جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ما بين طلبات إحاطة وغضب الأهالي.. تفاصيل هدم قصر ثقافة المنصورة

 قصر ثقافة المنصورة
قصر ثقافة المنصورة

أثار الإعلان عن هدم قصر ثقافة المنصورة (مسرح أم كلثوم) وحدائق الهابي لاند وصباح الخير يا مصر، وعروس النيل غضبًا كبيرا بين مواطني المنصورة، وسارعوا بتدشين مبادرة عبر منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "انقذوا المنصورة"، مستنكرين ما أعلنته وزارة التنمية بشأن هدم هذه المباني، لإقامة مشروع تنموي كبير لخدمة أهالي المحافظة، وتداولوا أنباء تفيد أن القصر مسجل كأثر، فكيف يتم هدمه!؟

"الدستور" تواصل مع المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، الذي كشف أن قصر ثقافة المنصورة مسجل كطابع معماري متميز، أي يمكن تعديله أو هدم أجزاء منه، ويتحدد هذا الأمر على حسب طبيعة المبنى ذاته، مؤكدا أنه ليس مسجلًا كأثر.

أضاف أبوسعدة أن المسؤول عن قرار هدم أي مبنى يرجع إلى لجنة حصر المباني ذات الطابع الموجودة بكل محافظة، وهى التي تحدد بعد معاينة المبنى، وكتابة التقرير النهائي بوضعه، لافتًا إلى أن اللجنة تتبع المحافظة، وليس جهاز التنسيق الحضاري.

كانت إيناس عبدالحليم، عضو مجلس النواب، قد تقدمت بطلب إحاطة بشأن هذه الأزمة، قالت فيه: إن تلك الأماكن الحضارية والتراثية التي قررت وزارة التنمية المحلية "إعدامها" من أجل إنشاء أبراج سكنية وإدارية وتجارية على ذات المساحة يجعلنا أمام مشكلتين أساسيتين "هدم تلك المعالم الحضارية والتراثية من أجل بناء أبراج سكانية ومباني أخرى لأغراض تجارية وترفيهية وهو أمر غير مقبول على الإطلاق وغير مفهوم، بسبب أن تلك الحدائق والمتنزهات بمثابة متنفس أساسي للمواطنين، بجانب أن البدء في تنفيذ مهام تلك المشروعات البنائية الضخمة منطقة تعاني في الأساس من مشاكل عديدة في البنية التحتية إلى جانب حالة الإزدحام المروري وزيادة الكثافة البنائية والسكانية بتلك المنطقة قد يؤدي إلى تهالك ما تبقى من البنية التحتية لتلك المنطقة بشكل تام، وهو أمر غاية في الخطورة.

وطالبت عبدالحليم باتخاذ ما يلزم من إجراءات من أجل التدخل الفوري لوقف عمليات الهدم التي تتم حاليًا والوقوف على حقيقة وأبعاد الامر بشكل كامل ودقيق.

وتقدمت ضحى عاصى، عضو مجلس النواب عن محافظة الدقهلية، بطلب إحاطة لوزيرة الثقافة ووزير التنمية المحلية حول مخالفة هدم قصر ثقافة المنصورة وحدائق الهابي لاند وعروس النيل وصباح الخير يا مصر لإنشاء فندق وأبراج سكنية وتجارية مكانها.

وقالت النائبة في طلب الإحاطة:"وفقا لما تم نشره على الصفحة الرسمية لوزارة التنمية المحلية، فإن هناك اتجاه لإنشاء مشروع سكنى تجارى وجارى طرحه للإستثمار، وتضمن المنشور تخصيص العديد من الأماكن بمدينة المنصورة لتنفيذ المشروع عليها، كان من بينها قصر ثقافة المنصورة وحدائق عامة هى عروس النيل والهابى لاند، وصباح الخير يا مصر وجميعها بمحيط واحد في قلب المدينة".

أضافت: هناك نية لهدم تلك الأماكن لبناء الفندق والأبراج سكنية وتجارية مكانها بالمخالفة للقانون حيث أن قصر ثقافة المنصورة من المبانى التراثية والمسجلة بسجلات التنسيق الحضارى ضمن المبانى ذات الطابع الخاص، التى يحظر هدمها أو الإضافة لها، كما أن الحدائق المحيطة والمزمع ضمها للمشروع وهى حدائق الهابى لاند وعروس النيل، وصباح الخير يا مصر يحظر هدمها، أو قطع الأشجار بها وفقا لقانون البيئة كما أن حديقة عروس النيل بها أشجار معمرة مر عليها أكثر من مائة عام.

أشارت إلى أن المشروع لم يتم إجراء دراسة للأثر البيئى له وتنفيذه يعد إهدارا للمال العام وإهدارا لأماكن لها مكامة خاصة في نفوس أبناء المحافظة، مطالبة بوقف المشروع على تلك الأماكن والبحث عن بديل آخر لتنفيذه حفاظا على التراث والبيئة المحيطة.