جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مكبرات الصوت داخل المدراس.. إزعاج للأهالي وتحدي لقرار الوزارة

جريدة الدستور

رغم تنبيه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، لعدم استخدام مكبرات الصوت أثناء طابور المدرسة الصباحي المدارس فى المحافظات المختلفة، إلا أن هذا القرار يتم الضرب به عرض الحائط من قبل الكثير من المدارس والتي تقع بالعديد من الأحياء السكنية، وذلك باستخدامها مكبرات الصوت منذ الصباح الباكر في تنظيم الطابور الصباحي، وأثناء تحية العلم، وكذلك نقل الإذاعة المدرسية، إلى استخدامه المدرسين والمدرسات لها في إرشادهم الطلبة للصعود إلى الفصول، الأمر الذي يتسبب في إزعاج السكان المحيطين والذين منهم المرضى وكبار السن.

شكاوى عدة من أهالي المناطق المجاورة للمدارس بسبب صوت الطابور الصباحي الذي أصبح مصدر إزعاج لهم لاستخدام إدارة المدراس المجاورة مكبرات الصوت.

نعرض هنا بعضًا من شكاوى الأهالي المجاورين القانطين جوار بعض المدارس من صوت "الميكروفونات" التي تستخدمها الأخيرة أثناء الطابور الصباحي.

السكان: مش بنعرف ننام من الإزعاج
"أنا ست كبيرة وعندي السكر، ومش باعرف أنام من الدوشة" تقولها السيدة محسنة إبراهيم ا60 عامًا، والتي تقطن بحي الزيتون جوار أحد المدارس الإبتدائية، موضحة أن صوت الطابور المدرسي يزعجها كثيرًا ويقلق نومها، خاصة أنها تنام بصعوبة، بسبب شكواها من آلام بالعمود الفقري، بالإضافة إلى كونها مريضة سكر وتعاني مضاعفاته.

لذا ترجو السيدة محسنة من المسئولين النظر في مسألة استخدام المدارس لهذه المكبرات، مناشدة إياهم إما بمنعها أو وضع قواعد لاستخدامها، ومحاكمة المخالفين.

الأمر نفسه تؤكدة السيدة هبة أحمد إحدى ربات البيوت، والتي تقطن بحي دارالسلام جوار عدد من المدارس، تقول،" مش باعرف أنام من صوت طوابير الصبح في كلل مدرسة جمبي"، موضحة أنه لماذا توضع مكبرات صوت داخل المدرسة، وإجبار الأهالي على سماع ما يحدث داخلها، ماذا سيستفيد الآهالي من ذلك، سوى أنه سيتسبب لهم في الإزعاج.

"لابد من وضع حد لهذه الضوضاء "- تقولها محسنة مؤكدة أنها مع الطابور المدرسي والإذاعة المدرسية، ومؤمنة كثيرًا بأهميتهما، إلا أنه ينبغي أن من يستمع لهم فقط أن يكون الطلبة وليس المحيطين من السكان.

إحدى السكان: أغاني مهرجانات داخل المدارس
فوق هذا وذاك تقول ندى أحمد ربة منزل، إن الأمر لا يقتصر على طابور الصباح وصوته الصادر عبر "الميكروفون " من المدارس، ولكن وصل الأمر إلى الحد الذي أصبحت تذاع فيه أغاني مهرجانات داخل جدران المدارس، وذلك مثلما يحدث في فيصل والجيزة، والتي يستطيع سماعها أي شخص يمر من جوار تلك المدارس، وكأنه قد جوار إحدى قاعات الأفراح.

مدرسين: نستخدمها للسيطرة على الطابور
حياة إبراهيم أخصائية اجتماعية بمدرسة المناوات بالجيزة، تقول "نستخدم مكبرات الصوت داخل المدرسة من أجل السيطرة، على الطلبة" موضحة أنه في حال عدم استخدامها تكون السيطرة على الطابور صعبة.

أما نبيل محمود، مدرس اللغةالعربية، فيتفق مع فكرة عدم استخدام مكبرات الصوت داخل المدارس، مؤكدًا أنه وعلى الرغم من عمله داخل مدرسة تستخدمها بكثرة إلا أنه يرفض تلك الفكرة من الأساس.

رؤساء أحياء: تقنين استخدامها هو الأفضل
اللواء السابق لحي المقطم عبد السميع وهدان، قال "للدستور" إنه يجب بالفعل الالتزام بقرار وزارة التربية والتعليم الذي يمنع استخدام مكبرات الصوت داخل المدار س، والاعتماد على السماعات الداخلية بها، لكي لا تكون سببًا في إزعاج المواطنين، خاصة أهالينا من كبار السن والمرضى.

ذات الأمر أكده اللواء إسماعيل عبد الواحد، الرئيس السابق لحي الهرم، موضحًا أنه من الممكن استخدام مكبرات الصوت داخل المدارس، ولكن بشئ من الترشيد، والسيطرة بحيث أن يكون الصوت ليس مرتفعًا بالشكل الكبير، ولكن بالصوت الذي يسمع الطلبة، ويستطيع مشرف الطابور معه السيطرة عليهم.

الجدير بالذكر أنه سبق وأن نوهت وزارة التربية والتعليم بمراعاة عدم استخدام مكبرات الصوت أثناء طابور الصباح نظرًا لما تسببه من ضوضاء وأصوات مرتفعة تؤدى إلى إزعاج السكان المقيمين بمحيط المنشآت التعليمية، إلا أن بعض المدارس لا يلتزم بذلك نهائيًا.

وزارة التربية والتعليم: يجب مراعاة عدم استخدامها واستبدالها بسماعات داخلية
كما أشارت الوزارة إلى إمكانية استبدال المدارس لمكبرات الصوت والاستعاضة عنها بسماعات داخلية تستخدم فى تنظيم الطابور وتحية العلم والقيام بكافة مراسم طابور الصباح حتى دخول الطلبة إلى فصولهم، مؤكده أن الإشراف اليومى للمدارس والأدوار داخل المنشآت التعليمية لا تحتاج إلى مكبرات صوت وإنما يمر كل معلم على الفصول للتأكد من أنها تعمل ويتواجد مدرس الفصل، كما شددت على ضرورة تفعيل الأنشطة الطلابية لتنشيط ذاكرة الطلاب بدلًا من الصوت المرتفع بطابور الصباح، حيث أن بعض المعلمين يعتقد أن الصوت المرتفع سيؤدى إلى وجود حالة من النشاط بين المتعلمين.

ويُجدر بالإشارة إلى أنه وفقًا للأرقام الرسمية المعلنة بعام 2019 فيبلغ إجمالي عدد المدارس الحكومية في مصر 47 ألفًا و43 مدرسة، تضم بداخلها 429 ألفًا و884 فصلًا.