جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«النص وعوامل أخرى».. مخرج «الملاحم» يكشف أسباب قبوله تقديم أعماله

المخرج أحمد صقر
المخرج أحمد صقر

خلال فترة التوهج الفني للمخرج الكبير أحمد صقر، التى بدأت من منتصف ثمانينيات القرن العشرين، كانت عدسة هذا الرجل وكاميراته شاهدة على ميلاد جيل جديد من النجوم الذين حملوا عرش الدراما والسينما على رءوسهم، منهم من ظل يعيش متألقًا والبعض الآخر استقر على شاطئ السكون بعدما انطفأ بريقه ولو قليلًا.. فكيف فتح صاحب «هوانم جاردن سيتى» باب النجومية أمام كل هؤلاء الفنانين؟.

يجيب «مخرج الملاحم» عن السؤال السابق في أحد حوارته الصحفية قائلا: «الجدية والموهبة كانتا وسيلة الانتقاء وأساس كل اختيار، وحين استعنت فى بعض أعمالى بتلك المواهب الصاعدة، لمست فيهم أنهم من المعجونين بحب الفن، أمثال ممدوح عبدالعليم وشريف منير، وكذلك الحال مع الفنان أحمد عبدالعزيز، الذى كان قد تحقق فنيًا، لكن حين تعاونا سويًا شكّل هذا التعاون نقلة فنية ضخمة ثبتت أقدامه على عرش النجومية».

وتابع: «لكن بعيدًا عن شاطئ الإخراج، أعتقد أن هناك عوامل أخرى أسهمت فى ظهور ذلك الجيل المميز فنيًا، أهمها يتمثل فى وجود النص الجيد، فنادرًا ما كان يوجد سيناريو ليس له قيمة، فكل الكُتّاب كانوا حريصين على كتابة المواضيع بجدية حتى وإن كان العمل المقدم كوميديًا، لذلك فإن تلك النصوص كانت تحتاج ممثلين من ذوى العيار الثقيل، وفكرة وجود النص الجيد انعكست على حالتى كمخرج، فقبل البدء فى تصوير أى عمل أبادر أولًا بقراءة النص، وإلقائى بكلمة القبول والموافقة على تقديمه يكون محسومًا بقدرة السيناريو على التأثير فى الناس، ومشفوعًا بلمسه حياة البسطاء والتأثير فيهم بعيدًا عن الابتذال والإسفاف».

واستطرد صفر: «أعتقد أن أعمالى كانت مشغولة بالبحث عن قيمة صالحة تقدمها للمجتمع، أكثر من سعيها نحو طعن المبادئ التى تربى عليها الناس والتشكيك فى القيم التى نشأوا عليها، لذلك كان بينى وكل كُتّاب الدراما الذين جمعتنى الشاشة بهم توافق واتفاق ضمنى على تلك (الخلطة)، وأخص بالذكر الراحل أسامة غازى، الذى أراه أهم مؤلف ربطتنى معه (كيمياء) خاصة فى العمل، وأيضًا خالد الذكر والأثر المبدع أسامة أنور عكاشة، بالإضافة لتلك النقطة السابقة، فأنا وُفقت بالعمل مع فنانين حقيقيين بمعنى الكلمة كانوا مُقدرين قيمة ومعنى الفن، وهؤلاء الممثلون من سماتهم أنهم كلما زادت نجوميتهم يزيد احترامهم للعمل وللآخرين، ودائمًا تجدهم مُدركين لما لهم وما عليهم، فلم يحدث ذات مرة أن حاول فنان فرض رأيه على رؤيتى، لإيمانه بأن دوره لا يمنحه التدخل فيما ليس من اختصاصه، فقط عليه أن يبقى مشغولًا بما يجب عليه أن يؤديه».

واختتم: «تلك الحالة تلحظها فى الأعمال التى جمعتنى بالفنان يحيى الفخرانى، وأقصد هذا الرجل تحديدًا باعتباره من أكثر الفنانين التى جمعتنى معهم حالة (أُلفة) وراحة شديدة أثناء التصوير، وأنا فخور بكون أعمالى قد شهدت تواجدًا مكثفًا لكل النجوم والنجمات الكبار، ممن كنت أتمنى أن يجمعنى بهم العمل، ولم يشذ عن تلك القاعدة إلا الفنان الكبير عادل إمام والعظيمة شريهان».