جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«يا واد يا عبدالمنعم».. حكايات وزير الشباب مع الرئيس السادات

 الدكتور عبدالمنعم
الدكتور عبدالمنعم عمارة

يعد الدكتور عبدالمنعم عمارة واحد من أشهر محافظي الإسماعيلية، فهو حالة خاصة اختارت النجاح ولا شيء عداه منذ أن عمل محافظا لمدينة الإسماعيلية والتي يعتز بنشأته فيها، ثم أكمل سلسلة نبوغه بالعمل وزيرا للشباب والرياضة في فترة يشهد لها وله الجميع.

وفي أحد حواراته الصحفية كشف "عبد المنعم" عن بعض ذكرياته مع الرئيس السادات قائلا:

«عندما أنهيت دراستي الجامعية مطلع السبعينيات، وعدت من جديد لمعشوقتى مدينة الإسماعيلية، ووقتها بدأت الانخراط فى العمل العام، حيث عملت رئيسًا للجنة المهجرين، الذين تم تهجيرهم من مدن القناة بعيدًا عن جبهة القتال مع العدو الإسرائيلى، وحينها بدأ اسمى فى اللمعان وصيتى فى الانتشار».

ويضيف: «مرة جديدة وقف القدر بجانبى، ففى تلك الفترة كان الرئيس السادات بدأ فى تبنى فكرة تصعيد الشباب للمناصب القيادية داخل أجهزة الدولة، ووقتها كان يبحث عن محافظ شاب للإسماعيلية، وتم ترشيحى ضمن آخرين، لكن سيرتى الذاتية كانت الأقوى فيما بينهم».

ويواصل: «بمجرد أن توليت منصبى بدأت فى تنفيذ أحلامى التى طافت بمخيلتى تجاه تلك المدينة الجميلة، من مبانٍ حضارية وشوارع آدمية، وتدشين مدرسة الموهوبين، وتنظيم لقاءات جماهيرية مع المواطنين، فباب مكتبى لم يغلق فى وجه مواطن واحد، وكنت أسير وسط الجميع دون تكلف أو حراسة، فكان نصيبى حب الناس والبقاء خالدًا فى قلوبهم، فحتى تلك اللحظة عندما تطأ قدماى أرض المدينة، يعاملنى الجميع باعتبارى ما زلت المحافظ، وقد أثار ذلك غيرة أحد المحافظين ذات مرة، فأقدم على الإطاحة بنصف المسئولين التنفيذيين».

ويذكر: «نجاحاتى تلك لفتت نظر الرئيس السادات بشدة تجاهى، لذا كان حريصًا على الالتقاء بى على فترات متقاربة، وقد أسرنى الرجل بشدة من ناحية أسلوبه فى الحديث واللباقة التى كان يتمتع بها، بجانب ذوقه الرفيع فى اختيار ملابسه، كان رجلًا سابقًا لعصره بمعنى الكلمة، وأعتقد أنه لو امتد به العمر لكان وضع مصر فى المكانة التى تستحقها».

وسرد وزير الشباب والرياضة الأسبق طرفة جمعت بينه وبين «السادات»، حيث كان الرئيس الراحل يعامله باعتباره أحد المقربين منه ويناديه: «يا واد يا عبدالمنعم»، وكان «عمارة» يجيبه ضاحكًا: «يا ريس أنا محافظ ووزير»، فيرد «السادات» ضاحكًا: «اسكت يا ولا».

ويقول: «بعد رحيل الرئيس السادات اعتقدت أننى سأرحل عن منصبى، لكن جاء الرئيس الأسبق حسنى مبارك وجدد الثقة فىّ، فقد كان يعرفنى منذ أن كان نائبًا للرئيس السادات، ودائمًا ما كان يثنى على أدائى أثناء زيارته المدينة قبل أن يصبح رئيسًا».

وخلال تلك الفترة نجح «عمارة» فى أن يجعل المدينة تتألق باحتضانها العديد من المهرجانات الثقافية والفكرية والأحداث المهمة فى شتى المجالات، وخلال ١٢ عامًا كانت الإسماعيلية بحق مدينة السحر والجمال، وهو ما كان سببًا فى تصعيده لاحقًا لمنصب وزير الشباب والرياضة.

وعن هذه الواقعة يقول: «حدث أنه ذات يوم فوجئت باتصال هاتفى من الدكتور عاطف صدقى يحدثنى بأمر اختيارى وزيرًا للشباب والرياضة، فرحبت على الفور باعتبارها خطوة أتت فى توقيتها بعد أن قدمت لأهل الإسماعيلية كل ما فى وسعى إنجازه، وأذكر وقتها أن الدكتور صدقى جلس يفاوضنى ويمازحنى ويحرضنى على رفض ذلك المنصب، باعتبار أنه فى حال فشلى ستكون نهاية مبكرة لمشوارى السياسى، فقد كان يفضل أن أبقى فى منصب المحافظ باعتباره خيرًا عما سواه من المناصب، لكن صممت على موقفى، فطلب منى الاستعداد لحلف اليمين».

ويضيف: «بعدها بأيام طلبنى الرئيس مبارك وحدثنى متسائلًا: (إنت مش زعلان علشان هتسيب الإسماعيلية؟)، فأجبته: (إطلاقا يا ريس)، فقال: (على العموم أنا اللى اخترتك».