جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الفلسنجي فى مفردات الحارة المصرية

مفردات الحارة المصرية
مفردات الحارة المصرية

الفلسنجى لقب المفلس داخل الحارة المصرية، خاصة  إن كان هذا الشخص يعتمد على الاقتراض من غيره دون رغبة فى السداد، فهو يبنى حياته على الدّين، فيقول أهل الحارة عنه الفلسنجى.. والفلسنجى أو الشخص المفلس جاء فى العديد من الأمثال المصرية بشكل مباشر أو غير مباشر.

طماعنجى بنى بيت فلسنجى سكن له فيه

يقال هذا المثل فى حق الشخص الذى يطمع فى الحصول على ما يملكه غيره، فيكون هذا الطمع سببًا رئيسًا فى وقوعه فى شرك النصاب، لذا يقول المثل الشعبى الآخر طول ما الطماع موجود النصاب بخير.

والمفلس من هذه النوعية، لذا ضحك على الطماع الساذج فعشمه بأنه سيدفع ضعف ما يدفعه المستأجر العادى حتى يلقى به فى الفخ فيتمكن بالفعل من ذلك ربما يدفع ايجار الشهر الأول ثم لا يدفع مرة أخرى إلا بالشد والجذب.

التاجر لما يفلس يدور فى دفاتره القديمة
يقال هذا المثل فى حق التاجر أحيانًا حين يفلس، فيبحث فى دفاتر تجارته القديمة، ربما يجد فيها أى دين مر عليه زمن ولم يتذكره، وذلك بسبب حاجته للمال.

كما يقال هذا المثل فيما لا يخص التاجر ولا التجارة، بل يقال فى أمور أخرى على سبيل المثال رجل تركه أقاربه وأصحابه فبدأ يبحث عن صديق قديم كان قد نسيه منذ زمن، فحين يصل إليه يقول له أخيرًا تذكرتنى، ولا زى التاجر لما يفلس يدور فى دفاتره القديمة.

إذا أمعنا النظر فى هذا المثل سنجد أنه يقال فى حق شخص يعيش فى حالة ضعف بعد قوة، أو ذل بعد عز أو فقر بعد غنى. وكأنه يستنجد بشىء ما قد يكون صديقا أو مالا أو سندا.

الحقيقة أن هناك عدة أمثلة تخص الشخص المفلس داخل الحارة المصرية، لكن دون أن تذكر فيها مفردة المفلس مثل أبيض يا ورد ويا مولاى كما خلقتنى، والجيب ع الخياطة، وغيرها من الأمثلة الشعبية.