جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

التحالف الوطني اليمني: التصعيد الحوثي تحدٍ سافر للسلام

التحالف الوطني اليمني
التحالف الوطني اليمني

اعتبر التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية أن التصعيد الأخير لميليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيا، هو تحدٍ سافر لكل الجهود الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، وإهدار لكل فرصه كنهج لهذه الميليشيا التي انتهكت ولا تزال القانون الإنساني والدولي وقانون حقوق الإنسان، وإصرارها على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، منذ انقلابها الدموي المشئوم على الدولة، وتحويلها الشعب اليمني في مناطق سيطرتها إلى رهائن، وتسخيرها الموارد الوطنية لأغراض الحرب واستمرارها.

وقال بيان صادر عن التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية، تلقته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ": إن التحالف الوطني وقف أمام التصعيد الحوثي خلال الأيام الماضية، الذي استهدف بالصواريخ والطيران المُسيّر الأحياء والمدن الآمنة، لا سيما استهدافه المدنيين في مدينة مأرب وفي المملكة العربية السعودية.

وأضاف البيان: "هذا التصعيد جاء نتيجة لتراخي وتساهل المجتمع الدولي في تنفيذ قراراته الصادرة عن مجلس الأمن، والتي كانت كفيلة بإيقاف نزيف الحرب التي تصرُ عليها جماعة الحوثي، حيث إن هذه الميليشيات رأت في تغاضي المجتمع الدولي عن جرائمهما الممنهجة ضوءًا أخضرًا لمواصلة جرائمها الوحشية بحق المدنيين في المدن والأحياء، وقتل المدنيين بلا هوادة، في وقت لا تزال ألغامها تقتات على أرواح الأبرياء وتشكل كابوسًا لملايين اليمنيين في العديد من المحافظات.

وطالب التحالف الوطني، القيادة السياسية والعسكرية للدولة وحكومة الكفاءات السياسية، بموقف أكثر حزما من أجل حماية المواطنين وردع الميليشيات وإيقاف اعتداءاتها ضد أبناء الشعب اليمني، وفي المقدمة مراجعة جدوى التزام الحكومة باتفاق استوكهولم، داعيا قيادة الدولة والحكومة إلى إعلان انسحابها من هذا الاتفاق، الذي لم يعد له جدوى في ظل الانتهاكات الحوثية لكافة المواثيق والتعهدات.

وحمّل التحالف الوطني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، المسئولية عن التصعيد الحوثي ضد المدن والأحياء، والذي يستهدف حياة السكان المدنيين والنازحين في مأرب والحديدة وكل مناطق اليمن، والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، والتي كان آخرها استهداف مطار أبها صباح هذا اليوم.

وقال البيان: "وإذ يدين التحالف الوطني تلك الجرائم الإرهابية، فإنه يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته تجاه المدن والمدنيين الذين يتعرضون للموت اليومي جرّاء القصف والاعتداءات التي تقوم بها جماعة الحوثي وبشكل يتطابق بل يفوق ممارسات الجماعات المصنفة في قوائم الإرهاب، وهو الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام امتحان إنساني وأخلاقي يفرض عليه الانحياز لحقوق الإنسان وتصنيف الميليشيا الحوثية كجماعة إرهابية".

واختتم التحالف الوطني بيانه بالقول: في الوقت الذي يطالب التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية، الولايات المتحدة الأمريكية بعدم التراجع عن تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، حيث تصاعدت عدوانية الحوثي عقب إعلان الإدارة الأمريكية نيتها التراجع عن هذا التصنيف، فإنه يؤكد في الوقت ذاته أن تدهور الوضع الإنساني في عموم البلاد لم يكن إلا نتيجة حتمية للانقلاب والحرب التي فرضتها الميليشيات على الشعب اليمني، وإن تحسينه يتطلب إزالة الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور.