جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ننشر أسماء الفائزين بجائزة محمود درويش للإبداع بدورتها الـ12

جائزة محمود درويش
جائزة محمود درويش للإبداع

أعلنت مؤسسة محمود درويش عن الفائزين بجائزة محمود درويش للإبداع في دورتها الثانية عشرة لعام 2021، وهم كل من: المخرج السينمائي الفلسطيني محمد بكري، والخطاط الفنان التشكيلي الجزائري رشيد قريشي، والباحث والمؤرخ الفرنسي هنري لورانس.

وقد عقدت لجنة جائزة محمود درويش لعام 2021 اجتماعات عدة برئاسة الدكتور الروائي واسيني الأعرج، وعضوية كل من: شكري المبخوت، والدكتور نبيه القاسم وديمة الشكر وزهير أبو شايب، كما اعتمدت مقاييس من أجل تحكيم موضوعي وعادل، يحفظ قيمة الجائزة والاسم الذي تحمله، وهي:

- الحضور الثقافي الفعال للشخصية المقترحة للجائزة، وإشعاعها عربيًا وعالميًا.
- الإسهام في الحركة الثقافية الفلسطينية والعربية والعالمية.
- الدفاع عن قيم الحق والحرية والعدالة، ميدانيًا أو من خلال المنجز الثقافي، إبداعيًا أكان أم فكريًا.

وفي اجتماعها الأخير الذي عُقد يوم السبت 30 يناير 2021، وبعد نقاش استغرق وقتا طويلا، نظرا لقيمة كل المرشحين، بحرية وديمقراطية، وتجرّد كلي، استقرت اللجنة بالإجماع على القائمة الفائزة بجائزة محمود درويش للإبداع في الدورة الثانية عشرة للعام 2021، بناء على المقاييس التي اعتمدتها.

وفي مسوغات منح الجائزة لهذه الدورة، أشارت لجنة الجائزة إلى ما يلي:
الفائز الفلسطيني: المخرج السينمائي محمد بكري، لجهوده السينمائية والتوثيقية للقضية الفلسطينية، والنضالية بالخصوص في فيلمه "جنين.. جنين" الذي يوثق مجزرة مخيم جنين خلال اجتياح نيسان 2002، دافع فيه عن الحرية كقيمة إنسانية، والحق الفلسطيني في الحياة. وأبرز في فيلمه التوثيقي جانبا مهمًا من المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني في مواجهتها وحشية الاحتلال، وفضح الفعل العسكري الإجرامي، المسلط على الشعب الفلسطيني. وقد حظرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفيلم، وحذفت روابطه من شبكات التواصل الاجتماعي، وصادرت جميع نسخه.

وتأتي الجائزة اعترافا بالجهد الفني والثقافي الذي بذله المخرج، وتضامنًا مع نضال الشعب الفلسطيني ومع المخرج البكري الذي يتعرض للمضايقات والتهديد بالمتابعة القضائية العسكرية.

الفائز العربي: الفنان التشكيلي رشيد قريشي، لعمله الجبار في استعادة كل ما هو إنساني من خلال الفن والتشكيل واللون، فهو فنان تشكيلي، وشخصية ثقافية عربية وعالمية، وشكلت القضية الفلسطينية واحدة من اهتماماته الجوهرية، وارتبط فنه بروحانية إنسانية عالية، لم تمنعه من أن يكون حاضرًا في القضايا العربية والإنسانية الكبرى مناصرًا ومدافعًا عن الحق، ومنها قضية فلسطين، التي جسدها في في أكثر من عمل من أعماله الفنية الكبيرة الموجودة في المتاحف العالمية، وربطته علاقة صداقة كبيرة مع محمود درويش، فنقل روح قصائده في شكل لوحات كبيرة في معرض متحرك تنقّل عبر المدن العربية والعالمية، أبرزت القضية الفلسطينية من خلال الفن التشكيلي الذي حوّله الفنان إلى جزء من الدفاع عن الجذور والذاكرة الفلسطينية الغنية.

الفائز العالمي: هنري لورانس، اختارته اللجنة للجائزة لموضوعية أبحاثه ولارتباطه بالقضايا العربية وقضية فلسطين تحديدا، فهو باحث ومؤرخ فرنسي كبير بكوليج دو فرانس، اتسم بالأكاديمية والصرامة في تتبُّعه الحقيقة التاريخية خارج الصراعات الإيديولوجية والسياسية الاختزالية، وجهده العلمي الكبير غير منفصل عن تحولات العصر سياسيا وحضاريا، والدور العربي فيه، وكان من ثمرات جهوده الأكاديمية كتابه الضخم "قضية فلسطين" (خمسة مجلدات) الذي يُعدُّ اليوم، مع كتابه الأخير "أزمات الشرق" (مجلدين)، مرجعًا تاريخيًا مهما لفهم تحولات القضية الفلسطينية والشرق الأوسط.

وأكدت مؤسسة محمود درويش أهمية دور المبدعين فلسطينيًا وعربيًا وعالميًا، ولذلك ارتأت المؤسسة، منذ انطلاقها، ألا تقتصر الجائزة على المبدعين الفلسطينيين فقط، وأن تشمل أيضا المبدعين العرب والعالميين، انحيازا لفكر محمود درويش الإنساني وإصراره على تعميم قيم الحياة النبيلة والإبداع والحرية والعدالة في مواجهة العنصرية والظلم والاستبداد.