جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بينها «عينان خضراوان».. روايات عالمية وعربية رصدت مآسي الإناث

عينان خضراوان
عينان خضراوان

العديد من الروايات جسدت معاناة الأنثى ولكن روايات قليلة هي التي كتبت عن قصص حقيقية لإناث عانين في دولهن على المستويين العالمي والعربي، وفي هذا التقرير نرصد أربع روايات أجنبية وعربية انطلقن؛ ليناقشن سيرة الأنثى المعذبة من خلال قصص حقيقية اتكأ عليها أصحابها.

يوميات فتاة صغيرة.. آن فرانك
مذكرات آن فرانك أو يوميات فتاة صغيرة هو كتاب يرصد مجموعة من الكتابات باللغة الهولندية المدونة في شكل يوميات من طرف الكاتبة الألمانية آن فرانك، بينما كانت مختبئة لمدة عامين رفقة عائلتها وأربعة من أصدقائها إبان الاحتلال النازي لهولندا، وتصف فيه آن من خلال يومياتها العذاب الذي لاحقها فظهرت كتابتها صادقة ليوزع الكتاب ويصبح من أكثر الكتب تأثيرا.

حصلت آن فرانك على دفتر مذكراتها يوم 12 يونيو 1942 لتبدأ الكتابة فيه في نفس اليوم إلى يوم الثلاثاء 1 أغسطس 1944 تاريخ توقفها إثر إلقاء القبض عليها وكل من معها في 4 أغسطس 1944. توفيت آن متأثرة بمرض التيفوس في معسكر بيرغن بيلسن عام 1945.

محبوبة.. توني موريسون
رواية محبوبة للكاتبة الأمريكية توني موريسون استوحتها من قصة زنجية أمريكية ذات أصول أفريقية تدعى مارجريت جارنر، والتي كانت واحدة ممن هربوا من العنصرية في الجنوب الأمريكي في نهاية عام 1856، لتستقر بعد ذلك في أوهايو - الدولة الحرة آنذاك، وبعد مرور 28 يوما حضر جماعة من الرجال لاسترداد سيث وأطفالها بموجب قانون الرقيق الهارب في عام 1850 الذي يعطي مالكي الرقيق الحق في تعقب الهاربين خارج حدود البلاد، وهو ما دفع سيث أن تفضل ذبح طفلتها ذات العامين على أن تسمح لهم بأخذها مجددا إلى مزارع العبودية في كنتاكي، وهو المكان الذي لاذت بالفرار منه، وبعد سنوات تردد شبح ابنتها التي كانت تدعى محبوبة لتطارد ضمير سيث في منزلها الواقع على طريق بلوستون 142 في سينسيناتي- أوهايو.

عينان خضراوان.. حامد الناظر
وفي الشأن العربي هناك الكثير من الروايات التي رصدت معاناة الأنثى في العالم العربي، ومنها رواية "عينان خضراوان" للروائي حامد الناظر والتي وصلت للقائمة الطويلة للبوكر، والتي صدرت عن دار التنوير.

يتتبع الناظر حكاية "مريم يحيي إبراهيم"، والتي صدر ضدها حكم قضائي بالإعدام لاعتناقها المسيحية، ومن ثم طلبت المحكمة منها التراجع عن اعتناق المسيحية والعودة إلى الإسلام، ووجّهت لها أيضًا تهمة الزنا لزواجها من رجل مسيحي.

ويرصد الناظر فيها مأساة البنت من خلال شخصية عرفة وتحولاتها ومعناتها العظيمة.


ما لم تروه ريحانة.. أدهم العبودي
وآخر ما تم تناوله في هذا الصدد هو رواية "ما لم تروه ريحانة" والتي صدرت عن دار إبييدي، وفيها يتتبع الروائي أدهم العبودي طبيعة المجتمع الإيراني من الداخل وتسليط الضوء على المتغيرات والملابسات التي أدت في النهاية لإعدام فتاة لم تتجاوز السادسة والعشرين من عمرها لأنّها فتاة سنيّة اتّهمت بقتل ضابط استخبارات إيراني شيعي، ولم يساندها داخل المجتمع الإيراني، إلّا قلّة من المؤمنين بحقوق الإنسان.

وتتبع الرواية رحلة ريحانة جباري عبر السجون الإيرانية وما تخلّل رحلتها تلك من مصاعب.