جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

فيديو| أول مايسترو مصرية: عشقي للآلات الموسيقية هو ما دفعني للقيادة (حوار)

أول مايسترو مصرية
أول مايسترو مصرية


بتميز وحضور مبهر يشع منه الثقة، رافقته قدرة إبداعية واحتراف في إثبات الذات، استطاعت روسيلا سمير، الفتاة العشرينية، الدخول إلى قلوب الجمهور في قيادة الأوركسترا الوتري في حفل "جالا كونسير" الذي أقيم على مسرح سيد درويش بأوبرا الإسكندرية، لتصبح السيدة الأولى التي تخترق مجال قيادة الأوركسترا.

أكدت روسيلا سمير أول مايسترو مصرية تقود أوركسترا موسيقى، أن حبها للعزف وجميع الآلات الموسيقية، منذ صغرها؛ دفعها لأن تدرس التدريب والقيادة بمعهد الكونسرفتوار لتكون أول فتاه مصرية تدخل مجال قيادة الأوركسترا.

وأضافت خلال حوارها مع « الدستور» أنها حظيت بدعم وثقة من أسرتها، ومعلميها، الأمر الذي كان دافعًا لها لتقف على مسرح دار الأوبرا بالإسكندرية، أمام جمهور كبير، واوركسترا عظيم.

إلى نص الحوار:

◄ بداية من هي روسيلا سمير ومتى بدأ مشوارك الفني؟

روسيلا عادل سمير، 23عامًا، من مواليد محافظة القاهرة، بدأت مشوارى الفني بالإلتحاق بمعهد الكونسرفتوار في سن الثامنة لدراسة الموسيقى، وتخرجت من قسم التدريب والقيادة، والذي يؤهلني لقيادة اوركسترا، لأكون أول فتاه تتخرج من قسم التأليف والقيادة من معهد الكونسرفتوار، وأستكمل حاليًا عمل دراسات عليا في القيادة.
◄ كيف تحولت دراستك للموسيقى من عازفة إلى قائدة أوركسترا؟

بدأت في سن الثامنة بعد ألتحقت بمعهد الكونسرفتوار دراسة العزف على البيانو، وفي سن الـ15 بدأ شغفي يزداد بالآلات وأردت أن أدرس جميع الآلات وهذا أمر صعب فحولت إلى قسم تأليف وقيادة، وكان الهدف أن اتعرف على العديد من آلالات، وكان التأليف والقيادة هو ما جمع ذلك، فبدأت التعمق في القسم، وادرس علم الآلات.

◄ متى كانت البداية في التدريب على قيادة أوركسترا كامل؟

في سن 18 سنة أثناء دراستي للتأليف والقيادة، كانت لي فرصة أن أقود اوركسترا كتدريب وتعليم وكان ذلك من خلال «مستر كلاس» مع المايسترو احمد الصعيدي، وبالفعل كان فرصة رائعة أن اقف امام جميع العازفين، واقود اوركسترا، جميعهم أساتذتي ومعلميني، وكل عازف في الأوركسترا لديه سنوات من العمل والخبرة، وكانت تلك التجربة بمثابة طاقة دفعتني للأمام، وشعرت حينها انني درست جميع الآلات.


◄ أول قيادة اوركسترا أمام جمهور كان في حفل أوبرا الإسكندرية.. صفي لي شعورك؟

أول مرة اقود اوركسترا، كان يوم السبت الماضي، على مسرح اوبرا الإسكندرية، مع فرقة أوبرا القاهرة، وكنت اشعر برهبة كبيرة، أثناء البروفات، وكنت ادقق في سماع كل آلة وكل صوت من المغنيين، فكانت مسؤولية التحكم في كل هذا الأوركسترا، بخلاف انني اقود أساتذة عمرهم في الموسيقى اكثر من سنوات عمري كاملة.
◄ كيف كان رد فعل الجمهور أثناء الحفل وبعد انتهائه؟

رد فعل الجمهور كان غير متوقع، فكان فيه تشجيع كبير لي ولجميع اعضاء الفرقة، اوركسترا القاهرة كلهم عظماء، وكان تشجيعهم لي اكبر داعم لي، وكان الهدف أن نخرج حفل متميز يشيد به الجمهور، والجميع كان متحمس.

◄ لستِ من عائلة فنية.. من كان داعم لموهبتك في الأسرة؟

بالفعل لست من عائلة فنية، والدي موظف، ووالدتي دراستها في علم النفس، هوايتي كانت العزف، هواية شقيقي الرياضة، وهنا كان دور والدتي أن تنمي موهبتنا كل منا في المجال الذي يريد أن يكمل فيه، لذا استكملت دراستي في معهد الكونسرفتوار، وشقيقي ألتحق بكلية التربية الرياضية.

◄ حدثيني عن والدتك وكيف كانت أكبر داعم لكي في مشوارك الفني؟

والدتي اكثر انسان دعمني، وتصدت لإنتقادات كثيرة، وكانت تقابل اعتراض من الناس، أن هذا المجال الذي اخترته لا يصلح للفتيات، ان اتخرج من قسم تأليف وقيادة ليس مجال عمل للفتيات، ولن أنجح فيه، ولكن هي كانت مؤمنة بي، كانت تدرك أن الموهبة هي سبيل النجاح، وواجهنا تحديات، ومر علينا أزمات كثيرة، ومنها أزمات مادية بسبب التكلفة المرتفعة فكان ثمن البيانو منذ 15عامًا يتخطى ال10الآلاف جنية، وكانت توفره لي، بخلاف مجهودها معي أثناء الدراسة، حيث كانت تنتظرني على الرصيف بعد إيصالي الأكاديمية لتصطحبني مرة أخرى إلى المنزل، قائلة «والدتي لا يكفيها حديث عنها وعن ما قدمته لي لكي اصل إلى ما أنا عليه الآن».

◄ من كان الداعم لكي تكوني اول فتاه تقود اوركسترا بالأوبرا؟

الدكتورة إيمان مصطفى، المدير الفني لفرقة أوبرا القاهرة، والسوبرانو المصرية العالمية، هي من رشحتتي ودعمتني ووثقت في قبل ان تراني اقود اوركسترا بالفعل، وكان هذا الدعم يحتاج اثبات انني استطيع أن اكون في هذا المكان واتميز فيه، بجانب مجهود الأوركسترا، كان هدفنا حفل متنيز، «مقدرش اقول انا نجحت إحنا كلنا نجحنا وهو ما رأيته أثناء الحفل من الجمهور».

◄ من كان له بصمة في حياتك العملية من اساتذتك.. ومن مثلك الأعلى في القيادة؟

كل الأساتذة في الكونسرفتوار تربيت على يديهم، فأنا دخلت المجال في سن الـ8 سنوات فكل واحد من اساتذتي قدم لي الدعم، وممتنة لهم جميعا بتأثيرهم في حياتي ومجال عملي، وفي القيادة المايسترو آلوندرا دي لا بارا قائدة اوركسترا مكسيكية، هي مثلي الأعلى في القيادة.

◄ كيفي تعاملتِ مع النوتة الموسيقية؟

تعلمت النوتة الموسيقية منذ التحاقي الدراسة، وكانت في البداية نوتة البيانو الآلة التي كنت أدربها، كانت سطرين فقط، حيث أن والبيانو والهارب تكون سطرين فهم من الآلات الصعبة، لكن باقي الآلات سطر واحد، وبعد التحاقي بقسم التأليف، بدأت اتعلم النوتة كاملة، فيمكن أن تضم النوتة 13 صوت، ولا بد من التركيز مع كل آلة، مؤكدة أنه كل ما كان الأمر يحتاج مجهود، يكون ممتع اكثر، وأشعر أن ذلك يعطيني طاقة أكثر من المجهود الذي أبذله.
◄ كيف يمكنك السيطرة على الأوركسترا عند حدوث خطأ أثناء العرض ؟

المايسترو لا بدّ أن يكون فاهم في كل الآلات ويصحح للعازف إذا عزف بطريقة غير صحيحة، كما أن المايسترو لا بدّ أن يكون في استطاعته تخطي اي عقبة أثناء العرض «يقدر يلحق الدنيا»، لذلك يكون هناك بروفات كثيرة قبل العرض لكي يكون هناك تناغم، قائد الأوركسترا دوره ينظم الموسيقي، فكل اوركسترا يحتاج إلى نفس الدقة في القيادة.

◄ ما الآلة الموسيقية المفضلة لك؟

شهادتي مجروحة في الآلات الموسيقية، لأنهم جميعهم أولادي وبحبهم، ولكن البيانوا اقرب لي لأن دراستي الأولي كانت في العزف على البيانو، بجانب آلة التشيلو، لكن
باقي الآلات درستها بشكل نظري، لأن القيادة لا بدّ أن تدرس جميع الآلات وتعرف عنها كل شيئ.

◄ ما هي خطواتك المستقبلية؟

أكون مستعدة لأي خطوة، حيث أن طبيعتي هو حب المذاكرة، والتي تنقسم بين القيادة، واستكمال الدراسات العليا، فمن الممكن أن أكون ليس لدي خطط معينة، أو أن افكر بالمستقبل، ولكن هناك مفاجئات ليست متوقعة، مثل هذه الخطوة، أن أترشح لقيادة اوركسترا أوبرا القاهرة، خلال فترة كان العمل شبه متوقف بسبب فترة كورونا، لكن مع دعم دار الأوبرا المصرية، ووزارة الثقافة بقيادة الدكتورة إيناس عبد الدايم، بدئنا خطوة جيدة، وفرصة كنت بحلم بيها اتمني أكمل بشكل كويس وأكون قد الثقة.