جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

رغم السجن في عهده.. شيخ الصحفيين يوضح سر دفاعه عن «عبدالناصر»

جريدة الدستور

يعد الكاتب الصحفي الكبير محمد العزبي، أحد شهود العصر على كل الأحداث الكبري التى شهدتها مصر وكانت الصحافة دائما في القلب منها، ورغم أنه اختار الاستئذان في الانصراف عن ملعب الصحافة لكن قبله لم يغادره مطلقا، فمازالت همومها تؤرقه وتشغله.

وفي أحد الحوارات الصحفية له ذكر قصة اعتقاله خلال فترة السينات من القرن الماضي، بالإضافة إلي الحديث عن أسباب حبه للزعيم جمال عبدالناصر رغم أنه ذاق مرارة السجن في عهده.

قال «العزبي»: «تجربة السجن كانت قاسية للجسد وقارصة للروح بكل ما تحمله الكلمة من معني؛ لكن مع ذلك فأني أنصح بها أي كاتب، فقد جعلتني أؤمن بمقولة عبد الرحمن الأبنودي بأن المبدع الحقيقي هو من يعيش أجواء الحرب ويأنس بالحب ويدخل السجن».

وأوضح: «فمثلًا عندما دخل مصطفي أمين السجن، أعتقد أنها أفادته أكثر مما ضرته، فقد خرج من بعدها مدافعًا عن الحريات بصوت قوي، وفعل في ذلك ما لم يفعله من قبل، دون أن يتحلي بالدبلوماسية أو يتمسك بسلطة المناورة».

وأضاف: «خلال تلك الفترة كنت أؤمن بمبدأ (لا حرية لأعداء الشعب)، وعندما تم إيداعي سجن مزرعة طرة، وجدت مصر كلها مسجونة مثل الوفديين الذين تم اعتقالهم بتهمة السير في جنازة الزعيم مصطفي النحاس؛ بالإضافة إلي المنتمين إلي جماعة الأخوان وغيرهم من فئات الشعب المصري».

وكانت تلك الفترة فرصة لإعادة النظر في كثير من الأمور، والحكم على الأشياء من زوايًا مختلفة.

وتابع: «رغم أن ظروف الاعتقال تمت في عهد «عبد الناصر»، لكني دائما ما كنت من المدافعين عنه وكذلك معظم الذين تم اعتقالهم، فانحيازات وإنجازات عبد الناصر الاجتماعية جعلتنا نغفر له ما مضي، هذا الرجل كان لديه حس اجتماعي قوي جدًا، وتقريبًا هو الوحيد من الحكام الذي كان لمواطني هذا الشعب وفقراءه حضور دائم على مائدته، وتلك زاوية».

أما الزاوية الثانية، كانت تتمثل في انحيازه المطلق للمشروع القومي العربي، ولولا «عبد الناصر» ما كان يمكن لقضية مثل القضية الفلسطنية أن يكون لها هذا الزخم والحضور في الوجدان المصري والعربي، والشئ الذي لاجدال فيه هو أن «عبد الناصر» كان عظيمًا بشخصه.