جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كيف يتم تأهيل مرضى كورونا بعد تعافيهم؟

مرضى كورونا بعد تعافيهم
مرضى كورونا بعد تعافيهم

غالبًا ما يشعر المصابون بفيروس كورونا بالوصم المجتمعي، رغم انتهاء رحلة مرضهم، كونهم يعتقدون أنهم منبوذون، لا يريد أحد التعامل معهم، لكن كل هذا ما هو إلا اعتقاد خاطئ، ينتج عن فترة الإصابة بالمرض، ويجب علاجه من قبل الأخصائيين النفسيين، كونها ظاهرة تعرض لها العديد من المتعافين.

لذا تواصلت "الدستور" في السطور التالية مع أخصائيين علم النفس، ليشرحوا خلال حديثهم آليات الوقاية الجيدة من المرض النفسي الذي يصيب الأشخاص بعد تعافيهم من فيروس كورونا.

أوضح الدكتور جمال فرويز، طبيب نفسي، أن هناك شعور سئ يصيب المتعافين من فيروس كورونا المستجد، وهو وصمة العار التي يشعرون بها فور إصابتهم بالمرض، بسبب نظرة المجتمع لهم وعد رغبة المواطنين في التعامل معهم كونهم حاملين للفيروس، لكن ما لا يعرفوه أن هذا خطر كبير عليهم بعد التعافي، ما قد يسبب لهم حالة من الإكتئاب الحاد، قد تجعل البعض منهم يفكر في الانتحار كما حدث في الأسابيع القليلة الماضية.

استكمل "فرويز" حديثه لـ"الدستور"، مشيرًا إلى أن فترة ما بعد التعافي من كورونا، تعد من أهم الفترات العلاجية النفسية التي يجب الاهتمام بها من قبل المريض، حتى لا يصيب بمرض جديد لا يعرف عنه شئ، ويكون في الغالب مرض نفسي حاد لا يمكن علاجه بسهولة، وكل ذلك يكن بسبب نظرة المجتمع له، أو ما يبنيه في تفكيره من أوهام حول إصابته بالمرض.

يوضح الطبيب النفسي الأسباب التي قد تدفع المتعافين من فيروس كورونا للإصابة بالاكتئاب الحاد، وهي شعورهم بالندم على ما ضاع منهم خلال فترة الإصابة بالمرض، مثل فقدان العمل أو المبالغ المالية التي انفقوها على العلاج، أو خسارة أشخاص معينين لم يقتربوا منهم حين علموا حقيقة اصابتهم، كل هذا من الأسباب الرئيسية في تعرض أي شخص متعافي للإصابة بأمراض نفسية أخرى.

اختتم "فرويز" حديثه، موجهًا نصيحته للمتعافين بأن لا يضيعوا هذه الفترة في التفكير فيما مضى، بل بالعكس يجب عليهم التخطيط لما هو قادم، سواء على مستوى الحياة الشخصية أو العملية، والاقتراب من الأشخاص الذين وقفوا بجانبهم خلال فترة مرضهم حتى ولو بمكالمة هاتفية، فهذا قد يقلل من نسبة إصابته بالاكتئاب.

قالت أيضًا، الدكتورة أميمة عبدالله مصطفى، استشارى الصحة النفسية والإرشاد النفسي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن الشخص المتعافي من فيروس كورونا يمكنه التعايش مع الحياة من خلال الالتزام التام باتباع الإرشادات والتعليمات اللازمة بالإضافة إلى أخذ الأدوية المخصصة لتلك الفترة في مواعيدها الثابتة لا سيما تلقي العلاج النفسي وذلك يتأتى من وجود أشخاص داعمين له يحاولوا جاهدين ترسيخ الأمل بداخله وإقناعه بأن المرض ليس عار وأنه تمكن أن يحقق انتصارا عظيما من خلاص تغلبه على المرض.

وأضافت عبدالله، أنه يجب على المتعافي في هذه الفترة أن يمارس الرياضة بشكل مستمر وأن يتناول نظام غذائي صحي يحتوي علي الڤيتمينات الضرورية لتقوية المناعة، شرب السوائل التي يكون الجسم في حاجه لها وأوضحت أيضا أن الابتعاد عن السلبيات والتخلص من الخوف له دور مهم فى تماثله للشفاء في أسرع وقت، كما أكدت على ضرورة عمل التحاليل بشكل متواصل للاطمئنان عن حالته ولا سيما مكوثه في المنزل فترة بسيطة.

"حر طليق بعد عزل دام فترة ليست عابرة".. بهذه الكلمات أشارت عبدالله إلي حالة المتعافي من الفيروس عند خروجه من غرفة ظلت معلقة عليه لفترة عانى فيها ألم جسيم كاد أن يخرج روحه من جسده، موضحة أن المتعافي يجب أن يستغل فترة النقاهة فيما يفيد ويجب أن يقوم بتقديم النصائح للآخرين حتي يتمكنوا من التعرف على الأعراض الخاصة بالمرض وكيف تمكن من التغلب على هذا المرض اللعين، كما يحاول جيدا إلى أن يبتعد عن كل ما يقلل راحته ويضعف مناعته.

واختتمت: "المتعافي من فيروس كورونا قد يتعرض للتنمر من قبل الآخرين لذالك ألا يصغي لهم ولا يهتم بما يقولوه ويجب أن يؤمن بأن هذا اختبار من الله وأن الله قد من الله عليه بحياة أخرى يعيد في حساباته ويتقرب إلى الله".