مع بدء تجاربه على الأطفال.. القصة الكاملة للقاح «موديرنا» المضاد لكورونا

مع بداية تلقي المواطنين في بعض الدول لقاح كورونا بعد الانتهاء من تلقيح الأطقم الطبية، استبعدت كل الشركات المصنعة للقاحات بعض الفئات من الحصول عليه وهي الأطفال، بعد إعلان كل الشركات المصنعة للقاح أنها مخصصة للبالغين فقط، بينما أعلنت بعضها أنها للأشخاص فوق سن الـ16 عاما.

وفي تطور نوعي على طريق مكافحة الجائحة، أعلنت شركة "موديرنا"، إنهاء بدأت إعطاء جرعات من لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد للمرضى من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و12 عاما لتكون الشركة الوحيدة التي اتخذت هذه الخطوة، ولكن هل يختلف لقاح موديرنا عنه غيره مما يؤهلها لتلقيح الأطفال، وتستعرض "الدستور" في السطور التالية القصة الكاملة.

في ديسمبر الماضي أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، موافقتها على منح ترخيص طارئ لاستخدام لقاح شركة موديرنا ضد فيروس كورونا المستجد، لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر.

ورغم نفي الرئيس التنفيذي لشركة مودرينا في يناير الماضي إصدار بيانات لقاح كورونا للأطفال الصغار حتى عام 2022"، وبدئها اختبار اللقاح على المراهقين من عمر 12 عامًا، مع احتمالية الانتهاء منها في فصل الخريف فى سبتمبر، أعلنت الشركة أمس عن بدأت تجارب تلقيح الأطفال دون ال12 عامًا باللقاح.

وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا من البالغين، واحتمال أن تكون إصابتهم خطيرة أضعف، وأكدت دراسة من جامعة لندن كوليدج أن الأطفال أقل من 14 عامًا أقل عرضة بشكل ملحوظ لالتقاط عدوى كورونا من شخص مصاب.

ويعتمد لقاح موديرنا تقنية الحمض النووي الريبي المرسال التي تحفز الجسم على إنتاج بروتينات شبيهة بالموجودة على سطح الفيروس، ليبدأ الجسم بإنتاج الأجسام المضادة المناسبة، التي يمكنها مواجهة الفيروس الحقيقي في حال دخوله الجسم، ورغم أن هذه التقنية لم تكن معروفة من قبل كما أشار الكثير من الباحثين لكنها أثبتت من خلال التجارب السريرية المكثفة، فعالية كبيرة.

ويتميز لقاح موديرنا بإمكانية تخزينه في ثلاجات عادية ولا يتطلب شبكة نقل فائقة البرودة، مما يجعل الوصول إليه أكثر سهولة بالنسبة للمرافق الصغيرة والمناطق النائية، فيتم تخزينه في حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، وذلك لمدة 30 يومًا، في حين يحتاج لقاح فايزر إلى 60 درجة مئوية تحت الصفر، لتخزينه للمدة نفسها.

وموديرنا هي شركة تكنولوجيا حيوية، تأسست عام 2010، ومقرها في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس، وتعاون علماؤها مع باحثين من المعاهد الوطنية للصحة، لإنتاج لقاح لفيروس كورونا آخر، وهو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، وعندما أصدر الباحثون الصينيون التسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد في شهر يناير، كانت الشركة مستعدة لبداية سريعة.

وكانت شركة بيونتيك الألمانية قد أعلنت عن تخطيطها لإجراء دراسات على فئات النساء الحوامل والأطفال المصابين بأمراض مزمنة، ولكن من دون تحديد موعد معين، كما أعلنت أن لقاحها سيحصل عليه أي شخص يبلغ من العمر 16عامًا فما فوق.

وقال معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية، إنه قبل إجراء الاختبارات السريرية على الأطفال، يجب التأكد من عدم حدوث آثار جانبية خطيرة في الدراسات التي شملت أشخاصًا بالغين، وبحسب الشركات الألمانية التي تعمل في مجال تصنيع الأدوية القائم على الأبحاث (في إف إيه)، فإن الدراسات التي أجريت على الأطفال دون سن الاثني عشر عامًا، هي جزء من متطلبات وكالة الأدوية الأوروبية فيما يتعلق باللقاحات التي تنتجها شركات بيونتك - فايزرومودرنا.

وجاء في بيان عن شركات تصنيع الدواء الألمانية، إنه من المتوقع ألا يبدأ إجراء الدراسات على هذه الفئات العمرية حتى تكون هناك نتائج جيدة بشأن فعاليتها على المراهقين ومدى تحملهم للقاح.