فلنستعد جميعا لتحسين أوضاع الشعب «1-2»
إن القوى الوطنية الديمقراطية الثورية عليها أن تفكر كيف يمكن تحسين أحوال الشعب فى المرحلة المقبلة ومحاولة تشريع وتنفيذ وتفصيل المبادئ التى جاءت فى الدستور كحد أدنى نبنى عليه للوصول إلى ما نحلم به ونريده، فلنفكر معا دون صوت عال ومزايدات وشعارات، فلنعرف بهدوء ما موازين القوى، وما الذى نستطيع تحقيقه ومع من نقف مرحليا ومع من نبنى استراتيجيا ومن نرفضهم نهائيا.
«3000» احتجاج اجتماعى فى السنتين اللتين سبقتا 25 يناير 2011 وتوقعت القوى الوطنية أن 25 يناير 2011 سيكون يوما غير عادى، لن يكون مسيرة كبيرة فقط ويعود المواطنون الذين خرجوا ضد الفساد والاستبداد والتبعية والتعذيب إلى بيوتهم، لقد كان رصيف مجلس الشعب فى السنة الأخيرة 2010 وخاصة خلال الأشهر التى سبقت انتخابات مجلس الشعب 2010 والذى كان تزويره لصالح الحزب الوطنى بما يعبر عن تزاوج السلطة ورأس المال واستمرار حالة المعاناة التى يعانيها الشعب المصرى، كان رصيف مجلس الشعب شاهدا على وجود كل فئات الشعب المصرى متظاهرة أو معتصمة أمام البوابة الرئيسية للمجلس وكذلك أمام مجلس الوزراء. وتصاعدت هتافات الشعب معبرة عن ذلك «شعب مصر على الرصيف مش لاقى حق الرغيف» واندلعت ثورة 25 يناير تحت مطالب الخبز والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، خرج الثوار وخرج الشعب المصرى بملايينه وقدم الشهداء من أنبل أبنائه مع آلاف المصابين، منهم من فقد نور عينيه لينير لنا طريق العدل والحرية، ومنذ قيام ثورة يناير 2011 ونحن فى مرحلة انتقالية جاءت بالمجلس العسكرى للحكم ثم استولى تنظيم الإخوان الإرهابى على الحكم ليذيق الشعب المصرى المر والحنظل ويريق دماء أبنائه وجنوده من أجل المشروع الصهيو- أمريكى - إخوانى، مازالوا يخططون لذلك المشروع بعد خروج الشعب المصرى العظيم بالملايين فى 30 يونيو 2013 لاسترداد ثورته، مصمما على إسقاط الإخوان واستمرار الثورة حتى تحقيق أهدافها. وفى 30 يونيو 2013 تصاعدت الأصوات المطالبة بالعدالة الانتقالية لمحاسبة كل من أجرم فى حق الوطن منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن بجانب مطالب العدالة الاجتماعية لصالح فقراء الشعب وصالح فئاته المطحونة من العمال والفلاحين ولصالح المرأة والشباب العاطل. نادت كل فئات الشعب بمطالب عادلة من حد أدنى وحد أقصى للأجور وضرائب تصاعدية والحق فى الصحة والتعليم والسكن والوظيفة والغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحى ووسائل انتقال آمنة ورفض الشعب بوضوح بعد 30 يونيو 2013 التبعية لأى دولة عظمى استعمارية متوحشة ورفض المعونة الأمريكية يوم خروجه بأكثر من 30 مليونا يوم 26 يوليو 2013 للقضاء على الإرهاب وللوقوف ظهيرا للجيش والشرطة للقضاء على أعمال الإرهاب التى يقوم بها أعداء مصر من قوى الثورة المضادة متمثلة فى جماعة الإخوان وكل التنظيمات والجماعات المتأسلمة الإرهابية ومن يساندونهم فى الداخل من تحالف دعم الشرعية ومن يؤيدونهم من الخارج بالسلاح والتمويل والتنظيم الدولى للإخوان والولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيونى وأموال قطر وتركيا ومساندة الاتحاد الأوروبى. الشعب المصرى قدم التضحيات بدماء أبنائه وجنوده ومازال رابطا الحزام على البطون حتى التصق جلد بطنه بظهره ومازال الحال هو الحال والمعاناة هى المعاناة. لكن هذا الشعب العظيم الذى يرى بعينيه الآن بداية تكون عاصفة ورياح قادمة من قبل القوى المضادة من نظام الرئيس المعزول محمد مرسى ويرى أيضا ببصره وبصيرته محاولة رموز الفساد والاستبداد والتبعية من نظام مبارك التقدم والتوحد للرجوع مرة أخرى للانقضاض على السلطة بعد وضع دستور البلاد مع استكمال خريطة المستقبل بالانتخابات البرلمانية والرئاسية. ها هى رائحة الفساد العفنة تنطلق من بعض الرءوس مثل رائحة دخان حرائق الأيادى الإرهابية للكنائس والمؤسسات المصرية وممتلكات المواطنين والدولة. دخان الحرائق ورائحة الفساد تنطلق لتزكم أنوف الشعب المصرى وتخنق صدره ولكننى مازلت أرى طوفان الشعب المصرى وشلالات دم شهدائه التى ستغرق هؤلاء من نظام المخلوع ونظام المعزول. فى وسط هذا تسعى قوى الثورة المضادة فى اليمين الفاسد التابع المستبد للنظام الأسبق المخلوع لتلتف حول مرشح لرئاسة الجمهورية وممثلين لهم فى البرلمان للعودة بقوة وهم وراء ترديد أن يناير لم تكن ثورة وأنها مؤامرة وأن 30 يونيو هى الثورة التى ستجئ بهم مرة أخرى. كما تسعى القوى المضادة للثورة من اليمين الرجعى المستبد الفاسد الخائن المتاجر بالدين للنظام السابق المعزول المرشح للرئاسة الصهيو أمريكى إخوانى والوقوف وراءه بكل قوة ليمكنهم من العودة مرة ثانية، كما يخططون لإفشال الاستفتاء على الدستور وإفشال خريطة المستقبل. وتقف القوى الوطنية الثورية الديمقراطية التى لا مصلحة لها مع هذا أو ذاك ومصلحتها مع تحقيق أهداف ثورة يناير و30 يونيو وتحقيق العدالة الاجتماعية والانتقالية والحرية للشعب المصرى وترفض التبعية تقف هذه القوى بين صفوف الشعب لكن قوتها حتى الآن وتأثيرها فى موازين القوى الحالية مازال ضعيفا وعليها أن تكون جبهتها لتحقيق أهدافها وتبنى أحزابها ونقاباتها وتنظيماتها المستقلة لتصل بعد هذه المرحلة الانتقالية التى قد تطول، إلى قوة مؤثرة فى الشارع وفى مؤسسات الدولة وفى المجالس المنتخبة وإلى أن يجيء هذا اليوم علينا وفى اللحظة الحالية أن ننظر ونفكر بموضوعية ما الذى نستطيع أن نقدمه حتى نوقف زحف المخلوع والمعزول ونحاول أن يجيء نظام من برلمان ورئاسة يرفض التبعية ويبدأ فى تحقيق جزء كبير من العدالة الاجتماعية وكل العدالة الانتقالية.
■ الأمين العام للحزب الاشتراكى