جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بسبب تمثال.. كيف نجا يوسف إدريس من الأشغال الشاقة؟

يوسف إدريس
يوسف إدريس

حين قامت ثوة يوليو باركها يوسف إدريس، واشترك في تحرير أول مجلة يصدرها الجيش في سبتمبر 1952 وهى مجلة التحرير التي كان يرأس تحريرها آنذاك، أحمد حمروش، وكان من كُتّابها عبد الرحمن شرقاوي، وفتحي غانم وصلاح حافظ وحسن فؤاد.

اكتشف يوسف إدريس بعد فترة قصيرة أن أحلامه في الثورة لم تتحقق، فاصطدم مع السلطة واعتقل فور عودته من رحلة قصيرة، إلى دمشق حيث كتب تقريرا لإحدى المنظمات الشيوعية عن نشاطه في دمشق وبيروت.

وكان البوليس السياسي متابعًا للنشاط السري لهذه المنظمة، فعرف أمر هذا التقرير فداهم منزل يوسف إدريس ليلًا بناءً على ورقة من زكريا محيي الدين، وكان التقرير مخبأ في تمثال مجوف بالمنزل، وأشار إدريس إلى أخيه بأن التقرير مخبأ في التمثال، فتصور أخيه أن إدريس يقول له:" اشنق العسكري"، وكان سيشنقه فعلًا، لكي يتكفل يوسف إدريس بالعسكري الآخر، الذي كان يجلس وهو يمثل أنه نائم لكي يسمع ما يمكن أن يقوله يوسف لشقيقه.

وكان إدريس مندهشا بعد كل هذه السنوات الطويلة من خداعه للضابط المكلف وقتها بتفتيش المنزل، وكان من أكفأ الضباط ويدعى "عشوب".

ووقف الضابط بتأمل التمثال وتصور أنه مصمت وليس مجوف، بينما امتقع وجه يوسف إدريس، وسقط قلبه تخوفا من اكتشاف التقرير في رقبة التمثال ثم تنفس الصعداء حين ابتعد الضابط عنه، فلو اكتشفه لعوقب يوسف إدريس بعشر سنوات أشغال شاقة، فقد كان اعترافا صريحا بمقابلاته الشخصية في دمشق ومباحثاته معهم لكي يرفع إلى اللجنة المختصة بالتنظيم، حسبما ذكر محمود فوزي في كتابه "يوسف إدريس على فوهة بركان.. الحوار الأخير".