا ما، مثلما قدس القط وجعله رمزًا للربة باستت والبقرة رمزًا للأمومة للربة حتحور وذكر فرس النهر رمزًا للشر للمعبود أبوفيس، حتى الجعران جعله رمزًا للبعث والتجدد تجسيدًا للرب "خِبِر"، حسبما ذكر الدكتور شريف شعبان في كتابه "أشهر خرافات الفراعنة"، والذي صدر عن دار "ن" للنشر والتوزيع.