جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«فيلسوف الضحك».. كيف نجح محمد رضا فى امتصاص غضب الجمهور؟

محمد رضا
محمد رضا

كان الفنان الراحل محمد رضا.. واحدًا من أهم أسطوات الكوميديا في مصر، حيث تميز بقدرته على انتزاع الضحكة ورسمها علي شفاه الجماهير.

وفي أحد الحوارات الصحفية ذكر ابنه أحمد مقاطع من سيرته قائلا: "ذات يوم في منتصف السبعينيات كان يلعب بطولة عمل مسرحي مع صديقه الفنان محمد عوض، ويبدو أن العمل كان فاشلًا وهذا وصفه هو للعمل، ولم يستقبله الجمهور بصورة طيبة وفى إحدى ليالي العرض، جاء أحد العمال وطلب من أبى ومن زميله محمد عوض الخروج من الباب الخلفي للمسرح. سألوه لماذا؟ قال: لأن الجمهور يريد ضربكما".

بعد دقائق غادر الفنان محمد عوض من الباب الذى أشار عليه العامل، أما أبى فجلس في حجرته قليلًا، وبعد فترة قرر الخروج ومواجهة الجمهور، حاول مَن بالمسرح معه كثيرًا، حتى يعدل عن فكرته خوفًا على حياته، لأن الجمهور بالخارج يقف غاضبًا وثائرًا ضده وضد كل فريق المسرحية، لكنه أصر على المواجهة وبعد دقائق كان وجهًا لوجه أمامهم. وعندما وقف، وجد الجمهور فى حالة غضب، انتظر واقفًا أمامهم حتى هدأ الجميع، ثم قال: "إذا كان العرض لم يحز على إعجابكم ورضاكم فأنا نيابة عن كافة العاملين أقدم لكم اعتذاري عن ذلك. وعليكم أن تعرفوا أننا نقدم هذا العمل من أجل إسعادكم وفرحكم وليس بغرض المال أو الشهرة، نحن نعمل هذه المسرحية بكل إخلاص، نجتهد ونعمل ونفكر، لكن من الوارد أن يكون هذا الاجتهاد وهذا العمل ليس على المستوى المطلوب".

ثم قال: "دعونى أتفق معكم أن هذا العمل فشل ولم ينجح.. هل كل إنسان منكم فى عمله لا يفشل فى بعض الأعمال؟" وقبل أن ينتهى من كلامه، وجد الجمهور الذى كان فى انتظاره للفتك به يحمله ويصفق له ويحتضنه فى مشهد عبقري.. ولم يتركوه حتى استقل سيارته وسط عاصفة من التصفيق فى الشارع!