جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

علي جمعة: التفكير نعمة ربانية وهبها الله للإنسان

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن التفكير نعمة ربانية وهبها الله للإنسان، ومن شُكر النعمة أن نتحدث بها قال الله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى: 11]، وقال رسول الله ﷺ: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) [أحمد والترمذي]، وقال في شأن قصر الصلاة ـ ثم صارت مقولته قاعدة مستمرة: (صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته)[أحمد ومسلم وأبو داود]. والدليل على أن التفكير نعمة أننا قد أُمرنا به في حياتنا كلها وفي القرآن (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) [النحل: 44]، فربط بين الالتزام بالأوامر والنواهي في العقيدة والشريعة والأخلاق، وبين التفكر الذي هو الأساس في الفهم.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" أن الفكر ترتيب أمور معلومة يتوصل الإنسان بها إلى مجهول والأمور المعلومة تكون في صورة جملة مفيدة، يضم الفكر جملة مع جملة ويربط بينها ويخرج بنتيجة منهما، وكل جملة مفيدة قد تخبر عن واقع وقد تعبر عن طلب، والتفكير المستقيم يبدأ من البحث في الجملة التي تخبر عن واقع ويأخذ في التأكد من صحتها وإلا اتجه الفكر إلى الخرافة فلا يكون مستقيمًا. وكل جملة مفيدة لها مجال، وكل مجال له طريقة في إثباته، ودليل يبرهن على صحته ومعيار للقبول والرد بشأنه.

وأوضح "جمعة" أن هناك أمور تعود إلى الحس والتجريب مثل: جملة النار محرقة، الشمس مشرقة، ودليل هذه الأمور يكون بإدراك الحس أو بالخبر المتواتر الموثوق به، وهناك أمور أخرى تعود إلى العقل مثل حقائق الرياضيات وهناك أمور تعود إلى النقل مثل أحكام اللغة وأحكام الشريعة، وكل ذلك يحتاج إلى منهج من التجربة والملاحظة والاستنتاج وتكرار ذلك مرات حتى تستقر في الذهن حقيقتها وتكون صالحة للاستعمال، ويسمي المناطقة الجملة المفيدة (بالنسبة التامة) وتُعَرف بأنها إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه فإذا كانت الجملة عادية حسية أضافوا عبارة (بناء على التكرار) وإذا كانت نقلية قالوا: (بناء على وضع الواضع) وإذا كانت عقلية قالوا: (غير معتمدة على تكرار ولا وضع واضع).