جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

البابا ثيؤدوروس يحل مشكلة أقدم أسقفية أرثوذكسية في تنزانيا

البابا ثيؤدوروس
البابا ثيؤدوروس

زار الأسقف أغاثونيكوس أسقف أروسا ووسط تنزانيا إبرشية بوكوبا، ناقلًا رسالة محبة وسلام من صاحب الغبطة ثيودروس الثاني بابا البطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا إلى كهنة أسقفية بوكوبا.

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، إنه تقبل كهنة الأبرشية بحماس رسالة الوحدة التي وجهها إليهم صاحب الغبطة باعتبارها الحل الوحيد للمشاكل التي ابتليت بها أسقفيتهم لسنوات بعد رقاد أسقفها الأخير بسبب أتباع التقويم القديم المنشقون (Schismatic group) المعرفون باسم "Genuin Greek Orthodox" (الكنيسة اليونانية القديمة). وأعلنوا بالإجماع التزامهم ببطريركية للإسكندرية وسائر إفريقيا الأرثوذكسية القديمة وباباها البطريرك.

تجدر الإشارة إلى أن أبرشية بوكوبا هي أقدم أسقفية أرثوذكسية في تنزانيا منذ كاهنها الأول Sosthenis Kiyonga، الذي رُسم عام 1985، كما أن قرار البابا البطريرك ثيودور الثاني بإعادة تأسيسها هو مؤشر على أهمية الأسقفية، وأيضًا على الحاجة إلى استئناف الأنشطة التبشيرية في المنطقة.

كان قد أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "أتباع التقويم القديم المنشقون (Schismatic group)".

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، إن حديثًا للشيخ أفرام الآثوسي المعروف بأفرام الأريزوني، تناول فيه، مع عدد من أبنائه الروحيين، قضية أصحاب التقويم القديم المنشقون التي هزّت، ولا تزال، الكنيسة الأرثوذكسيّة في عشرينيّات القرن الماضي. فبعدما اتّبعت بعض الكنائس الأرثوذكسيّة، ومنها الأنطاكيّة والإسكندرية واليونان وقبرص، التقويم اليولياني المصحّح (الغربي) في الأعياد المتنقّلة. إنشقّ عن الكنيستين اليونانيّة والقبرصيّة عدد من الذين رأوا في تغيير التقويم هرطقةً توجب الانفصال عن الكنيسة.

أضاف: "هؤلاء، اليوم، مع بعض من المنشقّين في أمريكا عن الكنيسة الروسيّة، التي لا تزال تتبع التقويم القديم في روزنامتها الطقسيّة، يلتقون على تحريك هذه القضيّة في بعض الكنائس، ولا يأبهون لشقّ ثوب المسيح".

وتابع: "يُسمّى أتباع التقويم القديم في اليونانية بـالمتزمّتين. هؤلاء يعتبرون الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة، وسائر الكنائس الأرثوذكسيّة التي اتبعت التقويم الجديد، هرطوقيّة ولا يعترفون بشرعيّة حياتها الليتورجيّة والأسراريّة. حتّى إنّهم لا يعتقدون بقداسة القدّيس نكتاريوس العجائبي كما يكتبون ضدّه؛ لأنّ البطريركيّة المسكونيّة، وهم منشقّون عنها، أذاعت إعلان قداسته!!".

وواصل: "ويتابع الشيخ أفرام حديثه فيقول: إنّهم جعلوا الأمر أذيّة عقائديّة وكنائسيّة، بينما هو ليس عقائديًّا، بل أمر كنسيّ يتعلق ببساطة بقضية تقويم لا أكثر، ويشرح بالتفصيل انقسام حزب التقويم القديم في ما بينهم. فيقول: "نرى الآن في اليونان عدّة أجسام كنسيّة لأتباع التقويم القديم". فثمّة أكثر من مجمع، وأكثر من رئيس أساقفة لهم. لأنّهم قد تشتّتوا إلى عدّة فرق".

واستطرد: "يستشهد الشيخ بقول للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: إنّه لمن الأفضل لك أن تكون على خطأ وأنت ضمن الكنيسة، على أن تكون دقيقًا وأرثوذكسيًّا خارج الكنيسة". ويشرح الشيخ أفرام معنى قول القدّيس هكذا: "إنّه من الأفضل أن تكون على خطأ بشأن التقويم وأنت في الكنيسة على أن تتظاهر بأنّك أرثوذكسيّ، أو حتّى سوبر أرثوذكسي، وأنت خارج الكنيسة، وتجعل للأمر بعدًا عقائديًّا بقولك إنّ الأسرار الإلهيّة غير شرعيّة، وتحكم على غيرك بعدم الخلاص".

واختتم: "ويختم الشيخ حديثه بالقول: أريد أن أقول بأنّ حركة التقويم القديم بدأت أرثوذكسيّة ومستقيمة، لكنّها وببطء تحوّلت إلى جسم خطر. وهي اليوم جرح جدّي في الكنيسة الأرثوذكسيّة، لأنها انفجرت متحوّلة إلى شظايا متنوعة".

وبدأت كنيسة الروم الارثوذكس، برئاسة البابا ثيؤدوروس الثاني، بابا الاسكندرية وسائر إفريقيا أطول أصوامها المُتصلة في 2021، وهو الصوم الكبير، والذي يستغرق 40 يومًا، ينقطع خلالها الأقباط عن المأكل والمشرب من الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل وحتى الثالثة عصرًا.