جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

المومياوات الملكية ليست الأولى.. آثار نقلت إلى مواقع أخرى بسلام

جريدة الدستور

تحاول مصر دومًا الحفاظ على الآثار الفرعونية العريقة التابعة لها، ووضع الاكتشافات الآثرية في مواقع تحفظ لها الدوام والاستمرار وتقيها عمليات الهدم، لذلك تقوم كل فترة بنقل بعض الآثار الأصلية من أماكنها إلى مواضع أكثر أمانًا.

وبالفعل خلال السنوات القليلة الماضية نقلت مصر العديد من الآثار الأصلية من أماكنها إلى مواضع آخرى بسلام وطرق علمية دون أي خسائر، من أجل الحفاظ عليها وعدم تعريضها للضياع أو التدمير أو الاستفادة منها سياحيًا.

وربما آخر عمليات النقل تلك هي نقل المومياوات الملكية في 3 أبريل المقبل من المتحف المصري إلى متحف الحضارة في الفسطاط، من أجل عرضها بشكل مختلف عن الطريقة التي كانت تعرض بها في المتحف المصري بالتحرير، حيث وسيتم عرضها مع توابيت ومتعلقات الملوك وأفلام وثائقية.

وبالأمس ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماع اللجنة الوزارية للسياحة والآثار، لمتابعة الترتيبات النهائية لحدث موكب نقل المومياوات الملكية، وتم شراء مساحات إعلانية في البلاد العربية والأوروبية، وحضور عدد من كبار الشخصيات الدولية، وتغطية لـ400 قناة تليفزيونية حتى الآن.

ولم يكن نقل المومياوات الملكية هي عملية النقل الآثرية الأولى التي تقوم بها وزارة الآثار بالتعاون مع جهات حكومية آخرى، ولكن سبقها عمليات نقل آخرى مرت بسلام وتمت بطرق احترافية، وترصد "الدستور" في التقرير التالي أبرز القطع الآثرية التي تمت نقلها مؤخرًأ.

في مطلع 2020 قررت وزارة الآثار نقل عدد من الكباش إلى ميدان التحرير، حيث تم نقل أربعة من تماثيل الكباش من معبد الكرنك في الأقصر، وهي تماثيل لها جسد أسد ورأس كبش وتعد من رموز الإله "أمون" عند الفراعنة، تزين معبد الكرنك منذ آلاف السنين.

وتم الانتهاء منتصف العام الماضي من تركيب الكباش الأربعة علي قواعد مخصصة لها حول مسلة الملك الفرعوني رمسيس الثاني، في إطار خطة تطوير حكومية للميدان من خلال طلاء المباني بلون موحد وإزالة عدد من إعلانات الشوارع إلى جانب نظام ضوئي خافت للميدان يعمل في فترة الليل.

وفي فبراير 2020 نقلت وزارة الآثار، فى إطار خطة الدولة لإبراز حضارة مصر الفريدة للعالم، أجزاء أحد مسلات الملك رمسيس الثاني من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية إلى القاهرة، وذلك تمهيدًا لإقامتها وعرضها بميدان التحرير.

وتم ترميم مسلة رمسيس الثاني التي وضعت في ميدان التحرير، وتم تركيب وتثبيت قاعدتها أولًا ثم وضع المسلة بعد ذلك، إذ أن المسلة مقسمة إلى 8 أجزاء، منها الجزء العلوى على شكل "بن بن" (هرم)، حيث يبلغ ارتفاعها نحو 17 مترًا ويصل وزنها إلى نحو 90 طنًا.

كما أن المسلة منحوتة من حجر الجرانيت الوردي وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثانى واقفًا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة للملك، وتمت عملية النقل بإجراءات أمنية مشددة وبدون أي خسائر.

ومن الآثار التي يجرى حاليًا نقلها هو مشهد "آل طبا طبا" الآثر الشهير، من الجزء الخارجي المطل على السور الخارجي للمتحف القومي للحضارة، ليتم نقلها إلى داخل المتحف في جهة محددة من قبل هيئة المجتمعات العمرانية.

وسيتم عرض أثر "طبا طبا" داخل بانوراما المتحف القومي وليس خارج المتحف، حيث إن كل من يزور المتحف لحظة افتتاحه سيشاهد أثر آل "طبا طبا"، وهو ضريح شيده محمد بن طغج الإخشيدى، موسس الدولة الإخشيدية، بين أعوام 935 م و946م.

ويعتبر أحد الأضرحة الرائعة المصممة على طراز الحضارة الإسلامية، وملحق به مسجد يتكون من مربع يبلغ طوله 18 مترًا، ومبنى من الطوب "الآجر" وفى الجدار الشرقي يوجد المحراب، ويقسم المربع إلى ثلاثة أروقة، صفان من الدعائم المتعامدة بأركانها أربعة عمد ملتصقة.

وكذلك من المقرر نقل مقبرة توتو وزوجته "تا شيرت إيزيس" المكتشفة في سوهاج،إلى متحف العاصمة الإدارية الجديدة، لتصبح ضمن سيناريو العرضي، وهي تقع فى منطقة الديابات بسوهاج، وعبارة عن مقبرة مزدوجة من العصر البطلمي لشخص يدعى "توتو" وزوجته "تا شريت إيزيس".

وإلى متحف شرم الشيخ سيتم نقل جزء من حمام تل الحير الآثري بشمال سيناء وهو الدائرة التي كان يجلس عليها الأشخاص، لوضعه في قاعة الحضارات بمتحف شرم الشيخ والمخصصة لآثار العصرين اليوناني والروماني ليتمكن من مشاهدته الزائرين لشرم الشيخ من مختلف أنحاء العالم.

يذكر أنه في عام 1968 تم الانتهاء من أعمال نقل معبد أبو سمبل، حيث كان المعبد منحوتًا في الجبال ويعود لعهد الملك رمسيس الثاني، نتيجة ارتفاع منسوب مياة النيل وقتها مما يؤثر على الآثار المصرية فكان لا بد من نقلها.