جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ملتقى الحوار يصدر ورقة سياسات حول تقييم أداء نواب المحافظات

ملتقى الحوار للتنمية
ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان

أصدرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، اليوم، ورقة سياسات حول "تقييم أداء نواب المحافظات في جلسات تقييم الحكومة".

تضمنت الورقة التى أصدرها الملتقى مجموعة من القراءات والتحليلات وذلك على النحو التالي:

تحليل مدد انعقاد الجلسات
أشارت الورقة إلى أن فترة التقييم - الحكومي ومناقشة الوزراء شهدت انعقاد عدد ( 22 ) جلسة عامة كان من اللافت أن من بينها (13 ) جلسة بدأت في موعدها اللائحي المحدد دون أي تأخير في سابقة ايجابية تعكس مدي انضباط النواب وحرصهم علي الالتزام.، بينما شهدت ( 9 ) جلسات تأخر المجلس في بدء جلساته كما كان من الملاحظ أن التأخيرات انحصرت في الجلسات ( العشر ) لتتوقف تماما بداية من الجلسة ( 12 ) بما يكشف عن التزام النواب بالقواعد بعد اختبار مدي التزام قيادة المجلس بإعمالها.

ـ التحليل الجغرافي لمحادثات النواب

جاء بورقة السياسات أن التفاوت والاختلاف في حصص المقاعد للمحافظات انعكس خلال جلسات تقييم الأداءات الحكومية حيث توافقت الاتجاهات العامة للإقبال علي المشاركة والحديث من قبل النواب في الجلسات مع الأعداد الخاصة بكل محافظة فأتت القاهرة كأكثر المحافظات تفاعلا بعدد ( 42 ) نائب انطلاقًا مع كونها الأكثر عددًا والأكثر سكانًا إضافة لاعتبارها ـ كعاصمة وطنية ـ هي الأكثر احتياجًا ومطالبًا تليها الجيزة بعدد ( 39 ) نائب ثم الدقهلية ( 34 ) والشرقية ( 32 ) والبحيرة ( 28 ) وهي أرقام تتناسب مع تراكم الخبرات النيابية لتلك المحافظات وعدد نوابها الأكبر ضمن التركيبة البرلمانية إضافة لتناسبه مع حجم الاحتياجات والقضايا المجتمعية التي تحتاج لمساندة وتدخل تنفيذي من أجل الوفاء بها بينما كانت المحافظات الأقل من حيث ( عدد ) تفاعلات النواب لمحافظة الوادي الجديد باعتبارها الأقل علي مستوي كافة المحافظات بعدد نائبين ( اثنين ) تليها جنوب سيناء ( 3 ) والسويس ( 3 ) وبورسعيد (4) تجمعها الطبيعة الحدودية وقلة أعداد القاطنين مع غلبة التركيبة العشائرية والقبلية بما يستتبعها من إحساس بالاستغناء وعدم الحاجة لمساندات قطاعية في ظل نظام للتكافل والدعم القائم علي روابط المصاهرة والدم.

الجدير بالاهتمام هنا أنا محافظتي ( بورسعيد ـ السويس ) رغم كونهما ضمن ( أقل ) المحافظات من حيث عدد طالبي التحدث من النواب وأيضا من حيث العدد الإجمالي للمداخلات إلا أنهما تميزتا عن باقي المحافظات بكونهما المحافظتين الوحيدتين اللتين تحدث (جميع ) نوابهما دون أي استثناء أو صمت.

ـ التحليل الجغرافي للمداخلات

أكدت الورقة على أنه بالرغم من حالة الثبات في المراكز الرئيسية المرتبطة بعدد ممثلي كل محافظة في مجلس النواب وما يرتبط بها من تفاعل ومشاركة في الجلسات المخصصة لمناقشة الانجاز في تنفيذ الخطط الحكومية وتقييم الأداءات الوزارية إلا أن طبيعة كل نائب ورغبته في التمايز ساهمت في إعادة رسم خارطة المشاركة وتغيير ترتيب المشاركة الايجابية بينها حيث تقدمت محافظة الجيزة لتتصدر الترتيب العام بعدد ( 118 ) مداخلة تظهر مدي الفعالية والكفاءة التي أظهرها نواب المحافظة، تليها محافظة الدقهلية التي احتلت المركز ( الثاني ) بعدد ( 116 ) مداخلة علي الرغم من أن متوسط عدد نوابها الفعلي يضعها في المركز ( الرابع ).

أما القاهرة فقد تراجعت للمركز الثالث بعدد ( 102 ) مداخلة كرقم غير مقبول ولا يتناسب مع حجم عضويتها أو عدد طالبي الكلمة والمساهمين في إثراء النقاشات من نوابها، تليها محافظة البحيرة بعدد ( 88 ) مداخلة انتهاء بمحافظة الشرقية التي تراجعت من المركز ( الثالث ) في عدد المقاعد لتحتل المركز ( الخامس ) في المداخلات بعدد ( 85 ) مداخلة وهو ترتيب لا يتناسب مع طبيعة المحافظة أو عدد ممثليها وتنوعهم الفكري والسياسي.

على الناحية الأخرى فقد أتت المحافظات الحدودية والساحلية ضمن فئة ( الأقل ) من حيث عدد المداخلات المقدمة من نواب كل محافظة حيث احتلت السويس المركز الأخير بعدد ( 4 ) مداخلات فقط تسبقها محافظتي ( الوادي الجديد ـ جنوب سيناء ) بعدد ( 5 ) مداخلات لكل محافظة ثم شمال سيناء ( 8 ) والبحر الأحمر ( 9 ) وهو مؤشر يحتاج للاهتمام والمتابعة بما يضمن رفع الكفاءة والتمثيل الجيد عن مطالب السكان والقاطنين خصوصا في ظل الامتياز والحماية الدستورية التي منحها الدستور لتلك المحافظات بعيدًا عن قواعد العدالة والمساواة السكانية لكل مقعد من مقاعد البرلمان.

ـ تحليل تفاعلات نواب المحافظات

جاء بالورقة أن فيه محافظة الجيزة احتلت صدارة الترتيب الجغرافي بعدد ( 118 ) مداخلة ليتبعه عدد ( 12 ) مداخلة كتعبير عن أعلي المداخلات لممثلي محافظتي الشرقية وقنا ثم عدد ( 10 ) مداخلات لمحافظة ( كفر الشيخ ) فيما تقاسمت محافظتي البحيرة والغربية عدد المداخلات الأقصى لنوابهما بعدد ( 9) مداخلات.

في المقابل أتي عدد ( 8 ) مداخلات كحد أقصي قدمه أعلي نواب محافظات الدقهلية وسوهاج ودمياط فيما تقاسمت ( 4 ) عدد المداخلات الأقصى لنوابها بعدد ( 7 ) مداخلات لكل نائب وهي القاهرة والقليوبية والمنوفية وأسوان ليتكرر العدد بتقاسم ( 4 ) محافظات للحد الأقصى لمداخلات نوابهم ( 6 ) مداخلات (المنيا ـ الأقصر ـ بورسعيد ـ الإسماعيلية ) ثم ( 5 ) محافظات وكتل نوعية ( بني سويف ـ أسيوط ـ الإسكندرية ـ مطروح ـ المعينون ) بعدد ( 5 ) مداخلات لأعلي نوابهم فيما انفردت محافظة الوادي الجديد بعدد ( 4 ) مداخلات تلتها ( الفيوم ـ البحر الأحمر ـ جنوب سيناء ) بعدد ( 3 ) مداخلات نهاية بمحافظات ( السويس ـ شمال سيناء) بعدد ( مداخلتين ) لأبرز نواب كل منهما.

وبعكس تراجعات واضحة لمعايير النشاط والتفاعل من قبل النائبات فقد تمكنت ( 6 ) نائبات من صدارة المشاركة والتفاعل بين نواب محافظاتهم وهم أمال عبد الحميد ( الغربية ) مها شعبان ( المنوفية ) مها عبد الناصر ( المنيا ) سناء السعيد ( أسيوط ) فضية سالم عبيد الله ( جنوب سيناء ) عايدة السواركة ( شمال سيناء ) كمعزز شديد الأهمية يمكن اعتباره يمنحهم قوة مضافة خلال الجلسات المقبلة خصوصا بالنظر لطبيعة القضايا والموضوعات التي تمت إثارتها خلال الحوارات الوزارية.

ـ التحليل الجغرافي لنواب الصمت

أوضحت الورقة أن الأرقام تشير إلي أنه من بين نواب المجلس الحالي فقد بلغ عدد النواب الصامتين خلال جلسات عرض تقرير الانجاز في تطبيق البرنامج الحكومي ( 131 ) نائب يمثلون ( 32،13 % ) من إجمالي عضوية المجلس ويتوزعون بين ( 26 ) محافظة ومكون نوعي برلماني بنسب تزيد وتقل بحسب طبيعة المحافظة وعدد ممثليها في المجلس الحالي باستبعاد محافظتي (بورسعيد ـ السويس) اللتين تميزتا بحديث ومشاركة كافة نوابهما دون استثناءات.

وقد تصدرت ( القاهرة ) محافظات الصمت بعدد ( 20 ) نائب في رقم له دلالته التي تستوجب تقويم الأداءات خصوصًا مع سخونة التنافس الراغب في الفوز بالمقعد في دوائرها رغم أن النسبة الغالبة من هؤلاء الصامتين قد أتت من نواب ( القوائم ) وليس نواب ( الفردي ) تليها الإسكندرية ( العاصمة الثانية ) بعدد ( 12 ) نائب ثم البحيرة ( 10 ) والشرقية ( 10 ) وهي محافظات كثيفة العضوية وشهدت اختياراتها جدلا يرتبط بهيمنة أصحاب القدرات المالية الواسعة علي الترشيحات الرئيسية بما قد يتطلب إعمال قواعد التعاون مع مراكز صنع السياسات والمكاتب النيابية الجماعية لدعمهم في ممارسة أدوارهم بصورة تتجاوز انشغالاتهم وضيق الأوقات المتاحة أمامهم.

ـ المتوسطات العامة لاتجاهات المشاركة الجغرافية
جاء بالورقة أنه بحساب درجة فعالية الأداءات النيابية نجد أن عدد النواب الذين طلبوا الكلمة خلال جلسات تقييم الأداءات الحكومية ومسائلة الوزراء قد بلغ ( 461 ) نائب يمثلون ( 77،87 % ) من جملة أعضاء البرلمان كمؤشر للفعالية والاندماج السريع في العمل البرلماني رغم اختلاف النسب وحجم المشاركات من محافظة لآخري بحسب ما يمكن استنتاجه من المعادلات الإحصائية والرقمية والتي تكشف لنا أن هناك ( 15 ) محافظة قد حققت نسب للمشاركة ( أعلي ) من المتوسط العام ( الدقهلية ـ المنوفية ـ الغربية ـ كفر الشيخ ـ الجيزة ـ الفيوم ـ بني سويف ـ سوهاج ـ قنا ـ الأقصر ـ البحر الأحمر ـ دمياط ـ بورسعيد ـ السويس ـ مطروح ) في المقابل كانت هناك ( 13) محافظة وتكتل جغرافي ونوعي قد أتت نسب وأعداد المشاركة منها ( أقل ) من المتوسط العام للفعالية ( القاهرة ـ القليوبية ـ المنيا ـ أسيوط ـ الوادي الجديد ـ أسوان ـ الشرقية ـ الإسماعيلية ـ شمال سيناء ـ جنوب سيناء ـ الإسكندرية ـ البحيرة ـ المعينون ).

ـ تحليل النواب الأكثر تفاعلًا

أشارت الورقة إلى أن هناك عدد من النواب التمايز وإظهار خصوبة الأفكار والقدرة علي التفاعل مع جلسات تقييم الأداءات الحكومية سواء بتقييم السياسات العامة ومخرجات الخطط والبرامج التنفيذية أو بالتعبير عن المطالب المجتمعية وانتهاز الفرص لانتزاع مكاسب لصالح دوائرهم الانتخابية بالصورة التي تعزز مكانتهم لدي جمهورهم وناخبيهم حيث أتي النائب محمد أبو العنين ( وكيل المجلس ) كأكثر النواب تفاعلًا وحديثًا خلال جلسات التقييم بعدد ( 19 ) مداخلة تبعه في الترتيب كلا من النائبين محمد هاني أباظة وأشرف رشاد الشريف ( ممثل الأغلبية البرلمانية ) بعدد ( 12 ) مداخلة لكل منهما، أما المراكز الثالث والرابع في حجم المداخلات النيابية فقد احتلهما كل من النائب مصطفي بكري بعدد ( 11 ) مداخلة والنائب محمد عبد الحميد هاشم بعدد ( 10 ) مداخلات، وجاء في المركز الخامس عدد ( 3 ) نواب ( أمال عبد الحميد ـ بلال النحال ـ سليمان وهدان ) بعدد ( 9 ) مداخلات لكل نائب منهم.

أما المركز السادس فقد شغله ( 4 ) نواب ( أحمد العوضي ـ حسن المير ـ ضياء الدين داود ـ مصطفي سالم ) بعدد ( 4 ) مداخلات لكل منهم.

والحقيقة أن الحصاد الرقمي ( السابق ) لكفاءة التفاعل لا تتوقف دلالته عند الطبيعة الذاتية لشخوص النواب بل تتجاوزها لمساحات أوسع من التأثير والاستنباط المستقبلي لشكل الأداء النيابي فعلي الرغم من التفاوت الواضح في أعداد ونسب التمثيل بين الأحزاب ( 475 ) نائب وبين المستقلين ( 117 ) نائب فقد أظهر تفاعل النواب منافسة حامية بينهما لإثبات الكفاءة والجدارة البرلمانية حيث تساوي كلاهما في عدد المتحدثين ( 6 ) نواب لكل منهما في تأكيد علي الفعالية رغم اقتصار مساهمة الأحزاب علي ( 4 ) منهم فقط ( مستقبل وطن ـ الوفد ـ الشعب الجمهوري ـ حماة وطن ).