جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

العقارات الآيلة للسقوط.. أرقام مفزعة وفساد يقضي على الأرواح

عقار جسر السويس
عقار جسر السويس

مسلسل بحلقات منفصلة متصلة يعيشها انهيار العقارات في مصر، بالرغم من الجهود الحكومية في محاربة البناء المخالف و العقارات الآيلة للسقوط والتعديات على أراضي الدولة الزراعية، ومحاولات وقف نزيف خسائر انهيار العقارات، فلا تمر فترة إلا ويسقط عقارًا جديدًا يخلف ضحايا ومصابين، ويكبد الدولة تعويضات مالية لهؤلاء أيضًا، فخلال السنوات القليلة الماضية شهدت مصر عددًا ضخمًا من انهيار متتالى للعقارات في أغلب المحافظات.

كان آخر تلك الوقائع انهيار عقار في جسر السويس شرق القاهرة والمكون من 10 طوابق، وأدى إلى وفاة 25 شخصا وإصابة 25 آخرين، وما زالت تتواصل أعمال البحث عن الناجين، تحت السقف والأعمدة الخرسانية، وإلى الآن وصلت التحقيقات إلى أن العقار كان يوجد به ثلاجة لحوم فاكهة في البدروم لعدة سنوات؛ أثرت بشدة على أساسات البناية بسبب رشح المياه الناتج عن البرودة، وبالفعل تقدم عدد من السكان بشكاوى، حيث تم تحرير محاضر لمالك العقار وإغلاق الثلاجة.

الحادث لم يكن الأول من نوعه في مصر، فعامي 2020 و 2017 كانا الأعلى في حوادث انهيار العقارات والذين تتوافر بيانات رسمية بشأنهما، إلى جانب عدد من الحوادث خلال عام 2021، وترصد "الدستور" ذلك في التقرير التالي.

◄الإحصاء: الشرقية الأعلى في ضم عقارات آيلة للسقوط 
وفق إحصاء الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن هناك 97 ألفًا و535 ألف عقار آيل للسقوط موزع في أنحاء الجمهورية لم يتخذ بشأنه أي إجراء، وهي عقارات من الممكن أن تسقط في أي لحظة.

وتعتبر محافظة الشرقية الأعلى في ضم عقارات آيلة للسقوط بواقع 11 ألفًا و430 عقارًا تمثل 11.7% من إجمالي العقارات الآيلة للسقوط، تليها المنيا بإجمالي 10424 عقارا، ثم سوهاج بإجمالي 7370 عقارًا، ثم الدقهلية بواقع 7095 عقارًا.

وتكشف بيانات جهاز الإحصاء عن أن 11 ألفًا و215 عقارًا تحت الهدم وهي عقارات تم البدء في اتخاذ إجراءات هدمها سواء إجراءات إدارية أو فنية، وتمثل نسبتهم نحو 97% عقار آيل للسقوط في مصر.

◄«جسر السويس» لم يكن الأول
ولم يكن حادث جسر السويس هو الأول من 2021 التي لم يمر سوى الربع الأول منها، حيث شهدت منطقة روض الفرج في منتصف فبراير الماضي انهيار عقار مكون من 4 طوابق، وأدى إلى إصابة 3 عقارات مجاورة له بالتصدع ما تسبب في إخلائها.

وفوجئ أهالي حارة سلامة بمنطقة روض الفرج بالعقار رقم 65 بانهياره كاملًا، وتبين أن العقار خالٍ من السكان، وبالرغم من ذلك أدى إلى وفاة 4 من سكانه كانوا خارج المنزل ولكن بالقرب من العقار وفقًا للتحقيقات.

وتلاه بيومين انهيار جزئي لعقار قديم مكون من 4 طوابق، أدى إلى مصر رجل وطفلة، وأصيب 4 آخرون في شارع سيدي الجداوي بمنطقة المنشية في حي الجمرك غرب محافظة الإسكندرية.

وتبين من الفحص أن العقار بناء قديم مكون من أرضي و3 طوابق علوية، حوائط حاملة وأسقف خشبية وصادر له قرار إزالة لم ينفذ، وانهيار أجزاء من السقف والجدران، ما أدى إلى سقوطه في ذلك اليوم.

◄عقارات منكوبة
وفي يناير الماضي نشب حريق ضخم في مخزن جلود أحذية ببرج سكني في منطقة فيصل، طال عقارا مكونا من 14 دورًا بكل دور 9 شقق، بما يعادل 112 شقة على مساحة ألف متر مأهول منها 15 شقة وظل الحريق ناشبًا لمدة 6 أيام.

وفي 8 فبراير الماضي قامت المحافظة بهدم حوائط الدور الأول والأول العلوي من البرج بعد تآكلها من النيران؛ كونها تمثل خطورة على المارة، وفي 18 من ذات الشهر طالبت المحافظة السكان بإخلاء العقار تمهيدًا لهدمه وتفجيره لكونه آيلا للسقوط نتيجة الحريق.

وفي مطلع يناير من العام الجاري، سقط عقار في شارع نظام بالإسكندرية مكون من أرضي و5 أدوار، كان يقيم بالعقار 11 أسرة، وتم عمل الحصر لعدد 11 أسرة، بواقع 26 فردًا؛ من أجل مساعدتهم الفترة القادمة على الإعاشة بعد انهيار العقار.