جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

فوزي مرسي: الكاريكاتير تأثر بالأزمات المالية للصحف (حوار)

جريدة الدستور

من خلال لغة الصورة التي تحمل في ثناياها دلالات كثيرة أبلغ من أي كلام، يبعث الفنان «فوزي مرسي» رسام وعاشق الكاريكاتير رسالته التي تتناول قضايا الواقع والبيئة المحيطة به، عن طريق رسومه المتنوعة، خاصة للأطفال، حيث إن هذا النوع من الرسم يحتاج إلى خبرة وثقافة مختلفة.

ويرى فنان الكاريكاتير فوزي مرسي، الفائز بجائزة الكاريكاتير من نقابة الصحفيين، في حواره مع «الدستور» أن السوشيال ميديا ساهمت في انتشار فن الكاريكاتير بشكل أوسع خاصة مع انحسار مساحة الكاريكاتير في الصحف والمجلات الورقية.. إلى نص الحوار:


بداية.. كيف أدركت هذا الفن المشاغب؟
كانت بدايتي مع الكاريكاتير من المرحلة الإعدادية، لأنني كنت محب للرسم، وكان أول كاريكاتير ينشر لي كان في كتاب ساخر اسمه "فلاش" للفنان خالد الصفتي، وبدأت أرسم أعمالي وأرسلها له، وفوجئت بنشر رسوماتى فيه وكان بالنسبة لي من أسعد أيامي.
وكان أي مطبوعة فيها كاريكاتير كنت أقوم بشرائها وأجمع قصاصات فن الكاريكاتير المنشورة في الجرائد اليومية والمجلات المختلفة، وخاصة أعمال للفنان الراحل مصطفى حسين، والفنان حجازي والفنان جمعة، إلى أن صدرت مجلة "كاريكاتير" وكان يرأسها الفنان الكبير مصطفى حسين، وكان هناك باب الظرفاء الذي كان يشرف عليه بشير عياد ونشر لي بصفة دائمة في هذا الباب.
وفي فترة الكلية عملت في مجلة "طبيبك الخاص" والتى تصدر عن دار الهلال وكان طابع المجلة متخصصا في مجال الطب فقط، ثم انتقلت إلى مجلة "سمير" مع ماما لبنى رحمة الله عليها، ثم عملت في مجلة "قطر الندى"، وكان يشرف عليها عبد الرحمن نور الدين ومدير تحريرها الراحل أحمد زرزور، والأستاذ عبده الزراع وفتحت المجلة لي مجالات أوسع.
وظهر بعد ذلك ملحق أيامنا الحلوة واللى كان بيصدر مع جريدة الاهرام يوم الجمعة ونشرت فيه وبعد توقف الملحق عن الصدور سافرت لدولة الكويت عملت هناك فترة قصيرة ورجعت مرة أخرى مصر، ورسكت مجموعة من كتب الاطفال وانتقلت للعمل في مجلة أكتوبر.


ترى أن السوشيال ميديا كانت سببًا في ظاهرة تلاشي الكاريكاتير الحالية؟
اعتقد أن السوشيال ميديا ساهمت في انتشار فن الكاريكاتير بشكل أوسع خاصة مع انحسار مساحة الكاريكاتير في الصحف والمجلات الورقية، والآن هناك أكثر من ٦ صحف يومية لا يوجد بها كاريكاتير للآسف، وبالتالي أي موهبة جديدة تجد صعوبة بالغة في نشر الكاريكاتير في الصحف لكن يستطيع بسهولة على صفحته على منصات التواصل الاجتماعي ينشر الكاريكاتير كما يريد دون تدخل من أي رقيب، ويصل لعدد كبير جدا من المتابعين في دقائق معدودة بالإضافة إلى أن السوشيال ميديا أتاحت فرصة التعرف على مختلف الفنانين من كل دول العالم، ورؤية أعمالهم.



ما هى مقومات رسام الكاريكاتير في وقنا الحالي؟
أن يكون ذكي ومثقف يستطيع أن يعبر عن أوجاع وهموم الناس بخطوط جريئة تتسم بالسخرية وخفة الظل وبأفكار عميقة يفهما بسهولة المتلقي، ويكون متابع دائما للأحداث في مختلف دول العالم.


كيف ترى مستقبل الكاريكاتير المصري؟ وإلى أي مدى يتأثر بما تتأثر به الصحافة؟
الكاريكاتير ثأثر كتير من الأزمة التي تعاني منها الصحف ليس في مصر فقط، إنما في مختلف دول العالم.
توجد صحف كثيرة أغلقت، وأخرى استغنت عن الكاريكاتير بسبب الأزمات المالية، وارى أن الكاريكاتير يمر بأزمة كبيرة، ويحاول الفنان سمير عبد الغني، مع مختلف الفنانين أن يكون يخلق سوق للكاريكاتير، وأن يتم إقتناءه رسومات الكاريكاتير مثل لوحات الفن التشكيلي حيث إن التجربة نجحت مع الفنان عفت رحمة الله والفنان محمد حاكم، في محاولة أن نجد مخرج للأزمة حتى لا يبقى الكاريكاتير على صفحات الجرائد ويتم تعليقه في كل بيت.


ماذا عن الأساتذة وما الذي تتمناه لنفسك ولهذا الفن العظيم؟
أتمنى طبعا أن يعود للكاريكاتير عصره الذهبي ونراه على صفحات الصحف والمجلات، وأتمنى أن يكون فيه اهتمام بفنان الكاريكاتير وأن يكون فيه بجانب متحف الكاريكاتير بالفيوم، ومتحف للكاريكاتير تنشأه وزارة الثقافة ونعرض فيه أهم أعمال لرواد الكاريكاتير، وترجع تاني مجلة خاصة بفن الكاريكاتير وتكون إلكترونة وتصل لعدد كبير من القراء، ونعمل كل ما في وسعنا لدعم الكاريكاتير في أي مكان وبأقل الامكانيات وبسبب أن مساحة الكاريكاتير قلت في الصحف بدأنا تنظيم المعارض الخاصة بفن الكاريكاتير بشكل كبير وكان أهمها الملتقى الدولي للكاريكاتير والذي تنظمه الجمعية المصرية للكاريكاتير سنويا بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية ويشارك فيه نخبة من فناني الكاريكاتير من كل دول العالم ويحضره فعاليات ملتقى الكاريكاتير في القاهرة كوكبة كبيرة من فناني الكاريكاتير من دول عربية وأجنية وعلى هامش الملتقى تنظم ورش فنية وندوات ويستطيعوا الفنانين في مصر الإحتكاك بالفنانين ضيوف الملتقي ويتبادلوا الخبرات، وبنجاح الملتقى أصبح فيه اهتمام كبير بالكاريكاتير في مصر ودول عربية، وشجع على اقامة معارض وملتقيات أخرى في مصر.


ما رأيك في مشروع ذاكرة الكاريكاتير؟ وهل مثل هذه المشروعات تحافظ على فن الكاريكاتير؟
مشروع ذاكرة الكاريكاتير إضافة كبيرة لفن الكاريكاتير في ظل المرحلة الصعبة التي يمر بها، ونتمنى له الاستمرار، وكان قد مظم المشروع معرض في أكتوبر الماضي، كان الحدث الرئيسي لاحتفالات وزارة الثقافة بإنتصارات أكتوبر المجيدة، وشهدنا أعمال لأهم رواد فن الكاريكاتير في مصر والتي نشرت في فترة حرب أكتوبر.