جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«كل يوم جمعة» و«تعديلات الشهر العقاري» أبرز مقالات كبار كتاب الصحف

الصحف
الصحف

تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الإثنين عددًا من الموضوعات المهمة المتعلقة بالشأن المحلي والعربي.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام -في عموده "إنها مصر" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "أصابع أهل الشر!"- إن حقوق الإنسان هدف سام ونبيل، ويسعد الجميع إذا وصلت مصر إلى المعايير الغربية، وحققت إصلاحات سياسية جنبًا إلى جنب الإصلاحات الاقتصادية لتكتمل منظومة بناء الدولة الحديثة.
وأضاف جبر: "ولكن أصابع الشر التي تدير المؤامرات كثيرة، تترصد أحداثًا على صعيد الداخل والخارج، وتصدر تقارير مشبوهة عن حقوق الإنسان مليئة بالأكاذيب حول التعذيب والاعتقال والاختفاء القسري، وكلها تستند إلى مصادر إخوانية أو من بعض الجمعيات الحقوقية المصرية التي تقبض منهم، وآن الأوان أن ينزاح عنها الستار، ليعلم الرأي العام حقيقة خدعة حقوق الإنسان في جانبها الشرير، الذي يتم توظيفه لهدم الدول وتشريد الشعوب".
وتابع: "يجن جنونهم كلما تمضي الأوضاع في مصر إلى مزيد من الاستقرار، فلا يسعدهم أن تتبنى الدولة خطط التنمية والبناء، لأن ذلك يسحب السجادة من تحت أقدامهم، ولا يترك لهم أدنى فرصة لابتزاز الآخرين وجلب الأموال، تحت ستار حقوق الإنسان".
وأشار جبر إلى أن هذه المنظمات يبدو أن ليس لديها عمل سوى مصر، "شغلاهم وتعباهم وتؤرق نومهم"، فعقدوا العزم على النيل منها، واختلاق وقائع مزيفة، لا سند لها ولا دليل، ويروجون لها في أوراقهم السوداء، وتفضحهم أعمالهم، وتفتقد تقاريرهم معايير الأمانة والمصداقية.
وتساءل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قائلًا: "أين جمعيات حقوق الإنسان الوطنية، التي تحل محل الجمعيات التي كانت تمد يدها للتمويل الأجنبي في مقابل بيع بلدها والتمويه بمظلة حقوق الإنسان، ولم تكن تستهدف إلا التنكيل بالإنسان؟ كنا قبل صدور قانون الجمعيات الأهلية نواجه إشكالية ارتباط الجمعيات بالخارج والحصول على الدعم الأجنبي، فتحوم حولها الشبهات القوية فيما تصدره من تقارير؟ ولم نكن نسمع منظمة خرجت من المصيدة، وقالت كلمة حق لوجه الله والوطن".
وأوضح أنه ليس في مصلحة قوى دولية وإقليمية ومحلية أن تقف مصر على قدميها وأن تتجاوز أزماتها، وأن تبنى وطنًا عزيزًا ناهضًا، فينكشف الغطاء عن فشل مؤامرات الهدم والتخريب التي تجتاح دول المنطقة، ويخشون هبوب رياح التغيير الإيجابي من مصر أم الدنيا على أعداء الدنيا والحياة، وليس من قبيل المبالغة أن شعوب المنطقة تنظر لما يجرى في مصر الآن بالدراسة والتعمق.
وأشار إلى أن مصر عامرة برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها، الذين يتابعون ما يجرى فوق أرضها من تشييد وبناء وعمران، ولا يشغلهم "‬حفنة" من أشرار الجماعة الإرهابية، ضاعت أحلامهم وتبددت أوهامهم وارتد شرهم إلى نحورهم.
واختتم الكاتب الصحفي كرم جبر مقاله بالقول: "آن الأوان للاصطفاف بمعناه الصحيح، وأن يقف كل مصري يحب بلده في وجه محاولات تخريب بلده، وأن يساند دولته التي تحتوى الجميع تحت مظلتها، وأن يدافع عن مؤسساتها وجيشها وشرطتها وقضائها العادل النزيه، وأن تتحرك قوتنا الناعمة بكل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والثقافة ورجال الدين، لنقول "‬لا للفوضى، نعم للدولة المستقرة"".


من ناحيته، قال الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" -في عموده "من آن لآخر" وتحت عنوان "كل يوم جمعة"- إنه "لو عدنا بالذاكرة إلى الأيام السوداء في أحداث 2011 وسنة الإخوان المجرمين، نجد أن المصريين عاشوا أيامًا طويلة من الخراب والدمار والحرق والفوضى والانفلات، وكان المشهد مأساويًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وينذر بوصول مصر العظيمة إلى مستنقع الانهيار، حتى إن البعض أشار إلى أن مصر الدولة لن تعود مرة أخرى في ظل ما عاشته من أجواء عبثية".
وأشار توفيق إلى أن المصريين مع أحداث يناير 2011 حتى انتهاء حكم الإخوان المجرمين كانوا مع موعد جديد كل يوم جمعة، أطلقوا عليها: جمعة الغضب، وجمعة القصاص، وجمعة الرحيل، وكانت مصر تشهد كل يوم جمعة مظاهر من الخراب والدمار والحرق والفوضى، وهو ما جعل الشرفاء يذرفون الدموع من فرط حزنهم على مصر، هذه الدولة العظيمة التي شهدت كل هذه الخيانة ومحاولات الإسقاط.
ولفت إلى أن المصريين نسوا خلال أحداث يناير 2011 وعهد الإخوان الأسود أي معنى للبناء والتعمير والتنمية والعمل والإنتاج، توقف كل شيء، لم تعد عجلة البناء في مصر تدور، تجمدت وتصلبت شرايين مصر وكأنها تعاني من جلطة خطيرة تهدد وجودها، ففي زمن الفوضى والخراب والدمار، كانت طيور الظلام تنتشر في كل ربوع الوطن، لا تتورع عن الهدم والتدمير والحرق وإرهاب الناس وإشاعة الفوضى حتى اعتقد الناس أن كل شيء انتهى، وأن أمر هذا البلد آل إلى هؤلاء الخونة الذين نفذوا أكبر مؤامرة لإسقاط مصر وتحويلها إلى شبه وأشلاء دولة.
ومع ذلك، أكد توفيق أن الخير دائمًا ينتصر، والبناء حتمًا سيعلو، والحق دائمًا يزهق الباطل، وقال الشرفاء كلمتهم، وعادت مصر المختطفة إلى حضن أهلها وشعبها مرة أخرى، لتشهد أكبر عملية بناء وتنمية في تاريخها.
وأضاف: "عندما أرى جولات الرئيس عبد الفتاح السيسي التفقدية كل يوم جمعة للمشروعات القومية العملاقة من طرق وكبار ومحاور ومدن جديدة مثل العاصمة الإدارية، ومدينة العصر، ومشروعات التوسع في الرقعة الزراعية، أسجد لله شكرًا أن مصر عادت بقوة، وأن حركة البناء والتنمية تسابق الزمن، وتعجز أي موسوعة عن استيعاب محاور ومكونات وإنجازات ونجاحات ورؤية التنمية الشاملة في مصر".
ونوَّه بأن جولات الرئيس السيسي التفقدية كل يوم جمعة جعلت الكثيرين يطلقون عليها جمعة البناء، أو جمعة التعمير، ومن فرط سعادة المصريين بالمشروعات التي تكشف عنها جولات الرئيس التفقدية التي تتسم بالتنوع والكشف عن مشروعات جديدة وتوجهات تحمل رؤية ثاقبة وشاملة جعلتهم عندما يتذكرون أيام أو "جمع" يناير 2011 وعهد الإخوان، ولسان حالهم يقول: "الله لا يعيدها أيام"، كانت أيامًا من الخراب والدمار والفوضى والرعب والذعر، وينطلق لسانهم بالدعاء للرئيس السيسي بأن يحفظه رب العالمين ويزيده توفيقًا ونجاحًا وعملًا من أجل صالح مصر وشعبها.
وتابع توفيق أن يوم الجمعة في دولة 30 يونيو هو جمعة الأمن والأمان والاستقرار والعمل والبناء والتنمية، وتحقيق تطلعات وآمال المصريين في بناء الدولة الحديثة التي يتابعها الرئيس السيسي لحظة بلحظة من أجل توفير الحياة الكريمة للمصريين، وفي وطن قوي وقادر، ويملك الفرص الواعدة التي تسهم في جذب وتدفق الاستثمارات، وتخفيف المعاناة عن المصريين وأن يعيشوا حياة مريحة بلا اختناق وتكدس أو نقص أو عوز.
وأكد رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" أن مصر التي يقاتل من أجلها الرئيس السيسي دولة لا تعرف إلا تحقيق الإنجازات والنجاحات وتحقيق ما يريده المصريون، دولة هامتها مرفوعة، لا تستجدي الصديق أو الشقيق، ولا أحد يستطيع أن يفرض عليها ما لا تريد، ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل المتواصل والبناء الذي يسابق الزمن والصبر والتضحية والمتابعة على مدار الساعة، والرئيس السيسي هو القدوة والمثل في التفاني والعمل والإخلاص والشرف والتجرد من أجل وطنه، يبذل ما هو فوق طاقة البشر من أجله.
وأردف توفيق قائلًا إن "جمعة البناء" التي دشنها الرئيس السيسي وهي العنوان الكبير لدولة 30 يونيو التي يقودها هذا القائد الشريف والذي لا يعرف طعم الراحة أو الإجازات من أجل استكمال مشروعه الوطني ومشروع كل المصريين في بناء الدولة الحديثة.
وأضاف أن "جمعة التعمير والخير والنماء" طاقة فياضة للأمل والتفاؤل في المستقبل الواعد، هي جمعة النعم التي يحظى بها الشعب المصري من أمن وأمان واستقرار وسلام وكرامة بعد أن تصدت الدولة بشعبها وجيشها وشرطتها إلى يوم الخراب والدمار والإرهاب الذي ينعق بالخيانة والتآمر.
وألمح إلى أنه كل يوم جمعة، المصريون على موعد مع السعادة والأمل والخير الذي يتكشف على يد قائد معجزة البناء المصرية، الذي انتشل مصر من الضياع والانهيار إلى الأمل والمستقبل الواعد في تجربة ملهمة أبهرت العالم، الذي توقف أمامها بالتحية والدراسة والتحليل.
ولفت توفيق إلى أنه لم يسبق الرئيس عبد الفتاح السيسي أي رئيس مصري من قبل في حرصه على متابعة المشروعات القومية على أرض الواقع على مدار الساعة، وكل يوم جمعة، ولم نر أي رئيس مصري قبله ينزل يوم الجمعة إلى ساحات البناء والتعمير والتنمية ليطمئن بنفسه على سير العمل والالتزام بالتوقيتات المحددة للانتهاء من هذه القلاع التي ستنشر الخير للمصريين وتوفر لهم الراحة والخدمات الحضارية وترفع عنهم معاناة السنين، وتفتح شرايين جديدة للتنمية والاستغناء والاكتفاء، وتفتح أحضانها أمام الاستثمار وتوفير الحياة الكريمة وفرص العمل أمام المصريين.
وتابع: ""كل يوم جمعة" أحصل على طاقة إيجابية، وأمل بلا حدود، فالشرفاء يعرفون أهمية كل بناء يتم على أرض الوطن، ويفرحون لفرحه، ويحزنون لحزنه، ولا يشمتون في كرب حل به، هؤلاء هم الشرفاء الذين يفاخر بهم الوطن".
وأكد توفيق أن دولة 30 يونيو التي أزالت وعزلت دولة الخيانة والفوضى والخراب والدمار، ماضية في مشروعها نحو بناء مصر الحديثة، ودحر المخربين والمتآمرين الذين يريدون إسقاط هذا الوطن.
واستطرد الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق بالقول: "إن جولات الرئيس السيسي التفقدية "كل يوم جمعة"، هي دعوة للشرف والوطنية والعمل والتفاني من أجل مصر، رسالة رئاسية "مبطنة" بالتحدي والرؤية والمتابعة، رسالة شريفة توضح الفارق بلا مواربة بين ماض لم يعرف إلا التخريب والتدمير، وحاضر يتفانى بإخلاص وشرف في البناء والتنمية والعمل والإنتاج من أجل تغيير واقع وحياة الناس إلى الأفضل، وبث الأمل وتبديد الخوف، ونشر الاطمئنان على مستقبل واعد، وطالما نحن المصريين على قلب رجل واحد، لا نعرف سوى الشرف والإخلاص والانتماء للوطن والنجاح والإنجاز نحو بناء مصر القوية والقادرة والمحققة لآمال وطموحات شعبها".
وأضاف أنه كان يمكن للرئيس السيسي أن يخصص يوم الجمعة لنيل قسط من الراحة بعد عمل شاق على مدار الأسبوع، ومتابعة متواصلة لكل أحوال وظروف المصريين، وسير العمل في المشروعات القومية، أو لقاءات مع أطراف دولية، لكنه قرر منذ اللحظة الأولى لقيادته مصر أن يهب نفسه ووقته وعمله لمصر وشعبها، كان من الممكن أن يجعل الرئيس السيسي يوم الجمعة إجازة، لكن الشرفاء لا يعرفون إلا العمل من أجل الوطن، والتضحية، ولا مجال عندهم لراحة أو إجازة طالما الوطن يحتاجهم، والشعب في أمس الحاجة لكل دقيقة تغير من حياتهم، وتطمئن على أحوالهم وظروفهم المعيشية.
وأكد توفيق أنها فعلًا "جمعة" الخير والبناء والتنمية والأمل في دولة لا تعرف سوى العمل والنجاح والبناء والإنجاز.
وأشار إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين مَن يبني ويعمر، وبين مَن يدمر ويخرب، وهناك فارق كبير بين مَن ينشر الأمن والأمان والاستقرار، وبين مَن ينشر الخوف والذعر والفوضى والإرهاب.
ووجه تحية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعلمنا دائمًا معنى حب الوطن والشرف والتجرد وإنكار الذات والتضحية حُبًا وعشقًا في مصر التي تستحق منا الكثير.
واختتم الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق مقاله قائلًا إن "الجمعة" هي دعوة لنشر الأمل والتفاؤل والاطمئنان، إنها رسالة دولة 30 يونيو الآمنة المستقرة الواثقة، دولة المعجزات.


بدوره، أشاد الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" -في عموه "صندوق الأفكار" وتحت عنوان "تعديلات الشهر العقاري"- بقرار حزب "مستقبل وطن"، حينما أعلن اعتزامه التقدم بمشروع قانون، لتعديل بعض أحكام الشهر العقاري، استجابة للرأي العام، وبما ينهي مخاوف البعض من المغالاة في الرسوم المفروضة.
وأوضح سلامة أن الحزب أصدر بيانًا أشار فيه إلى أنه تابع باهتمام ردود الأفعال الواسعة حول القانون، والجدل المثار حوله، معلنًا اعتزامه -من خلال هيئته البرلمانية- تقديم تعديل تشريعي للقانون، تماشيًا مع سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي التخفيف عن كاهل المواطنين، والعمل لمصلحتهم، من خلال تحديث المنظومة التشريعية بما يتوافق مع خطة التنمية.
ولفت إلى أنه قبل تحرك حزب "مستقبل وطن"، كان المستشار عمر مروان وزير العدل قد أوضح أن تسجيل العقارات ليس إجباريًا، وأنه كان -ولا يزال- اختياريًا، مشيرًا إلى أن التسجيل يصب في مصلحة المواطن، لأنه يضمن حيازة مستقرة للعقار بعيدة عن أي منازعات.
وأوضح سلامة أن القلق الذي انتاب المواطنين كان له مصدران: الأول هو ما تم تداوله من أن التسجيل إجباري، والثاني كان يتعلق بالرسوم المبالغ فيها لعملية التسجيل.
واختتم الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة مقاله قائلًا: "إن تصريحات وزير العدل أزالت المصدر الأول للقلق، حينما أكد أن التسجيل اختياري، وليس إجباريًا، ويبقى مصدر القلق الثاني الخاص بارتفاع الرسوم، وأعتقد أن البرلمان كفيل بطمأنة المواطنين، وإجراء التعديل اللازم، بما يسهم في تيسير وتسهيل عملية التسجيل، وخفض الرسوم وعدم المغالاة فيها وتوحيدها بشكل قطعي معلن، لكي يكون ذلك مصدر جذب لكل المواطنين لتسجيل عقاراتهم بعيدًا عن القلق والتوتر".


وفي السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة "الشروق" -في عموده "علامة تعجب" وتحت عنوان "تسجيل العقارات.. ولماذا تتكرر الأزمات المجتمعية؟"- إنه "لو كنت مكان الحكومة وكل المؤسسات والأجهزة ذات الصلة، لقررت عقد اجتماع سري موسع يكون عنوانه الرئيسي هو: لماذا تتسبب بعض القرارات والقوانين في أزمات مجتمعية متكررة، رغم أن هدفها يفترض أن يكون الصالح العام؟!".
وأضاف حسين: "ظني أن هذا موضوع شديد الأهمية والخطورة، لأن تكراره ينذر بعواقب وخيمة، ليس فقط على سمعة الحكومة وشعبيتها، ولكن على المجتمع بأكمله".
وأوضح أن الخطورة في الأمر أن هذه النوعية الصعبة من الأزمات صارت متكررة كل فترة، قرار أو قانون ظاهره المصلحة العامة، لكنه يتحول بقدرة قادر إلى أزمة تنفجر في وجه المجتمع، لا يستفيد منها سوى الأعداء والمتربصين.
وتابع حسين أن كثيرين سيقولون إنه في كل هذه القرارات أو القوانين التي تحولت لأزمات مجتمعية، فإنها كانت تهدف لتصحيح أوضاع خاطئة أو تحصيل حق الدولة المهدر منذ سنوات طويلة.
وأكد أن "هذا الكلام صحيح جدًا، ظاهريًا، لكنه في عالم السياسة يقاس بنتائجه النهائية، وأنا شخصيًا أوافق الحكومة تمامًا على أهمية قانون التصالح في مخالفات البناء، لأنه إذا أردنا وقف البناء العشوائي، فلابد من طي صفحة الماضي الأليم، والبدء على أسس صحيحة، لكن حينما أطبق ذلك، لا بد من البحث عن الواقع وتعقيداته وظروف الناس وقدرتهم على التأقلم والتكيف مع القانون، لأنه لا يعقل أن أصدر قانونًا يعذب غالبية الناس ويقلب حياتهم جحيمًا، وفي نفس الوقت لا يفيد الدولة بشيء".
وأشار حسين إلى أن نفس الأمر في قانون تسجيل العقارات، أو المادة 35 من قانون الشهر العقاري، هي نظريًا تهدف لضمان حقوق الدولة فيما يتعلق بتحصيل الرسوم والضرائب، إضافة لجعل عمليات بيع وشراء العقارات تسير في سياق رسمي واضح، ونظريًا أيضًا فإن كل الرسوم كانت مفروضة سابقًا، لكن عمليًا فإن الطريقة التي أعلنتها الحكومة، كانت تعني أن أي مواطن يريد بيع أو شراء وحدة، أو تغيير عداد كهرباء أو مياه أو غاز أو تركيب تليفون أو عمل أي إجراء رسمي بشأن شقته أو بيته، فلا بد أن يسجل وحدته أو عقاره طبقًا للتعديل الجديد، وبالتالي لا بد أن يسدد الضريبة العقارية والتصرفات العقارية والرسوم القضائية والتصالح في مخالفات البناء، ونظريًا أيضًا، فإن القانون أو التعديل الصغير جدًا كان يحاول علاج أوضاع خاطئة مستمرة منذ عشرات السنين.
وألمح إلى أن "التقديرات الشائعة والتي سمعتها من مصادر رسمية تقول إن 90% من شقق وبيوت المصريين غير مسجلة، وبالتالي حينما تأتي الحكومة وتقول إنها قررت أن تفعل ذلك ابتداءً من 6 مارس الجاري، من دون تمهيد كافٍ، فهي تقع في خطأ قاتل".
وأردف رئيس تحرير صحيفة "الشروق" قائلًا: "مرة أخرى لا نناقش الحكومة في صحة وأهمية القانون، أو ضرورة تحصيل حقوق الدولة، لكن نسألها فقط عن السر في تكرار نفس الخطأ أكثر من مرة".
وأضاف: "ما الذي يمنع الحكومة أو أيًا من أجهزة الدولة من دراسة مثل هذه القرارات والقوانين بصورة شاملة، والتأني في تطبيقها حتى لا تقع في نفس الخطأ المتكرر؟!".
وتابع حسين: "خلال الأيام الماضية استمعت إلى مداخلات العديد من المسئولين في وزارة العدل ومصلحة الشهر العقاري، وجميعهم تحدثوا عن أن الضرائب والرسوم الخاصة بالشهر العقاري موجودة منذ عقود طويلة، وهم يستغربون أن غالبية الشعب مندهش منها، وهذا كلام صحيح فنيًا، لكنه خاطئ سياسيًا بنسبة مائة في المائة".
ولفت إلى أنه "صحيح أن العديد من المنصات والأبواق المتربصة والمعادية حاولت إشعال النار مستغلة هذه الأزمة، لكن الأصح أن هذه الأبواق لم تخترع الأزمة من اللاشيء، وبالتالي وجب على الحكومة أن تعيد طرح السؤال، الذي بدأنا به المقال وهو لماذا تتكرر هذه الأزمة كل فترة؟!".
ورأى حسين أنه "كان مفترضًا على الحكومة إما أن تدرس الموضوع بهدوء شديد، أو تقدمه للناس والمجتمع وتقنعهم به.. حتى فوجئنا بأن الموضوع صار حديث كل بيت، خصوصًا أنه يمس بالفعل كل بيت في مصر".
واختتم الكاتب الصحفي عماد الدين حسين قاله بالقول: "حسنًا فعل حزب مستقبل وطن، حينما أعلن مساء الجمعة الماضي أنه سوف يتقدم بتعديلات على القانون استجابة للإرادة الشعبية، وهو تطور إيجابي مهم أن يستجيب حزب الأغلبية لهموم الناس ومشاكلهم، وهو موضوع يستحق المناقشة بصورة مفصلة لاحقا إن شاء الله، لكن مرة أخرى، على الحكومة أن تحاول علاج الأمر من جذوره حتى لا تكرر مأساة سيزيف في الأسطورة الإغريقية الشهيرة!".


وفي إطار منفصل، قال الكاتب الصحفي سليمان جودة -في عموده "خط أحمر" بصحيفة "المصري اليوم" وتحت عنوان "نوبل في إثيوبيا!"- إنه عندما فاز الرئيس الراحل محمد أنور السادات بجائزة نوبل للسلام، لم يشأ أن يذهب لتسلّمها بنفسه وأناب عنه المهندس سيد مرعي، وكان عدم ذهابه نوعًا من الاعتراض على أن يشاركه فيها رئيس وزراء إسرائيل حينها مناحم بيجين، مع ما هو معروف عنه من عنف وقتل على مدى تاريخه.
ونبَّه جودة إلى أنه لو حصل عليها السادات وحده، فربما كان قد رحب بالذهاب، لأنه كان يستحقها بمفرده بالتأكيد، ولأنه كان هو الذي آمن مبكرًا بالسلام عن يقين فيه، وكان الدليل على ذلك أنه طلب أن يكتبوا على قبره ما يشير إلى إيمانه بالسلام طول حياته.
وأشار إلى أن "لجنة نوبل النرويجية كانت مدعوة بعد تجربتها مع السادات إلى أن تدقق في اختيار الذين تراهم يستحقون جائزتها، فأنت لا يمكن أن تضع بطل الحرب والسلام في سلة واحدة مع رجل مثل بيجين، الذي عاش بعدها يقول ويفعل ما يدل على أنه ليس على اقتناع كامل بالسلام كقيمة عالية بين الشعوب".
وأضاف جودة: "ولأن اللجنة لم تراجع نفسها وقتها، فإنها وقعت في مشكلة مع سان سو تشي رئيسة ميانمار السابقة، التي حصلت على الجائزة، ثم وقفت ساكتة بينما جيش بلادها يطارد الأقلية المسلمة فلا تجد ملجأً سوى الهرب إلى الحدود مع بنجلاديش، حيث تعيش الآن في مخيمات".
وتابع: "وما كادت لجنة الجائزة تفيق من حكاية رئيسة ميانمار، حتى وجدت نفسها في مواجهة مع حكاية أخرى أكثر مأساوية، بعد ذهاب جائزتها إلى آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا".
ولفت جودة إلى أنه حصل على الجائزة في أكتوبر قبل الماضي، ولكنه راح يتصرف بعدها بما ينطق بأنه آخر واحد يمكن أن يحصل على نوبل في السلام، فهو مرة يجد نفسه متهمًا بارتكاب جرائم حرب في إقليم تيجراي الإثيوبي، وهو تارةً أخرى يتعنت في قضية سد النهضة مع مصر والسودان، فينتهج من السياسات ما من شأنه تهديد الأمن في المنطقة كلها وإشعال التوتر مع البلدين، رغم أن لهما في ماء النهر الخالد مثل ما لإثيوبيا بالتمام.
واختتم الكاتب الصحفي سليمان جودة مقاله قائلًا: "لابد أن لجنة نوبل للسلام في النرويج تجد من الحرج هذه الأيام مع رئيس الوزراء الإثيوبي، ما لم تجده مع أي فائز من قبل، ولابد أيضًا أنها نادمة، ولكنها مدعوة إلى ترجمة ندمها إلى شيء عملي على الأرض، يفهم منه آبي أحمد وغيره أن جائزة السلام لا تذهب إلا لمَنْ يحفظ معناها".