جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حياة الرايس تروي تفاصيل كتابة رواية «بغداد.. وقد انتصف الليل فيها»

حياة الرايس
حياة الرايس

صدر مؤخرًا عن الهيئة العامة للكتاب رواية «بغداد وقد انتصف الليل فيها» للكاتبة الروائية والشاعرة التونسية حياة الرايس، وهي من أعمال السيرة الذاتية.

وتسرد الكاتبة الروائية حياة الرايس تفاصيل ظروف وملابسات كتابتها للرواية تقول "كنت احمل دائما هذا المشروع مشروع كتابة رواية عن بغداد وكنت اتهيّب ذلك وأخشاه وأخاف منه إذ أن بغداد ليست مجرد مدينة زرتها وأحببتها وكتبت عنها... انها تاريخي وذاكرتي ووجداني المتعلق بارضها وجزء مهم وعميق من تجربتي الحياتية وانا في اوج شبابي وبداياتي اتلمس طريقي طالبة في قسم الفلسفة بكلية الاداب بجامعة بغداد... وكانت بغداد عصيّة لا تحب ان الامسها بقلم مثل بقية كتاباتي عن المدن ضمن ادب الرحلات الذي كنت احبه وكتبت فيه الكثير.

تشير حياة الرايس إلى ان " في مدينة " لافال " بفرنسا مقر اقامتي في فصلي الشتاء والخريف بينما احتفظ بالربيع والصيف لتونس وبحرها الذي لا استبدل به شيئا." لافال " عاصمة اقليم لامايان بالشمال الغربي الفرنسي على مشارف النورموندي وبلاد لالوار. مدينة هادئة جدا نظيفة جدا قليلة الجاليات العربية والافريقية موطن الارستقراطية الفرنسية ومنتجع ملوك فرنسا سابقا ولازالت قصورهم شاهدة عليهم الى الان من المعالم الاثرية والجسور والكنائس القديمة التي تعود الى القرون الوسطى.منطقة خضراء كلها انهار وحدائق تتفرع من نهر " لامايان" الكبير الذي يفيض عليها خضرة وخصوبة.

وتتابع الكاتبة "كانت منتجعا رائعا للكتابة بعيدا عن ضوضاء باريس والعواصم المزدحمة الاخرى خاصة اني لا اعرف بها احدا ولا يعرفني احد.و هذا أروع ما تنشده الكتابة. خاصة كتابة الذاكرة ومن المفارقات انني اكتب عن بغداد العراقية في مدينة "لافال " الفرنسية...كان بيتنا يشرف على نهر " لامايان " اكبر نهر بالمدينة. وضعت مكتبي مقابل الشرفة مقابل النهر وصرت اكتب وانا اتخيل نهر دجلة امامي.

وتلفت الكاتبة " في هدوء وتركيز عميق كانت تاتيني تفاصيل التفاصيل عن حياتي ببغداد بادق الجزئيات. كان ابني يستغرب امري بنوع من الدهشة والاشفاق عليّ:" ماما كيف تتذكرين احداثا وجزئيات اكثر من 30 سنة ؟ اقول له اتذكر اتذكر... كانها البارحة واضحة امامي... وكان شيئا يشبه المعجزة او الصلاة في الماضي والتاريخ انطلقت من كثير من الاحداث الواقعية ربما اغلبها وبنفس الاسماء تقريبا والاماكن.

وتختم الكاتبة ولكن هناك تخييل بطبيعة الحال لاني اقوم بعمل روائي ولم ار احدا من القراء او النقاد قد فرق كثيرا بين الواقع والتخييل.