جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تجارة أسلحة وجوازات سفر.. «الغنوشي» من سائق تاكسي إلى أبرز أثرياء تونس

الغنوشي
الغنوشي

أثار التحقيق الإعلامي الذي نشرته صحيفة "الأنوار التونسية" حول ثروة راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي وزعيم حركة النهضة الإخوانية حالة من الغضب الكبير في تونس بين الأوساط الشعبية والسياسية.

وكانت صحيفة الأنوار التونسية قد استعرضت استنادا لبيانات موثوقة- تفاصيل صادمة عن مصادر ثروة الغنوشي؛ ووفقا للصحيفة التونسية، فإن الغنوشي نجح في جمع ثروة كبيرة، بلغت مليار دولار أمريكي (2700 مليار دينار تونسي)، مما جعله يتصدر قائمة الأشخاص الأثرياء في تونس.

وبحسب الصحيفة، التي نشرت تحقيقا تحت عنوان "الأنوار تفتح ملف ثروة الغنوشي"، فقد تنوعت ثروة الغنوشي في شكل ودائع في بنوك سويسرية، فضلا عن حصص في شركات خارج تونس، من بينها 3 شركات في فرنسا.

وحول الطرق التي نجح الغنوشي في جني ثروته من خلالها، قالت الصحيفة، إن الغنوشي نجح في جمع جزء كبير من ثروته عن طريق الوساطة في تهريب الأسلحة إلى ليبيا، وتجارة جوازات السفر، وهي التجارة التي يديرها عدد من أقاربه، من بينهم نجليه معاذ وسهيل، وصهره وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام.

وحول الوساطة في تجارة الأسلحة، قالت الصحيفة إن هذه الوساطة مكنت الغنوشي وأقاربه من تسهيل مرور أكثر من 20 شحنة أسلحة إلى ليبيا، مقابل عمولات بلغت 30 مليون دولار أمريكي.

أما عن تجارة جوازات السفر، فتقول صحيفة "الأنوار" التونسية، إنه كان يشرف عليها كاتب الدولة السابق للهجرة حسين الجزيري، وكان هذه التجارة تحقق سنويا نحو 220 مليون دولار، كما كان السيد الفرجاني، القيادي في حركة النهضة، النائب الحالي في البرلمان التونسي، يشرف على تهريب هذه الجوازات.

وتعليقا على هذا يقول نزار جليدي المحلل السياسي التونسي، إن ثروة الغنوشي التي تفوق الملايين هي حصيلة عشر سنوات من سرطنة الإخوان للدولة التونسية ومحاولة للتحكم في مفاصل تونس، معتبرا أن المال وثقافة العنف هما العمود الفقري لثقافة الإخوان أينما كانوا، مؤكدا أن هذا أمر ليس بغريب لانهم يعتمدون على تبييض الاموال وجمعها بطرق ملتوية في الداخل أو في الخارج.

وأضاف جليدي: أن الغنوشي لم يشتغل يوما ما ولكنه في بدايته عمل كسائق تاكسي في بريطانيا حيث عمل أيضا عميلا للمخابرات البريطانية، وأضاف: لقد جمع الغنوشي ثروته عن طريق احتيال وابتزاز رجال الاعمال التونسيين.

وتابع: هناك إجماع في الداخل التونسي على أن رجال الأعمال ملوا من ابتزاز الغنوشي، بل إن هناك 7 آلاف شركة صغيرة مستعدة للإغلاق في تونس بسبب الإخوان.

وحول رجال الإخوان الذي يستغلهم الغنوشي في ابتزاز رجال الإعمال في تونس، قال جليدي أبرزهم هو "عبدالله التريكي " فهو الرجل الذي يستعلمه راشد في مؤامرات الابتزاز مع نورالدين البحيري والسيد الفرجاني وهو ان كان العضو في النهضة الأقل ظهورا ولكنه الاكثر استعمالا من قبل الغنوشي.

وفي سياق متصل، باتت عريضة سحب الثقة من رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي في مراحلها الأخيرة، مع تجميع غالبية الإمضاءات المطلوبة لضمان حصول اللائحة على أغلبية الأصوات بالبرلمان.

حيث قال النائب زهير المغزاوي أمين عام حزب حركة الشعب وعضو الكتلة الديمقراطية في البرلمان التي تضم أطيافا من المعارضة في تصريحات صحفية: إن جمع الإمضاءات يسير بثبات وسيجري إيداع العريضة قريبا بمكتب المجلس.

وفي حين يتطلب إيداع العريضة إمضاءات ثلث نواب البرلمان أي 73 نائبا فإن الأحزاب الداعمة لتنحي زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي من منصبه تريد ضمان 109 أصوات، وهي الأغلبية المطلقة التي تحتاجها عند التصويت لسحب الثقة من رئيس البرلمان.

وفشلت المعارضة في محاولة سابقة في سحب الثقة من زعيم حركة النهضة، لأنها لم تتوصل إلى تحصيل الأغلبية المطلقة في التصويت الذي جرى في جلسة عامة في يوليو عام 2020.

لكن شخصيات سياسية معارضة للنهضة، ترى أن العريضة الجديدة لها حظوظ أوفر في النجاح في إسقاطه من رئاسة البرلمان، الذي يشهد أزمات متواصلة منذ انتخابات 2019 التي أفرزت مشهدا سياسيا منقسما.

وقال المغزاوي “سحب الثقة ليس نكاية في الغنوشي ولكنه فشل في إدارة المجلس. ليست لدينا شروط للشخصية المعوضة ولكن نسعى لأن تكون شخصية توافقية قادرة على تسيير البرلمان”.