جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«الأعلى للثقافة» يحتفي بالعلاقات الثقافية المصرية الألمانية

الأعلى للثقافة
الأعلى للثقافة

نظم المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الدكتورة سعاد شوقى، الأمسية الحادية عشرة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة (علاقات ثقافية) تحت عنوان (مصر وألمانيا)، احتفاءً بالعلاقات الثقافية المصرية الألمانية.

افتتح الأمسية وأدارها الدكتور هشام عزمى، وتضمنت كلمة سيريل نون، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة، بالإضافة إلى مشاركة كوكبة من رموز الثقافة والفنون المصرية، والمتخصصين فى مختلف الجوانب الثقافية المصرية الألمانية ومن بينهم: الفنان التشكيلى حسن الشرق، والكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم، والدكتور عاصم العمارى، الأستاذ بقسم اللغة الألمانية بكلية الألسن، كما تم عرض فيلم تسجيلى قصير، يدور حول تفاصيل الحياة اليومية فى ألمانيا، ويستعرض أبرز سماتها الثقافية والحضارية والطبيعية، وشهدت الفعالية استمرار المجلس الأعلى للثقافة فى تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد - 19).

بدأت الأمسية بالوقوف دقيقة حدادًا على روح الدكتورة منار عمر، الأكاديمية والناقدة الأدبية والمترجمة البارزة المتخصصة فى مجال الأدب الألمانى، والأستاذة بقسم اللغة الألمانية بكلية الآداب جامعة حلوان، التى رحلت عن عالمنا منذ بضعة أيام بعد معاناة قصيرة مع المرض، وافتتح الأمسية الدكتور هشام عزمى، مؤكدًا أهمية سلسلة أمسيات مبادرة (علاقات ثقافية)، التى سبق وأن احتضن المجلس فى إطارها بالقاعة ذاتها عشر أمسيات، تمحورت حول علاقات مصر الثقافية مع عددًا من الدول من مختلف القارات.

وأضاف الدكتور هشام عزمى، أن مصر وألمانيا يجمعهما تاريخ طويل حمل علاقات ذات طابع متنوع، سواء ما يخص العلاقات السياسية الدبلوماسية أو التجارية والعلاقات الثقافية التى يتم الاحتفاء بها، مشيرًا إلى أن أحد أهم أهداف سلسلة أمسيات (علاقات ثقافية) يكمن فى ترسيخ جذور التعاون بين مصر والدول الصديقة، التى يتم استضافتها خلال هذه الفعالية المهمة، كما أن هدفها الأهم هو إلقاء الضوء على المشترك، وقد كشفت الندوات السابقة عن الكثير من العناصر المشتركة بين مصر والدول التى شرفنا باستضافتها.

وأكد عزمى، على أنه سيكون هناك لقاء مخصص لدراسة المقترحات التى وردت فى سلسلة ندوات علاقات ثقافية بشكل عام، وفى مقدمتها ما يخص موضوع الترجمة، وقال: "لعل أكثر ما يلفت النظر تجاه ألمانيا بالنسبة للكثيرين -فى مصر على الأقل- يتمثل فى التطور التكنولوجى والصناعى، لكن أيضًا هناك فى ألمانيا اهتمام شديد بالتراث".

واستطرد: "كانت لى زيارة العام الماضى إلى ألمانيا، وكنت أشرف برئاسة وفد يتعلق بمبادرة التراث الثقافى (Cultrure Heritage)، بالشراكة مع جامعة هامبورج، وتمكنا من زيارة العديد من المؤسسات التى تختص باقتناء وحفظ وصيانة وإتاحة جانب كبير من التراث العربى، سواء فى لايبزيج أو جوته أو المكتبة الرقمية العربية، والحقيقة إننى سعدت جدًا بمدى الاهتمام والحرص الشديد الذى يتعامل به الأصدقاء فى ألمانيا مع التراث، فالكثير منهم يتقن اللغة العربية والكثير منهم قد حصل على الدكتوراة فى تخصص اللغة العربية، وفى مختتم كلمته أوضح الدكتور هشام عزمى إعجابه باعتداد الشعب الألمانى بلغته، وتمنى أن تقتدى الأجيال الجديدة فى وطننا بهذا الاعتداد بنفس القدر الرائع".

وقال السفير الألمانى سيريل نون، في كلمة ألقاها نيابة عنه المستشار العلمى لسفارة ألمانيا بالقاهرة، فيليب موباى: "أثمن عاليًا قيمة الثقافة بصفة عامة وعلاقاتنا الثقافية مع مصر بصفة خاصة، فعندما أتحدث مع بعض المصريين رجالًا ونساءً ويسألوننى حول سر نجاح علاقاتنا الألمانية المصرية الطيبة والراسخة، فإننى أذكر علاقاتنا الثقافية المتميزة كأول الأسباب".

وتابع: "أليست علاقاتنا الثقافية التى تشكل على مدى أكثر من مائة وخمسين عامًا الركن الركين الذى يرتكز عليه تعاوننا القائم على الثقة في جميع المجالات، دعونى أذكر لكم فى هذا المقام عدة أمثلة لا يكاد يكون هناك فى ألمانيا طفل لم يتعلم فى مدرسته شيئًا عن تاريخ مصر القديمة، ويظل هذا الانبهار المنبثق عن ذلك يصاحب الكثير حتى مرحلة البلوغ، لذا يشعر الكثير من الألمان أنهم يعرفون مصر ويألفونها، وهذا من شأنه أن يفسر تلك القوة الناعمة الثقافية، التى ربما يحلم بها كثير من البلدان".

وأضاف: "هناك ألمان يأتون إلى مصر ويدرسون علم المصريات أو يعملون فى العديد من المشاريع الألمانية والمصرية، وفى المؤسسات الثقافية والتعليمية، وفى المقابل ألمس بصفتى سفيرًا لألمانيا فى مصر -القوة الناعمة- لألمانيا، التى تتجلى فى مدى التقدير الذى يكنه كثير من المصريين لنظام التعليم الألمانى، والعمل بروح الفريق فى مشاريع المؤسسات الألمانية بمصر، إن جوهر مقاربتنا هو الانفتاح والتعاون والإنجاز المشترك على قدم المساواة، الكثير يقدرون هذا المنحى مؤسساتنا الألمانية الثقافية والتعليمية في مصر - وأذكر من بينها معهد جوته والمعهد الألمانى للآثار والهيئة الألمانية للتبادل العلمى والمدارس الشريكة".

واختتم، نه فى إطار هذه المقاربة التعاونية قمنا بالتعاون مع وزارة الثقافة عام 2019 قبل اندلاع الجائحة، بإعادة إحياء شراكة التوأمة بين مدينتى فرانكفورت والقاهرة عبر إقامة حفل موسيقى كبير شاركت فيه فرقة: "النور والأمل" و"مؤسسة المكفوفين" - (Blind Foundation) بمدينة فرانكفورت، وبالتعاون مع وزارة الآثار المصرية وبتمويل من مخصصات وزارة الخارجية الألمانية، قمنا بدعم متحف مفتوح رائع بحى المطرية، وبالتعاون مع هيئة معرض فرانكفورت للكتاب نقيم بصفة منتظمة (الجناح الألمانى)، الذى يحظى بشعبية كبيرة بمعرض القاهرة للكتاب، كما تقدم الهيئة الألمانية للتبادل العلمى منحًا للعاملين فى الحقل الثقافى، وفى مقدور المهتمين منهم الاستعلام عن برامج المنح بالموقع الإلكترونى للهيئة، كذلك يتعاون معهدا جوته بالقاهرة والإسكندرية مع العاملين بالحقل الثقافى بجميع أنواع الفنون، بداية من رسم الكاريكاتير الكوميدى ووصولا إلى فن التركيب، بغرض دعم أواصر الثقافة والتقارب بين الشعوب، مضيفا: "كما ترون أن العلاقات الألمانية المصرية تعزف الألحان والمقامات كافة، تحدوها غاية واحدة دائمًا ألا وهى تعزيز أواصر الثقة والتفاهم فيما بيننا والتعلم من بعضنا البعض، أشكركم من كل قلبى على الاهتمام الكبير الذى تولونه للعلاقات الثقافية الألمانية المصرية، كما أشكركم على تخصيص حلقة اليوم النقاشية لعلاقاتنا الثقافية".