جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

اللجنة الاقتصادية لإفريقيا: جائحة كورونا تمثل فرصًا لسوق العمل بشمال القارة

لقاح كورونا
لقاح كورونا

اعتبرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا أن جائحة «كوفيد-19» تمثل تحديات، وأيضًا فرصًا ودروسًا مستفادة لسوق العمل في دول شمال إفريقيا.

وقال دكتور خالد حسين، المدير بالإنابة لمكتب شمال أفريقيا للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، إنه يتعين أن تعمل دول المنطقة على ظهور نماذج وظائف جديدة تتناسب مع التطور التكنولوجي الحالي، مع العمل على سد الفجوة في التدريب لتلبية احتياجات سوق العمل.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مكتب اللجنة الاقتصادية لإفريقيا في شمال إفريقيا، اليوم الثلاثاء، عبر الإنترنت حول: "سوق العمل بشمال إفريقيا: التحديات الهيكلية، تأثير فيروس كورونا، وخارطة طريق لمواجهة مرحلة ما بعد جائحة فيروس كوفيد 19"، والتي أدارتها أمل البشبيشي، رئيسة قسم العمل ومهارات التنمية المتوازنة بمكتب اللجنة الاقتصادية.

وحذر دكتور خالد حسين من مخاطر الافتقار للحماية الاجتماعية في بلدان شمال إفريقيا، وأن نسبة كبيرة من الشباب تعمل في الوظائف الهشة، حيث تصل هذه النسبة إلى ٦٠% في المغرب والسودان، و٢٣% في موريتانيا.

كما أشار إلى أن ٣٤% من النساء يعملن في الوظائف الهشة والاقتصاد غير الرسمي مقابل ٦١% في المغرب و٦٥% في السودان، مشيرًا إلى مشاركة المرأة في الأعمال الخطرة في خط الدفاع الأول لمواجهة كورونا، خاصة في مهن الطب والتمريض، وأن أسواق العمل في شمال إفريفيا بحاجة إلى جهود لحشد رأس المال البشري، وتحفيز أصحاب العمل لتدريب العمالة.

ومن جانبه، أشار طيب البكوش، الأمين العام للاتحاد المغاربي العربي، إلى أنه لم ينج أي قطاع اقتصادي من التباطؤ، بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، لا سيما قطاعات النقل والسياحة والصناعة، داعيًا إلى تبني تنفيذ خطط إنعاش اقتصادي لمرحلة ما بعد الجائحة مع مراعاة الفئات الأكثر تضررًا، من خلال تشجيع الطلب على السلع والخدمات وتشجيع أصحاب العمل على التوظيف والحفاظ على الوظائف القائمة، والعمل على تسريع التكامل الإقليمي المنشود بين دول شمال إفريقيا.

من جهته، قال سامي مولي، كبير الاقتصاديين بالمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية، إن مواجهة جائحة كوفيد-١٩ تتطلب صياغة سياسات عامة أفضل فيما يتعلق بأسواق العمل، وتعظيم إسهام التكامل الإقليمي في خلق فرص عمل لائقة، وإعادة هيكلة سوق العمل ليتوافق مع الوظائف المستقبلية، وإعادة النظر في سلاسل الإمداد الإقليمية.

بدوره، قال عمر إيبورك، أستاذ الاقتصاد الاجتماعي بجامعة القاضي عياض، إن الطلب على العمل يشهد تحسنًا في الإنتاجية في مصر وتونس والمغرب، مقابل تراجع وكساد في الجزائر والسودان وموريتانيا، غير أن أسواق العمل في المنطقة تعمل بصورة تفتقر إلى المرونة مما يقلل فرص الاستفادة من المهارات الموجودة.

وقدم عمر إيبورك خارطة طريق لمواجهة تداعيات كوفيد-١٩ على سوق العمل، تتضمن دعم الشركات خاصة الصغيرة والمتوسطة للحفاظ على الوظائف، ودعم الفئات الأكثر هشاشة والتحول للاقتصاد الرسمي وتوسيع قاعدة الحماية الاجتماعية وإدارة مخاطر الاقتصاد الكلي.

كما أوصى بتسريع التحول الهيكلي لاقتصاديات منطقة شمال إفريقيا، حيث إنها لا تحفز على خلق فرص عمل، بشكل كاف ولكي تكون أكثر إنتاجية منها خدمية، بالإضافة إلى الحد من التشوهات الموجودة في أسواق العمل في دول المنطقة، وأن الهيكل الاقتصادي الحالي لدول المنطقة لم يتغير منذ عشرين عامًا، في حين أن التطور التكنولوجي يقلل من العمالة في القطاعات التقليدية مثل الزراعة.

ومن جانبها، قالت دكتورة شيماء ياسين، الأستاذ بقسم الاقتصاد بجامعة ماكجيل بمونتريال، إن استعادة الانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-١٩ لن يتحقق قبل عام ٢٠٢٥، مما يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا ومراجعة للسياسات الاقتصادية التي يتم تطبيقها حاليا.