جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

على سعدة يكتب: رسائل ذات معنى

على سعدة
على سعدة

الرسالة الأولى مقتضبة.. وصلتنى منذ أيام من صديق عزيز أُصيب بجرثومة المعدة ووصف له الطبيب علاجًا اسمه pylera، عبارة عن ١٢ قرصًا يوميًا لمدة عشرة أيام.. لم يجده فى الصيدليات، وبعد بحث مكثف وصل لحد الاستجداء وعدته إحدى الصيدليات الكبرى «من أصحاب السلاسل المعروفة» بتوفير علبة الدواء مقابل مبلغ سبعة وعشرين ألفًا وخمسمائة جنيه فى خلال ٤ أيام.
قمت على الفور بالاتصال بأصدقائى الأطباء فى دولة الإمارات فأفادوا بأن الدواء متوافر بمبلغ فقط فى حدود الألفين من الجنيهات «٥٢٠ درهمًا إماراتيًا»، ولكن لا بد من روشتة طبية، وأن يكون المريض مسجلًا وله ملف بالإمارات والروشتة تصل للصيدلية عبر الإنترنت وغير قابلة للتداول باليد.
ونفس الحوار والنتيجة تم بينى وبين ابنتى فى أمريكا.. فشلت محاولاتها لصرف الدواء دون روشتة طبيب.. واعتذرت لصديقى بعد أن وصلت لطريق مسدود.
جرثومة المعدة مرض شائع وخطير، ومن المؤسف عدم توافره فى الأسواق المحلية وترك المواطن المريض عرضة للاستغلال البشع من تجار الأدوية وأصحاب الصيدليات الكبرى، «لاحظ فرق السعر».
معالى رئيس الوزراء ومعالى وزيرة الصحة.. لماذا لا يتم ضمن حركة البناء والتشييد الرائعة التى تشهدها البلاد إنشاء صيدلية دولية فى عاصمة كل محافظة على الأقل تتوافر بها الأدوية الحيوية المستوردة بصفة دائمة وبأسعار فى متناول المواطن العادى؟.. وأين دور الشركة المصرية لتجارة وتوزيع الأدوية التابعة للدولة؟
الأمراض المميتة ليست كورونا فقط.. وصحة وحياة المواطن يجب أن تكون أولوية اهتمام كل المسئولين.. وبالطبع لا أخلى مسئولية أى طبيب يصف دواء يعلم جيدًا أنه غير متوافر فى الأسواق.
الرسالة الثانية تحمل المرارة وصلتنى من صديق آخر يستغيث فيها من هيئة قناة السويس ببورسعيد التى رفعت أسعار مياه الشرب على المواطنين ابتداء من يناير ٢٠٢١ من ١٦ قرشًا للمتر إلى ١٧٥ قرشًا للمتر، بالإضافة إلى ١٠٪‏ للصرف الصحى.. هل يعقل أن سلعة حيوية أهم كثيرًا من رغيف الخبز يزداد سعرها فجأة بتلك النسبة المخيفة ودون سابق إنذار ودون أدنى مراعاة لما يعانيه المواطن من كساد اقتصادى نتيجة جائحة الكورونا؟! وهل تتعمد هيئة قناة السويس إثارة غضب أهل بورسعيد ضدها بعد أزمة تمثال ديليسيبس التاريخى؟ وهذا تساؤل قد يهم السيد الفريق المحترم أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.
الرسالة الثالثة من صديق عانى الأمرين وهو فى الشهر العقارى ببورسعيد «المدينة الرقمية الأولى فى مصر» من قلة الموظفين والروتين القاتل انتظارًا للتعليمات المركزية فى تقدير الرسوم ومن السيستم المعطل أحيانًا كثيرة ومن الشبكة الضعيفة للغاية دائمًا.
أشياء بسيطة تقوم مقام السحر لو تمت مراعاتها بذكاء من السادة المسئولين من أجل إراحة المواطنين «المرضى والأصحاء» وكسب حبهم ورضاهم حتى تكتمل المنظومة فى سلاسة لا تشوبها شائبة.
الرسالة الرابعة والأخيرة من صديق متشكك للغاية فى نوايا أردوغان بعد تصريحاته للتقرب من مصر، بل يشترط إغلاق أبواق قنوات العداء فى تركيا وإرسال مذيعيها «فى شوال» لمصر كبادرة لحسن النوايا قبل أى تقارب.
أجبته بهدوء.. أنا أثق فى رئيسى الرائع رجل المخابرات.. وأتذكر ما قاله ردًا على الصفاقات والسفالات حين قال «استنى علينا لما نكبر هنرد عليك» وها قد كبرت مصر وتطور جيشها وسلاحها البحرى.. وحان وقت الرد.. فلا داعى للقلق.