جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

لويس جريس.. مكتشف النجوم

لويس جريس
لويس جريس

تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب الصحفي لويس جريس، والذي رحل في مثل هذا اليوم 26 من مارس عام 2018.

في حوار مطول جمعني بالكاتب الصحفي الراحل لويس جريس قال فيه: "لم أكن مصرا على دخولى عالم الصحافة، إنما جاء هذا دون تخطيط مني، ولكن ظروف دراستى هى التى هيأت بعض الشئ لدخولي إلى عالم الصحافة".

رحلة طويلة مع الكتابة والصحافة والترجمة بدأت من عمله بمؤسسة التحرير وصولا إلى أن أصبح رئيسا لتحرير مجلة "صباح الخير".

أبرز ما ميز مشوار لويس جريس مع الصحافة هو اكتشافه للعديد من المواهب الفنية، والتي أصبحت فيما بعد نجوم المشهد الفني في مصر والعالم العربي، ومن أهم تلك الأسماء وأبرزها الفنان محمد منير.

نكتة السعدني وصورة الرئيس
يقول لويس جريس "في سنوات عملي كمدير تحرير لمجلة صباح الخير، كان لـ (محمود السعدني) مقاله الساخر، والذى دوما يصاحبه يتضمنه نكته. كان هذا يحدث أسبوعيا وأتابع بنفسى الانتهاء من تجهيزات العدد وصولا إلى المطبعة. وعلى غير العادة، بعد انتهائى من العمل، قررت العودة إلى المطبعة لألقي نظرة أخيرة على طباعة المجلة، فوجئت بمقال السعدنى ومعه صورة الرئيس عبد الناصر بدلا من النكتة، أسرعت بجمع كل الأعداد التى تم طباعته وأوقفت الطباعة لحين التعديل. وبالفعل رفعت صورة عبد الناصر ووضعت النكتة مكانها، ولم أترك المطبعة إلا حين الانتهاء من الطباعة. غير هذا، لم أصرح بما حدث لأحد لأني من فعل، هذا بقصد أو دون قصد، فى النهاية، كان سيتسبب في ضياع مستقبلى ومعي السعدني.

أول حوار مع تحية عبد الناصر
يذكر لويس جريس أن صباح الخير انفردت بأول حوار مع السيدة تحية عبد الناصر، وكان ذلك عبر الزميلة (فاطمة النجار) والتي كانت قريبة جدا من السيدة (تحية عبد الناصر)، وكانت تحية عبد الناصر نادرة الظهور والتصريح بأخبار للصحافة، إلا أن قرب فاطمة النجار من السيدة تحية عبد الناصر شجعها لعمل حوار صحفى معها، وطلبت مني إجراء حوار مع السيدة تحية عبدالناصر، فوافقت فورا كونه أول حوار صحفي مع حرم سيادة الرئيس جمال عبد الناصر. أنهت فاطمة النجار حديثها مع تحية عبد الناصر، وعلى الفور ذهبت بالحوار إلى مكتب الرئاسة للموافقة على نشره. وبعد أسبوعين جاءتنا الموافقة، وكان لنا السبق فى أول حوار صحفي مع تحية عبد الناصر.

وشغل الكاتب الراحل لويس جريس عدة مناصب منها وأبرزها: عضو المجلس الأعلى للصحافة، وعضو لجنة الصحافة في المجلس الأعلى للصحافة، وعضو لجنة الصحافة في المجلس الأعلى للثقافة 1976-1984، وعضو لجنة القراءة في المسرح 1980-1985، وعضو لجنة الرقابة العليا على المصنفات الفنية، كما ألف عددًا من القصص القصيرة منها "حب ومال"، و"هذا يحدث للناس"، وترجم مسرحية "الثمن" لأرثر ميللر، وأجرى حوارات صحافية مع شخصيات عالمية مهمة منها كاسترو وجيفارا ومكاريوس.