جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ريفيو Raya and the Last Dragon.. الحب فى مواجهة الغباء لإنقاذ العالم

صورة كوفر.
صورة كوفر.

مع بداية مارس الجاري أطلقت شركة "ديزني" أحدث أعمالها وهو Raya and the Last Dragon ليحدث ضجة كبيرة وسط محبي هذا النوع من الأفلام الأنيميشن، والعمل تميز بجمال العرض، والحكاية، إلى جانب توصيل رسالة.

"كيف تحطم هذا العالم؟" هذا هو السؤال الذي طرحته "رايا" بطلة العمل، قبل أن تحكي لنا القصة والتي بدأت بظهور نوع ما من الوحوش يسمى "درون" قبل 500 عام من ميلادها، والذي كاد أن يدمر الأرض، ولكن بفضل تعاون التنانين تمكنوا من السيطرة على هذا الخطر، ونجحت "سيسو" وهي التنين الأخير الذي نجا من المعركة، من وضع السحر الخاص بها في "كرة سحرية" وظلت محفوظة في مدينة تدعى "هارت" التي يحكمها "بينجا" والد "رايا".

العالم الآن مكون من 5 مدن ممزقة، بينما "بينجا" والد "رايا" يسعى لتوحيده تحت راية "كوماندرا" وهو اتحاد المدن الخمس والذي سيكون فيه الخير للجميع، وعندما قرر دعوة حكام هذه المدن للقاء لتحقيق هذا الهدف، حدثت الأزمة، وحاولت مدينة "فانج" الحصول على الكرة السحرية لأنهم يعتقدون أن فيها قوة خاصة قد تساعدهم على الازدهار، وبالفعل هاجموا المكان المخبأة فيه الكرة، وخلال المعركة تحطمت!

عند هذا الحد ظهر "الدرون" وهاجموا الجميع، وحولوهم لحجارة، وكان الأمل الوحيد، هو أسطورة قديمة تقول إن "سيسو" بعد أن جمعت سحرها في تلك الكرة، اختفت في نهاية أحد الأنهار، ومن خلال العثور عليها وتجميع تلك الكرة السحرية من جديد، يمكن للعالم أن يعود للحياة من جديد.

ولكن الأزمة، أن كل جزء من هذه الكرة السحرية بحوزة مدينة من المدن المتصارعة، فهل تنجح "رايا" في تجميع الكرة السحرية وإنقاذ العالم؟ هذا هو ما سيقدمه العمل.

الفيلم تدور قصته بين "اليوتوبيا" أو المدينة الفاضلة و"الديستوبيا" المدينة الفاسدة، وكلاهما عوالم خيالية مصنوعة من وحي الروايات، ومع ذلك هناك إسقاط على الواقع، فرسالة الفيلم بالأساس أن الثقة بين أفراد هذا العالم يمكن أن ينتج عنها خير أكبر وأعم للبشر من التنازع على المصالح الخاصة والضيقة والذي ظهر هنا في الفيلم على شكل "الطمع" الذي وصل حد "الغباء" فكاد يقضي على الجميع.

الكراهية جسدتها بشكل أعمق مدينة "فانج" التي وصفت في العمل بأنها يحكمها "أشخاص غاضبون" وخرجت منها شخصية "ناماري" التي لعبت دور الشر في مواجهة "رايا" من مدينة "هارت" و"سيسو" آخر تنين حي.

"سيسو" خلال حوار لها مع "رايا" قالت: "إذا كنت ترغب في الحصول على ثقة شخص ما، فعليك أن تعطي القليل من الثقة أولاً"، هذه كانت الخطة التي تنوي اعتمادها للخلاص من "الدرون" الذين سيطروا على البشرية، ورغم أن الأحداث أخذت منحى سيئًا بسبب هذه الثقة، إلا أن صناع العمل في النهاية انتصروا لمبادئ الحب والخير والتعاون.

ما يميز فيلم "رايا والتنين الأخير" هو أنه قدم وجبة لذيذة محببة للنفس، يوصل من خلالها رسالة، وإن كان البعض قد يعتبرها لا تصلح للواقع، ولكنها مجرد أمنية، وفي نفس الوقت عمل فني راقٍ يصلح للمشاهدة العائلية وقضاء سهرة لطيفة وممتعة.

الجديد هنا أيضًا أن "ديزني" لأول مرة تقدم شخصية خيالية من صناعتها لها مستوحاة من أصول آسيوية وهي "رايا" بطلة العمل، والتي لعب دورها صوتيًا الممثلة الأمريكية من أصول تايوانية كيلي ماري تران.

العمل بذل فيه جهد ضخم، حيث شارك في صناعته مخرجان، إلى جانب كاتبي سيناريو، و8 مساهمين في صناعة القصة، وبميزانية تجاوزت 100 مليون دولار.

في النهاية هو عمل جميل وممتع ويصلح لجميع المراحل العمرية.